صدر مؤخرا للباحثين مصطفى شكدالي و عبد الحق محتاج، كتاب جديد، عن منشورات سليكي أخوين، بعنوان « المجتمع والعالم الافتراضي، نظرة سيكولوجية على استخدام الشبكة الاجتماعية داخل المجتمع المغربي ». ويتكون الكتاب، الواقع في 167 صفحة، من جزأين، يشمل كل منهما مقابلات ومقالات خاصة بكل مؤلف تسعى إلى « فهم الخصائص المتأصلة التي تجمع بين العالم الافتراضي والواقع الحقيقي داخل مجتمع مغربي يعيش في خضم مرحلة التغيير ». ويسعى مصطفى شكدالي، وهو أخصائي نفساني وأستاذ باحث، من خلال الجزء الأول من الكتاب الذي يتناول موضوع » العالم الافتراضي أو انعكاس المجتمع المتغير »، تحليل عدة جوانب من استعمال الشبكة الاجتماعية بالمغرب وإيجاد إجابات على أسئلة مثل: كيف يمكن شرح التغيرات الاجتماعية من خلال استعمال الأنترنيت والشبكات الاجتماعية الافتراضية؟ وكيف يعكس العالم الافتراضي قيم المجتمع المتغير؟ ووفقا للسيد شكدالي، فإن العديد من الطقوس الاجتماعية قد اتخذت شكلا مغايرا على الشبكات الاجتماعية الافتراضية، « الطقوس التي تتعلق بقيم الحب والحميمية وحتى الموت، والتي كانت تتسم بشيء من السرية إلى أن أصبح يتم نشرها على نطاق واسع ومشاركتها على شبكة الأنترنيت ». كما يحاول صاحب هذا الجزء الأول، إزاء هذا التغيير، اقتراح بضع الفرضيات التفسيرية ومسارات للتفكير. ويعرض الجزء الأول، الذي يتكون من فصلين، أولا مجموعة نصوص مكونة من العديد من المقابلات، وثانيا نصوص مقتبسة من عمود شهري نشر في مجلة « لانتيرنوت ». وأما الجزء الثاني، الذي قام بإعداده عبد الحق محتاج، وهو أخصائي في علم التربية النفسية وأستاذ باحث، يدور حول موضوع « الافتراضية والمسؤولية الاجتماعية الرقمية ». ويناقش الشطر الأول من هذا الجزء، الشبكة الاجتماعية والتنشئة الاجتماعية والشخصنة، بينما يركز الشطر الثاني على التحديات النفسية والتعليمية والاجتماعية للافتراضية. كما يحاول هذا الجزء فك شفرة دينامية الاجتماع بين الواقعي والافتراضي، وشرح العالم الافتراضي في منهجية المسؤولية الرقمية للمجتمع. وفي مقدمة هذا الإصدار الجديد، كتب المصطفى حدية، أخصائي نفساني وعميد سابق بالجامعة المتعددة التخصصات بمدينة آسفي، أن المؤلفين يحاولان تسليط الضوء على الواقع الجديد والمتعلق بالظواهر المرتبطة باستخدام الشبكات الاجتماعية الافتراضية في المغرب، مثل مسرحة العلاقات الاجتماعية وكذا بث الصور الفوتوغرافية الشخصية على شبكة الأنترنت. ويقدم الكتاب أيضا تحليلات تهم مواضيع مستوحات من الاستخدام اليومي للشبكة الاجتماعية، ويشكل رسما تخطيطيا لمسارات جديدة ممكنة للبحث في مجال علم النفس وعلم الاجتماع والتعليم، في عصر استخدام الشبكة الاجتماعية. كما يكشف هذا الكتاب عن مجموعة من الأسئلة التي تركز على كيفية تناول ما هو اجتماعي في أبعاده المتعددة من خلال الاستخدام الافتراضي الرقمي.