أنهى المنتخب المصري دور المجموعات في كأس الأمم الإفريقية المقامة على أرضه بشكل مثالي، بتحقيقه انتصاره الثالث في ثلاث مباريات أبقى خلالها شباكه نظيفة، وذلك بفوزه 2-صفر الأحد أماعلى م أوغندا التي سترافقه الى الدور ثمن النهائي عن المجموعة الأولى. وفي ختام الجولة الثالثة من المجموعة الثانية، حققت مدغشقر المشاركة للمرة الأولى، مفاجأة بتفوقها على نيجيريا بالنتيجة ذاتها، في فوز منحها صدارة المجموعة وبلوغ دور ال16 وتأهل المنتخبين الى الدور المقبل. وأنهت مصر مجموعتها برصيد تسع نقاط، تليها أوغندا (4 نقاط) التي تخطت الدور الأول للمرة الأولى منذ حلولها وصيفةعام 1978، فجمهورية الكونغو الديموقراطية (3 نقاط) بعد فوز برباعية نظيفة على زيمبابوي، سيجعلها في انتظار نتائج المجموعات الأخرى لمحاولة التأهل كأفضل أربع منتخبات تنهي المجموعات الست في المركز الثالث. وتدين مصر بفوزها الى النجم محمد صلاح والقائد أحمد المحمدي اللذين سجلا في الشوط الاول، والحارس محمد الشناوي الذي تصدى للمحاولات الأوغندية المتواصلة أمام نحو 75 ألف مشجع على ستاد القاهرة الدولي. وقال المحمدي الذي اختير أفضل لاعب في المباراة « اليوم كان يجب أن نؤكد المكسب ونصعد كأول المجموعة »، مضيفا « تسع نقاط من ثلاث مباريات هو أمر معتاد لمصر، لكن الأصعب هو الآتي » حيث ستواجه في ثمن النهائي السبت المقبل، أحد المنتخبات صاحبة المركز الثالث. وتابع « سجلنا خمسة أهداف في ثلاث مباريات وحافظنا على نظافة شباكنا، أرى أن هذا معدل جيد ». وسجل صلاح والمحمدي الهدفين المصريين، الأول من ركلة حرة مباشرة رائعة في الدقيقة 33، والثاني من تسديدة قوية بالقدم اليمنى (45)، بينما نال الشناوي إشادة مدربه المكسيكي خافيير أغيري الذي اعتبر بعد المباراة أن حارس الاهلي قدم « أداء رائعا ». ونوه أغيري بأوغندا، معتبرا انها لم تكن تستحق الخسارة بهدفين نظيفين. في المقابل، اعتبر مدرب أوغندا الفرنسي سيباستيان ديسابر أن فريقه الذي كان الأخطر في جزء كبير من الشوط الأول، لم يحالفه الحظ في التسجيل، مبديا على رغم ذلك « سعادة كبيرة » ببلوغ ثمن النهائي، « وهو الهدف الذي كان قد وضعه الاتحاد الأوغندي لكرة القدم ». وأجرى أغيري ثلاثة تغييرات على التشكيلة الأساسية، فدفع بقلب الدفاع باهر المحمدي بدلا من محمود علاء، ونبيل عماد « دونغا » في ارتكاز خط الوسط بدلا من طارق حامد، وأحمد حسن « كوكا » في مركز قلب الهجوم بدلا من مروان محسن، قبل أن يخرج لاعب أولمبياكوس اليوناني مصابا في الشوط الأول ويعود مهاجم الأهلي الى شغل مركز رأس الحربة. وردا على سؤال بشأن إصابة كوكا، رد أغيري بعد المباراة « لا أعرف ». وحسم الفراعنة المباراة من الشوط الأول، وعو لوا بشكل أساسي على الحارس الشناوي الذي أبقى شباكه نظيفة قبل الهدفين المصريين وبعدهما. وتصدى الشناوي لمحاولتين لألان كيامبادي، الأولى من داخل المنطقة (27)، والثانية بعدها بدقيقتين بمحاولة بعيدة المدى كادت تغالط حارس الأهلي قبل أن يبعدها متعثرا لفوق العارضة. ولم يمنح الأوغنديون الحارس فرصة لالتقاط أنفاسه، اذ باغته عبدو لومالا في الدقيقة 33 بتسديدة قوية من داخل المنطقة بعدما راوغ بنجاح