اعتبر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الاحد ان استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري المفاجئة « قرار سعودي أملي » عليه، حسب وكالة الأنباء الفرنسية. وقال نصرالله في خطاب نقلته وسائل الاعلام اللبنانية وخصص للحديث عن استقالة الحريري انه « استنتاج واضح وقطعي ان الاستقالة كانت قرارا سعوديا أملي على الرئيس الحريري واجبر عليه، والاستقالة لم تكن نيته او رغبته او قراره ». وتابع « حتى في الشكل، الإعلان تم من السعودية »، متسائلا « لماذا لم ي سمح للرجل أن يعود الى لبنان ويعلن هذه الاستقالة من لبنان ». واضاف « هذا النص ليس نصا لبنانيا ، هذا النص كتبه سعودي، وهذه الادبيات سعودية » وتختلف عن أدبيات وأسلوب الحريري، مشيرا إلى أن أسباب الاستقالة لا تزال غير واضحة. واعرب نصرالله الذي بدا هادئا في خطابه، عن استغرابه ازاء توقيت الاستقالة المفاجئة، وقال « نحن لم نكن نتمنى ان تحصل هذه الاستقالة، بكل صدق، كنا نرى ان الامور تسير بشكل معقول، والكل يلتقي في الحكومة ». وفي خطوة مفاجئة، أعلن الحريري من السعودية السبت استقالته من منصبه مهاجما إيران وحزب الله، وسط حالة من التوتر الشديد بين السعودية وإيران وبعد عام على تكليفه رئاسة الحكومة التي شكلها في أواخر العام 2016. ومنذ أيام قليلة، زار الحريري السعودية مرتين والتقى مسؤولين بينهم ولي العهد محمد بن سلمان. وبعد عودته من الزيارة الأولى، التقى الحريري في بيروت الجمعة مستشار المرشد الايراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي. وما هي إلا ساعات حتى توجه مجددا إلى السعودية ليفاجأ الشارع اللبناني في اليوم التالي بإعلان استقالته. وقال الحريري في اعلان استقالته السبت أن إيران « تطاولت على سلطة الدولة وأنشأت دولة داخل الدولة (…) واصبح لها الكلمة العليا ». واتهم حزب الله، المشارك في الحكومة، ب »فرض أمر واقع بقوة سلاحه ». وتساءل نصرالله ما إذا كانت السعودية « ستسمح » للحريري بالعودة إلى لبنان، خصوصا في اطار التوقيفات التي طالت الجمعة امراء ووزراء سعوديين بارزين. وقال نصرالله « عندما ي زج بهؤلاء في السجون من حقك ان تقلق (…) هذا القلق مشروع »، متسائلا « أين هو اليوم؟ هل هو في الاقامة الجبرية؟ هل هو هو موقوف؟ هل يستطيع العودة إلى لبنان؟ هل سيسمح له بالعودة الى لبنان؟ هذه اسئلة مشروعة ». ولم يوافق رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون حتى الآن على استقالة الحريري. وأكد مصدر في القصر الرئاسي أنه « ينتظر عودة الحريري إلى لبنان لمعرفة الأسباب واتخاذ القرار ». وكان خطاب استقالة الحريري لاذعا نحو إيران وحزب الله، لكن نصرالله أكد « لن نعلق ونناقش المضمون السياسي لهذا البيان مع انه مضمون قاس جدا وفيه اتهامات كبيرة جدا (…) لأننا نعتقد أن النص سعودي وهو بيان سعودي ». وتابع أنه في حال أراد حزب الله الرد فانه « مطلوب أن نقوم بنقاش نخاطب فيه السعودية » وليس الحريري. وكان محللون أعربوا عن خشيتهم في أن تؤجج استقالة الحريري الوضع الداخلي اللبناني المعقد والهش اصلا ، أو من مواجهة إقليمية على أراضيه او من حرب جديدة ضد حزب الله. إلا أن نصرالله دعا إلى الهدوء على الساحة الداخلية، مستبعدا في الوقت ذاته ان تستغل إسرائيل الأمر لشن حرب جديدة ضد لبنان. وطلب « عدم الاصغاء الى كل التهويلات والشائعات ». وقال « ادعو اللبنانيين إلى عدم الخوف، ليس هناك ما يدعو للقلق »، مؤكدا « نحن في حزب الله (…) سنتصرف بكامل المسؤولية الوطنية وبكل هدوء وندعو الجميع الى الهدوء والحفاظ على ما لدينا في لبنان، الامن والاستقرار والسلم الاهلي ». ودعا نصرالله إلى عدم الربط بين استقالة الحريري وأي حرب إسرائيلية جديدة على لبنان. وقال « إسرائيل لن تذهب الى حرب مع لبنان الا ذا كانت تضمن حربا سريعة وحاسمة وكلفتها قليلة وجدواها عالية، هناك اجماع اسرائيلي على ذلك ».