أعلن استطلاع للرأي أجرته صحيفة « ليكونومست » الفرنكوفونية، بشراكة مع مؤسسة « Sunergia » أن 66% من المغاربة يشعرون بالأمان في الأماكن العمومية. وأوضح الاستطلاع أن الشعور بعدم الأمان يهيمن على المدن الكبرى مثل الدارالبيضاء، كما أن فئة النساء أقل شعورا بعدم الأمان مقارنة مع الرجال. وعبر 74 في المائة من الرجال المستطلعين عن شعورهن بالأمان في الأماكن العمومية، بالمقابل فإن هذه النسبة لا تتجاوز 58% عند النساء. وأوضح الاستطلاع أن النساء يشعرن بأمان أقل من الرجال، خاصة الشبابات منهن والنسوة المتعلمات واللاتي يشتغلن. وأكد الاستطلاع هيمنة الوجود الذكوري في الفضاء العام، مستندا على إحصاء المندوبية السامية للتخطيط التي كشفت تعرض 3 ملايين امرأة مغربية للتعنيف الجسدي والنفسي في 2011. وأشار الاستطلاع أنه بصرف النظر عن الجنس، فإن العمر محدد هام لعلاقة المواطن بالفضاء العام، حيث كلما كبر الشخص إلا وزاد شعوره بالأمان، ذلك أن 74 في المائة من المستجوبين المتراوحة أعمارهم ما بين 65 سنة فما فوق يشعرون بالأمان وتصل النسبة إلى 71 في المائة بصفوف المستجوبين مابين 55 و 64 سنة. وكلما انخفض العمر تزيد نسبة عدم الشعور بعدم الأمن، ذلك أن 50 في المائة فقط من الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و 24 عبروا عن شعورهم بالأمان، وهنا يبرز الفرق الكبير بين الفئتين. وفسر الاستطلاع هذا التباين بالعامل الثقافي، حيث أن الأشخاص الكبار في السجن يحظون باحترام وتوقير أكثر من الفئات الشابة. وعلى الصعيد الجغرافي، فإن المواطنين المتواجدين بجنوب المغرب وفي المناطق الريفية يشعرن بأمان أكثر من نظرائهم المتواجدين في المناطق الحضرية. وفسر الاستطلاع هذا المعطى بكون أن القرى وجنوب المغرب من أقل المناطق ديموغرافيا، فحسب الإحصاء العام للسكنى الذي جرى في 2011، يتركز 11 مليون شخص من أصل 34 مليون في محور الدارالبيضاء- القنيطرة. كما أن عدد سكان المناطق الحضرية ارتفع من 10٪ في عام 1926 إلى 60٪ في عام 2014، لذلك فإن الجريمة أكثر انتشارًا في المدن عنها في الأرياف، حيث ارتكبت ثلاثة أرباع الجرائم والمخالفات المسجلة بين يناير وغشت 2018 في المناطق الحضري ، وفقا للمديرية العامة للأمن الوطني. وتجدر الإشارة أن الاستطلاع أجري عبر الهاتف على عينة مكونة من 1000 شخص، وكان 49 في المائة من المستجوبين رجالا، و 51 في المائة من النساء. وبالنسبة للتوزيع الجغرافي فإن 40 في المائة من المستجوبين من المناطق القروية، و 60 في المائة من المناطق الحضرية ( 30 في المائة من شرق وشمال المغرب، 41 في المائة من وسط المغرب، و 29 في المائة من الجنوب).