لم يكن الحسن الثاني مرحبا به في الكثير من المحطات، خصوصا تلك التي أعقبت توليه العرش وما رافق ذلك من اعتقالات واختطافات، ستنتهي بالإعلان الرسمي عن حالة الاستثناء التي وضع الملك بعدها كل السلط في يده. وتضيف يومية "المساء" في عددها ليوم غد الثلاثاء 1 يوليوز، أنه تبعا لذلك تعرض الحسن الثاني لأكثر من محاولة انقلاب تحدث البعض عن كونها قاربت العشرين محاولة لم يكتب لأي منها النجاح.
وبين انقلاب الصخيرات في 1971 ومهاجمة الطائرة الملكية في غشت 1972، وقع توافق كبير بين إرادتي الجنرال أوفقير، الذي كان يردد أنه يريد أن يسحق الحسن الثاني، وإرادة الزعيم الاتحادي عبد الرحيم بوعبيد، المكتوي بنار الملك الذي استحوذ على الحكم وأصبحت كل السلط مركزة بين يديه، لإنهاء حكم الملك؛ انضاف إليهما كل من المقاوم حسن صفي الدين الأعرج، والمستشار الملكي إدريس السلاوي؛ هذا الرباعي الذي رتب لانقلاب خاص لن تطلق فيه أي رصاصة، ولن يسقط فيه رصاصة، ولن يسقط فيه ضحايا كما حدث في الانقلابات السابقة.
سيرة الانقلاب، والترتيبات التي سبقته، والتي تعيد "المساء" تركيب حلقاتها في هذه السلسلة، كانت تهدف إلى اختطاف الملك الحسن الثاني، بواسطة طائرة مروحية، ثم تشكيل مجلس وصاية إلى أن يصل ولي العهد إلى سن الرشد، على أن يتولى مستشاره إدريس السلاوي مهمة رئاسة الدولة.
وتشير اليومية السالفة الذكر، أنه في الوقت الذي يكن يخفي محمد أوفقير حماسه لتصفية الحسن الثاني، وهو يردد "إنني أريد سحقه مهما كلفني ذلك من ثمن" ظل عبد الرحيم بوعبيد مصرا على أن إرغام الملك على التخلي عن العرش، يجب أن يتم بدون إراقة دماء ولا ضحايا.
ويحكي محمد الحبابي أن ما حدث كان مجرد حماس زائد من الجنرال أوفقير، الذي يتعجل القضاء على نظام الحسن الثاني.