باهر المحمدي على الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء. وفي ظل تردد الدفاع في تشتيت الكرة، عادت الى لومالا الذي حولها رأسية تمكن منها الشناوي. لكن الفراعنة لم يتأخروا في الرد، وسجلوا الهدف الأول من ركلة حرة لصلاح من على مشارف المنطقة، سددها صاروخية التفافية من فوق حائط السد على يسار حارس أوغندا وقائدها دينيس أونيانغو الذي لمس الكرة قبل أن تواصل طريقها الى شباكه. وبعد فرصة خطرة لمحمود حسن « تريزيغيه » أبعدها الحارس الأوغندي (38)، وتصد جديد من الشناوي لتسديدة قريبة من لومالا (43)، أتى الهدف المصري الثاني من هجمة سريعة مرر خلالها أيمن أشرف لكرة عرضية من الجهة اليسرى في اتجاه وسط المنطقة، وصلت الى المحمدي الذي هيأها بالقدم وأطلقها قوية بيمناه الى الشباك الأوغندية (45). وشهد الشوط الثاني اضطرار مدرب أوغندا لإخراج حارسه أونيانغو بعدما جلس أرضا وبدا عليه الاعياء في الدقيقة 67. وقام الجهاز الطبي بوضع كيس من الثلج على رأسه ومياه على مستوى الرقبة. ولم يقو أونيانغو على المتابعة، وأخرج على حمالة، ودخل بدلا منه روبرت أودونغكارا. وأوضح المدرب أن الحارس كان يعاني من الانفلونزا في اليومين الماضيين ولم يتمكن من متابعة المباراة « لكنه بخير ». وبقت الكونغو الديموقراطية على آمالها بالتأهل كأحد افضل أربع منتخبات في المركز الثالث، بفوز عريض على زيمبابوي بأهداف جوناثان بولينغي (4)، سيدريك باماكو (34 و65 من ركلة جزاء) وبريت أسومبالونغا (78). وفي المجموعة الثانية، حققت مدغشقر المفاجأة الأكبر في مشاركتها الأولى، ببلوغها الدور ثمن النهائي كمتصدرة لمجموعتها (7 نقاط) أمام نيجيريا (6) وغينيا (4) الفائزة في الجولة الثالثة على بوروندي 2-صفر. وعلى ستاد الاسكندرية، بدا منتخب « سوبر إيغلز » النيجيري أفضل، لكن مدغشقر باغتته عندما انتزع لالينا انجاناهاري الكرة من المدافع المرتبك ليون بالونغان وراوغ الحارس إكشوكوو إزينوا وسددها في الشباك الخالية (13). ولم تنتظر نيجيريا حاملة اللقب ثلاث مرات (1980 و1994 و2013) كثيرا قبل أن تبدأ السعي لتعديل النتيجة، بيد أن محاولاتها بقيت بلا خطورة حتى الدقيقة 30 عندما كاد أحمد موسى، لاعب النصر السعودي، أن يحقق التعادل بيد أن الحارس الملغاشي ملفين أدريان سبقه الى الكرة. ولم تكد تمر 8 دقائق على انطلاق الشوط الثاني، حتى عمقت مدغشقر المفاجأة بتسجيلها الهدف الثاني من ركلة حرة سددها شارل أندريا، لاعب العدالة السعودي، فارتطمت الكرة بالبديل النيجيري ولفريد نديدي وتحولت الى شباك الحارس إزينوا (53). وفي المباراة الثانية على استاد السلام في القاهرة، رفع الحكم المغربي نور الدين الجعفري البطاقة الحمراء المباشرة في وجه البوروندي كريستوف ندوواروغيرا بعد نحو 12 دقيقة فقط إثر خطأ خطير ارتكبه على محمد ياتارا، الذي ثأر بتسجيل هدف التقدم بعد كرة مرتدة من الحارس جوناثان ناهيمانا إثر تسديدة فرانسوا كامانو (25). وما هي إلا سبع دقائق على انطلاق الشوط الثاني حتى ضاعفت غينيا النتيجة عبر ياتارا الذي أحرز هدفه الثاني إثر تمريرة من ابراهيما تراوري، لاعب بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني (52).