تواصل شركة «إسمنت إفريقيا» سيماف»، التابعة لمجموعة «الضحى»، استثماراتها في القارة الإفريقية، فبعد الكوت ديفوار والكامرون وغينيا كناكري وغينيا بيساو وغانا وبوركينافاسو، حطت المجموعة الإسمنتية المغربية بجمهورية الغابون. وأفادت وكالة الأنباء الإفريقية «أفا»، أن مجموعة الضحى العقارية شرعت في بناء مصنع جديد لإنتاج الإسمنت في العاصمة الغابونية ليبروفيل، تبلغ طاقته الإنتاجية 500 ألف طن سنويا، وتطلب إنشاء معمل «سيماف غابون»، والذي يمكن أن ترتفع طاقته الإنتاجية مستقبلا إلى مليون طن سنويا، استثمارا بقيمة 30 مليون أورو (33 مليار سنتيم). وكشف المصدر نفسه، أن شركة «سيماف غابون» التابعة لمجموعة الضحى، أشرفت على عملية توظيف العديد من الأطر الشابة الغابونية، كما قامت بتكوينهم بمراكش لمدة شهر حول المهن المرتبطة بصناعة الإسمنت. وكانت مجموعة الضحى قد اشترت «سيم غابون»، الشركة الوحيدة المتخصصة في صناعة الإسمنت بالغابون، والتي كانت أغلب أسهمها في ملكية شركة نرويجية. وزادت الوكالة الإفريقية للأنباء، أن مجموعة الضحى المملوكة للملياردير أنس الصفريوي، تتفاوض مع السلطات الغابونية من أجل التوقيع على اتفاقية لبناء مساكن اجتماعية في هذا البلد الذي يعرف خصاصا بحوالي 200 ألف مسكن اجتماعي، تقول الوكالة. وكانت مجموعة «إسمنت إفريقيا»، قد دشنت مؤخرا ببوركينا فاصو، معملا للإسمنت تبلغ طاقته الإنتاجية 500 ألف طن سنويا. وتطلب إنشاء معمل «سيماف بوركينا»، الممتد على مساحة 7 هكتارات، والذي يمكن أن ترتفع طاقته الإنتاجية مستقبلا إلى مليون طن سنويا، استثمارا بقيمة 20 مليار فرنك غرب إفريقي (حوالي 30,4 مليون أورو). وإلى جانب حضور الرئيس المدير العام لمجموعة الضحى أنس الصفريوي، تميز حفل التدشين الرسمي للمشروع الذي جرى بواغادوغو بحضور الوزير الأول البوركينابي، وزير الدفاع، ياكوبا إسحاق زيدا، وأعضاء في حكومته، وسفير المغرب في واغادوغو فرحات بوعزة، والعديد من الشخصيات البوركينابية. وخول هذا المشروع واسع النطاق، حسب منعشيه، إحداث حوالي ألف منصب شغل مباشر أثناء مرحلة البناء. وخلال المرحلة الحالية للإنتاج، تشغل الوحدة أزيد من مئتي شخص، معظمهم بوركينابيون. وقد تم طرح أول كيس إسمنت ل»سيماف بوركينا»، الذي انطلقت أشغال بنائه في 19 يناير 2013، في السوق في شتنبر الماضي، أي شهرين قبل التاريخ المرتقب، بحسب المنعشين الذين أوضحوا أن المعمل ينتج صنفين من الإسمنت بجودة عالمية. وانطلاقا من بوركينا فاصو، يعتزم معمل «سيماف» تصدير جزء من إنتاجه نحو عدد من البلدان المجاورة. وسيساهم تشييد معمل الإسمنت هذا في بوركينا فاصو بالخصوص، في تلبية الطلب المحلي، ونقل التكنولوجيا، وخفض سعر الإسمنت، وتسهيل الولوج إلى السكن وتكوين اليد العاملة المحلية، فضلا عن إحداث مناصب شغل. وأبرز أنس الصفريوي، في كلمة بالمناسبة، علاقات الصداقة والأخوة العريقة القائمة بين المغرب وبوركينا فاصو، مضيفا أنه «كان من الطبيعي إذن أن تتمكن علاقات الشراكة والتعاون الاقتصادي من بلوغ المستوى نفسه الممتاز للروابط القوية التي تجمعنا». وأشار الرئيس المدير العام للضحى إلى أن مجموعته اختارت القطاع الصناعي ل»الشروع في هذا الاستقرار ببوركينافاصو»، مؤكدا أن الإسمنت، هو المادة الضرورية التي لا غنى عنها في البناء، ستؤدي دورها كاملا كرافعة للنمو الاقتصادي، وبالتالي للتنمية البشرية. واعتبر أن هذا المشروع من شأنه إعطاء دفعة لتسريع المشاريع المهيكلة، ومشاريع البنيات التحتية والسكن من أجل الاستجابة لتطلعات بوركينا فاصو. وقال «إننا نعتزم تمكين بوركينافاصو من الاستفادة من كافة خبراتنا ومهاراتنا، لإرساء تعاون جنوب – جنوب بحجم متانة روابط الأخوة والصداقة التي تجمع البلدين والشعبين». وسجل الصفريوي أن مجموعته تمتلك العديد من مصانع الإسمنت، التي تعمل أو توجد قيد البناء، في إفريقيا، مبرزا أنه يرتقب أن يبلغ الإنتاج في مجموع هذه الوحدات، مع نهاية 2016، حوالي 12 مليون طن من الإسمنت سنويا.