يواجه رئيسا حزبين تونسيين اتهامات تتعلق ب"الإساءة للنساء" بعدما قللا من أهمية ترؤس النساء للقوائم الانتخابية لحزبيهما في الانتخابات البرلمانية. وفي تبريره للحضور المتواضع للنساء في القوائم الانتخابية لحزبه، قال علي الحفصي، الأمين العام لحزب نداء تونس (رئيس قائمة الحزب في مدينة توزر) إنه "من الصعب الفوز في الانتخابات إذا ترأست النساء القوائم خاصة مع غياب الكفاءة لدى المترشحات". تصريح الحفصي أثار عاصفة من الجدل، وخاصة أن "نداء تونس" يُوصف عادة بحزب "المليون امرأة"، إذ يؤكد القائمون عليه أن مليون امرأة صوتوا لصالح مؤسسه الراحل الباجي قائد السبسي، في الانتخابات الرئاسية. وعلق الإعلامي إبراهيم الوسلاتي، في منشور على فيسبوك، قائلا: "الباجي انقلب في قبره لما سمع تصريح علي الحفصي: لا نستطيع أن نربح انتخابات بنساء رئيسات قائمات، والنداء سيفوز ب45 مقعدا. غباء بدون حدود!". وأضافت ناشطة تُدعى نادرة الجزيري "علي الحفصي يقول إنه لا يصحّ وضع نساء على رأس قائمات انتخابية. المليون امرأة هن اللاتي خرجن للاحتفاء بالسبسي، حيا وميتا". وتزامن تصريح الحفصي مع تصريح آخر لياسين إبراهيم، رئيس حزب آفاق تونس (مُشارك في الانتخابات البرلمانية)، اعتبر فيه أن ترؤس النساء للقوائم الانتخابية يحول دون نجاحها. وكتب شكري اليحياوي، الناشط في حزب التيار الديمقراطي، "بعد نداء تونس، آفاق تونس (عبر رئيسها ياسين ابراهيم) يؤكد أن ترؤس النساء للقائمة يمثل عائقا لنجاح القائمة في الانتخابات التشريعية!". ودوّن ناشط يُدعى علاء الطالبي (ساخرا) "التقدمي الليبرالي الحداثي ياسين ابراهيم يقول إن الرجل يجلب الربح. في رواية أخرى: عندو حظوظ 200 في المئة، مقارنة بالمرأة!". ويقضي القانون الانتخابي (الفصل 24) برفض أي قائمة انتخابية لا تحترم مبدأ "التناصف (المساواة) بين النساء والرجال وقاعدة التناوب بينهم داخل القائمة (…) إلا في حدود ما يحتّمه العدد الفردي للمقاعد المخصصة لبعض الدوائر".