قال مدير وكالة الأنباء البوركينابية سليمان ساوادوغو، إن الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لثورة الملك والشعب، سجل، حصيلة يمكن القول إنها « أكثر إيجابية » بالنسبة لدبلوماسية المغرب في إفريقيا التي اعتمدها كأولوية في سياسته الخارجية. وذكر ساوادوغو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالمناسبة، بأنه « في عام 2017 فقط، عاد المغرب معززا إلى الاتحاد الإفريقي، في وقت كانت فيه معارضة بعض البلدان لهذه العودة « شرسة واضحة ». وأضاف « أنه في وقت ليس ببعيد، حظي جلالة الملك بالموافقة المبدئية على انضمام بلاده إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو)، في وقت ذهب فيه الكثير إلى أن الأمر أبعد من الواقع ». غير أن الذين يقدرون الأمور حق قدرها – يضيف مدير الوكالة – يدركون أيما إدراك أن المملكة المغربية انضمت إلى فضاء خبرته جيدا وباتت تضبطه أكثر بفضل علاقات التعاون المثمرة التي تقيمها مع الدول الأعضاء، مؤكدا أن هذا الفضاء الغرب إفريقي سيستقبل المملكة بفرح كبير. وفي هذا الإطار، أشار سوادوغو إلى احصاءات تدعم هذه الحقيقة الساطعة لنفاذ المغرب إلى عمقه القاري، مذكرا بأن غرب افريقيا يعد في الوقت الحاضر الشريك الاقتصادي الأول للمغرب في افريقيا جنوب الصحراء. وأكد أن نسبة ثمانية في المائة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمغرب في بوركينا فاسو، تمثل جهدا كبيرا للمغرب في هذا الاتجاه وتعكس العلاقات الاقتصادية الممتازة التي تربط الرباط بوغادوغو، في إطار التعاون جنوب-جنوب الواعد والشراكة المربحة للجانبين. من جهة أخرى، اعتبر مدير وكالة الأنباء البوركينابية أنه بالإضافة إلى استثمارات المغرب في بوركينا فاسو التي لا تقل أهمية، فإن تطوير العلاقات الثنائية قد تعزز أكثر من خلال لقاءات قائدي البلدين. وأشار إلى أن حضور المملكة في بلاد « الرجال النزهاء » كبوركينا فاسو، يتجسد من خلال استحواذ شركة اتصالات المغرب على الفاعل التاريخي في قطاع الاتصالات البوركينابي (أوناتيل)، علاوة على استثمارات أخرى هامة في قطاعات الأبناك (التجاري وفا بنك، البنك المغربي للتجارة الخارجية – بنك إفريقيا، والبنك الشعبي)، وكذا قطاع التأمينات (سهام للتأمين)، والعقار والبناء (سيماف)، وشركة الخطوط الملكية المغربية. ولفت الانتباه إلى أن كل من زار هذا البلد المغاربي الذي لا يتوفر على موارد طبيعية هائلة، ولكنه استثمر مع ذلك في الإنسان والموارد البشرية، « لن تخطئ عينه كيف بسط المغرب ريادته في كافة القطاعات، وهو ما استحق عليه الإشادة والتقدير ».