تثير شكاوى تقدمت بها عاملات موسميات مغربيات ضد أرباب العمل في اسبانيا ردود فعل قوية في الاندلس حيث تعمل 16 الف ام شابة من المغرب هذا العام في قطاف الفراولة في ظروف تضعهن في « موقع ضعف ». ونددت ثماني مغربيات وأربع اسبانيات يقطفن الفاكهة في ثلاثة حقول مختلفة بحالات من المضايقات خلال العمل وتحرش جنسي بالاضافة الى عمليات اغتصاب أو محاولات لهذه الغاية. تقول فيليب لوخان المحامية لاحدى هؤلاء النساء ان هناك العشرات الاخريات « يمنعهن الخوف الشديد من القيام بذلك » أو عدن الى المغرب. في هذه المحافظة، ارتفع عدد المغربيات اللواتي تم توظيفهن مباشرة من بلادهن لموسم الفراولة (فبراير الى يونيو) من 200 في العام 2001 الى أكثر من 16 الفا هذا العام. وذكر استاذ الاقتصاد خوسيه ماريا سومبسي الذي يدير منظمة « اقتصاديون بلا حدود » ان « اسبانيا هي المصدر الاول للفاكهة والخضار في اوروبا »، لكن في مناطق « الزراعة المكثفة لم يعد هناك أي يد عاملة اسبانية تقريبا ». وللترشح من أجل العمل في المغرب لا بد ان يكون المتقدم امراة بين 18 و45 عاما من « احياء ريفية » وب »صحة جيدة » ويقل « عمر اطفالها عن 14 عاما » لضمان عودتهن الى بلادهن بعد انتهاء الموسم، بحسب وثيقة بالعربية ل »انابيك » الهيئة الحكومية المغربية المكلفة التوظيف. تنص عقود العمل لمدة ثلاثة أشهر على راتب يتراوح بين 39 و40 يورو لقاء ست ساعات ونصف الساعة من العمل مع استراحة يوم الاحد. وتقول احدى النساء اللواتي تقدمن بشكاوى دون ان تكشف هويتها لوكالة فرانس برس انه عند الوصول « قالوا لنا انه القطاف الثاني وسيدفع لنا 0,75 يورو لكل قفص »، وزنه خمسة كيلوغرامات، مضيفة انه كان عليهن « قطاف الفراولة بشكل سريع جدا » حتى لايعاقبن بحرمانهن من العمل لعدة أيام. وينص العقد أيضا على اقامة مجانية. لكن هذه المرأة تضيف « كنا ستة ننام في مسكن جاهز » بدائي لقاء ثلاثة يوروهات في اليوم، مشيرة الى ان النساء « الاميات يوقعن حيث يشار لهن ولا يطالبن بشيء ويقلن +اسكتي اذا اردت العودة العام المقبل+ ». يقول دييغو كاناميرو الصحافي الزراعي الذي انتخب في 2016 نائبا عن حزب « بوديموس » (يسار متطرف) « ليس من الممكن في اوروبا في القرن الحادي والعشرين ان نبيع الفراولة هكذا بطعم الاستغلال والاهانة والانتهاكات ». وتابع كاناميرو « ليس هناك رقابة ما اذا كان رب العمل يحترم العقد الموقع أم لا »، مطالبا بتشكيل « هيئة محققين خاصة لتفقد الحقول بشكل يومي ». أما منظمة « سيبايم » التي تطالب بدمج المهاجرين فتعتبر ان هذه النساء « في موقع ضعف شديد بسبب الحاجة الملحة للحصول ما يدعمن به أسرهن ». يقول خافيير بيريز المنسق المحلي ل »سيبايم » انهن « يصلن دون ان يتكلمن الاسبانية ولا علم لهن بالعقد الجماعي »، وغالبا ما يتم اسكانهن في الحقول « دون أي دعم اجتماعي »في حال تعرضهن لاعتداءات. وأكدت « سيبايم » التي تفقدت عشرات حقول الفراولة خلال الربيع وجود حالات « مصادرة جوازات سفر » و »نساء يعاقبن بحرمانهن من العمل لعدة أيام لانهن لم يقطفن ما يكفي من الفراولة » او « حالات امتناع عن دفع الرواتب حتى يوم العودة ». وقال خافيير بيريز ان « بعض ارباب العمل يعتبرنهن يدا عاملة وليس اشخاصا »، مؤكدا ان الامر هو « حالات معزولة ». واعلنت حكومة منطقة الاندلس في 13 يونيو انه سيتم اعتماد « سياسة عدم تسامح مطلق » مع القطاع للعام المقبل. وتنص هذه السياسة على تدريب المسؤولين عن القطاف حول « قضايا المساواة بين الجنسين » وتوظيف وسطاء محايدين وتوزيع منشورات على العاملات لتفسير حقوقهن في لغتهن.