صرح أنس الصفريوي، الرئيس المدير العام للضحى، أن مجموعته تمتلك العديد من مصانع الأسمنت، التي تعمل أو توجد قيد البناء في إفريقيا، مبرزا في تصريح صحافي عقب تدشين معمل للأسمنت تابع للمجموعة ببوركينافاسو، أنه يرتقب أن يبلغ الإنتاج في مجموع هذه الوحدات، مع نهاية 2016، حوالي 12 مليون طن من الأسمنت سنويا. وأشار الصفريوي إلى أن مجموعته اختارت القطاع الصناعي ل»الشروع في هذا الاستقرار ببوركينافاسو»، مؤكدا أن الأسمنت، المادة الضرورية التي لا غنى عنها في البناء، ستؤدي دورها كاملا كرافعة للنمو الاقتصادي، وبالتالي للتنمية البشرية. وأبرز الرئيس المدير العام للضحى، علاقات الصداقة والأخوة العريقة القائمة بين المغرب وبوركينا فاسو، مضيفا أنه «كان من الطبيعي إذن أن تتمكن علاقات الشراكة والتعاون الاقتصادي من بلوغ المستوى الممتاز نفسه للروابط القوية التي تجمعنا». واعتبر أن هذا المشروع من شأنه إعطاء دفعة قوية لتسريع المشاريع المهيكلة، ومشاريع البنيات التحتية والسكن من أجل الاستجابة لتطلعات بوركينا فاسو. وقال «إننا نعتزم تمكين بوركينافاسو من الاستفادة من كافة خبراتنا ومهاراتنا، لإرساء تعاون جنوب – جنوب بحجم متانة روابط الأخوة والصداقة التي تجمع البلدين والشعبين». وأعرب الصفريوي عن الأمل في أن يكون هذا المشروع بداية لتعاون طويل الأمد ومثمر، مذكرا بالخطاب التاريخي للملك محمد السادس الذي ألقاه في فبراير 2014 بأبيدجان، والذي أكد فيه أن «إفريقيا قارة كبيرة، بقواها الحية وبمواردها وإمكاناتها. فعليها أن تعتمد على إمكاناتها الذاتية. ذلك أنها لم تعد قارة مستعمرة. لذا، فإفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في إفريقيا». هذا، وتطلب إنشاء معمل «سيماف بوركينا» ببوركينافاسو، الممتد على مساحة سبعة هكتارات، والذي يمكن أن ترتفع طاقته الإنتاجية مستقبلا إلى مليون طن سنويا، استثمارا بقيمة 20 مليار فرنك غرب إفريقي (حوالي 50 مليون درهم). وخوّل هذا المشروع الواسع النطاق، حسب منعشيه، إحداث حوالي ألف منصب شغل مباشر أثناء مرحلة البناء. وخلال المرحلة الحالية للإنتاج، تشغل الوحدة أزيد من مئتي شخص، معظمهم بوركينابيون. وقد تم طرح أول كيس أسمنت ل»سيماف بوركينا»، الذي انطلقت أشغال بنائه في 19 يناير 2013، في السوق في شتنبر الماضي، أي شهرين قبل التاريخ المرتقب، بحسب المنعشين الذين أوضحوا أن المعمل ينتج صنفين من الأسمنت بجودة عالمية. وانطلاقا من بوركينا فاسو، يعتزم معمل «سيماف» تصدير جزء من إنتاجه نحو عدد من البلدان المجاورة. وسيساهم تشييد معمل الأسمنت هذا في بوركينا فاسو بالخصوص في تلبية الطلب المحلي، ونقل التكنولوجيا، وخفض سعر الأسمنت، وتسهيل الولوج إلى السكن وتكوين اليد العاملة المحلية، فضلا عن إحداث مناصب شغل. من جانبه، سجل هيبوليت داه، وزير الصناعة والتجارة والصناعة التقليدية البوركينابي، أن افتتاح مصنع الأسمنت لمجموعة (سيماف) يدشن تطورا حقيقيا في إطار تعزيز النسيج الصناعي لبوركينا فاسو. وأبرز أن التأثيرات الاقتصادية والإيجابية لإحداث هذا المصنع، تنسجم بشكل كبير مع أهداف بوركينا فاسو التي تولي أهمية كبرى للتنمية والنهوض بوحدات التحويل الصناعي والبنيات التحتية لدعم الصناعة. وبفضل هذا المشروع، يضيف الوزير، لن تتمكن بوركينا فاسو من تلبية الطلب الداخلي بأسعار تنافسية، ولكن ستصبح، أيضا، من أهم البلدان المصدرة للأسمنت. وأعرب في هذا السياق، عن الأمل في أن يتمكن مصنع (سيماف-بوركينا)، ومن خلال استمراريته، في المساهمة بشكل فاعل في تنمية هذا البلد، وبالتالي اقتراح أسمنت له جودة تستجيب للمعايير الدولية، مع الحرص على احترام البيئة والتشريع والمعايير المطلوبة في المجال.