مع حلول فصل الشتاء وتعدد الأمراض البكتيرية والفيروسية، يكثر الإقبال على تناول المضادات الحيوية التي غالبا ما تؤخذ دون استشارة طبية، جهلا من العديدين بمخاطر استعمالها على الصحة العامة للمريض. عبد الإله بنزاكور (أخصائي جراحة الجهاز الهضمي) يقدم لنا مجموعة من النصائح التي تهم الاستعمال الصحيح للمضاد الحيوي وكذا خطورته على المريض في حالة عدم استشارة الطبيب المعالج قبل تناوله. عرف بنزاكور المضاد الحيوي، بكونه عبارة عن عقاقير لها خاصية إيقاف بعض البكتيريا وشلها أو قتلها وهي تستخرج من إفرازات بعض الفطريات والبكتيريا أثناء نموها قبل اكتشافها، حيث كان الناس يموتون قبل اكتشافها لأتفه الأسباب، وخاصة ما تعلق منها بالأمراض الجرثومية، لكن بعد اكتشافها استطاع الطب السيطرة على أكثر الأمراض، الشيء الذي جعل، يقول بنزاكور، الكثيرين يقبلون عليها بكثرة دون معرفة مخاطرها أيضا وخاصة حين اعتبارها علاجا فعالا للقضاء على الأنفلونزا وغيرها من الأمراض متناسين أن هذه المضادات من شأنها أن تضر بالجسم أيضا ولذلك يحذر الأشخاص المصابين بنزلات البرد ألا يطلبوا من الطبيب أن يصف لهم مضادات حيوية، لعلاج حالاتهم، لأن ذلك يضر بصحتهم ولا ينفعها في شيء. مشيرا إلى أن المضادات الحيوية، توصف من قبل الطبيب المعالج بعد فحص سريري ومخبري، مفندا الاعتقاد السائد بكون المضادات الحيوية تعالج أي التهاب وتؤخذ لأي مرض، لأن فعاليتها، يوضح بنزاكور، تقتصر على الأمراض الناشئة عن البكتيريا، أما العدوى الفيروسية أو الطفيلية فلا فائدة لأخذ المضادات الحيوية فمثلا الزكام لا يحتاج للمضاد الحيوي إلا بعد أن يخرج من صدر المريض البلغم بلون أخضر، مضيفا بأن المضاد الحيوي، له ارتباط وطيد ببعض العادات الغذائية قبل أو بعد الأكل لما لاختلاط الأدوية مع الأطعمة من آثار، حيث إما أن تقلل أو تزيد من امتصاص الجسم لها.. إيجابيات وسلبيات المضاد الحيوي وأضاف بنزاكور بأن المضاد الحيوي، يلعب دورا مهما في علاج العديد من الأمراض وهو سلاح ذو حدين، فإن استخدم تبعا لإرشادات الطبيب أو الصيدلي وتوجيهاتهما، كانت له آثار إيجابية وفعالة، وإن استخدم بطريقة عشوائية وسيئة فإنه يؤدي لأضرار بالغة، قد تكلف المريض حياته. وتختلف أنواع المضادات الحيوية باختلاف مدى تأثيرها على البكتيريا، فمن الأدوية ما يكون فعالا بشكل رئيسي على البكتيريا إيجابية» الجرام» أو مايعرف ب (grame- ) ومنها مايكون فعالا ضد باكتيريا سالبة الجرام ( grame +) والبعض الآخر فعال ضد النوعين وهذا ما نسميه «واسع المدى». الآثار الجانبية يقول بنزاكور إن لجل الأدوية آثارا جانبية، فبعضها يمكن أن تكون له أعراض خفيفة وبعضها قد يهدد حياة المريض، والمضادات كغيرها من الأدوية، ومن هذه الأخطار يعدد: - ظهور الحساسية للأجسام والتي تتسبب أحيانا في الإسهال الشديد وانتفاخ في الوجه والجسم، مما يصعب التنفس وخير مثال: مجموعة البلسلين، ثم قتل البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء، مما يسبب عدوى جديدة يصعب علاجها. - إمكانية عبور الحاجز المشيمي للمرأة الحامل والوصول إلى الجنين، مما يسبب تشوهات كثيرة خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى. - التأثير على الرضيع من خلال حليب أمه. - احتمال الإصابة بنزيف معوي علوي، بسبب تناول الأسبرين عند المريض حامل قرحة المعدة، مما قد يتسبب في الموت ولذلك يجب إخبار الطبيب أو الصيدلي فورا. نصائح ضرورية يقدم بنزاكور أخصائي جراحة الجهاز الهضمي مجموعة من النصائح تفاديا للمشاكل الصحية التي يمكن أن تنتج عن الاستعمال الخاطئ للمضاد الحيوي: -التأكد من تاريخ صلاحية الدواء وخاصة ما كان منها من مجموعة «التيتراسكلين» والتي توصف عادة في حالة الالتهابات الصدرية وأيضا المسالك البولية، لأن استعماله بعد نهاية صلاحيته يميت الكليتين. - إطلاع الطبيب المعالج بالنسبة للمرأة في حالة الحمل والرضاعة. - بالنسبة للأدوية التي تكون على شكل كبسولات يجب بلعها كاملة، لأن فتحها يقلل من امتصاصها في الأمعاء وبالتالي تصبح غير نافعة. يجب حفظ الأدوية المتعلقة بالأطفال في الثلاجة حيث تكون على شكل شراب أو مسحوق، ألا تتجاوز مدة صلاحيتها الأسبوعين وأيضا اتباع نصائح الطبيب أو الصيدلي وخاصة ما تعلق منها بكيفية تناول الدواء وعدد المرات والفترة أي قبل الأكل أم بعده. وبالنسبة للطبيب المعالج فلا بد من مراعاة الشروط التالية: - قبل تزويد المريض بالمضاد الحيوي من لدن الطبيب أو الصيدلي يجب مراعاة العمر، الوزن، الحالة الصحية العامة، وكذا سلامة الكبد والكلي لدورهما في تصفية الدواء. - التأكد من سلامة الجهاز المناعي للمريض وخطر تفاعلات الحساسية الناجمة عن استعمال بعض المضادات الحيوية. ويبقى للطبيب المعالج، صلاحية تحديد نوع البكتيريا المسببة للمرض وذلك عن طريق أعراض المرض الظاهرة على المريض ( الفحص السريري) أو من خلال أخذ عينة من الجزء المصاب ( الدم أو البول) وزراعتها لمعرفة نوع البكتيريا المسببة لهذا المرض( الفحص المخبري أو ما يسمى بالفحص الباكتيريولوجي) مع تقنين معرفة الدواء المناسب له أو ما يسمى ب (الأنتيبيوغرام) المحدد لنوع الدواء.