« بمناسبة الحديث عن الاغتصاب أرى من المناسب الحديث عن نوع آخر من الاغتصاب، وهو الاغتصاب الذي يقع على فراش الزوجية بين الزوجة وزوجها، بغطاء اجتماعي وشرعنة دينية »، يقول الباحث في قضايا الإسلام محمد عبد الوهاب رفيقي الملقب ب « أبي حفص »، مضيفا أن « مجتمعاتنا بكل ما تعرفه من تسلط ذكوري واستبداد رجولي، تبيح للرجل أن يمارس ما شاء وأن يعبث بجسد زوجته دون رقيب ولا حسيب، رضيت المرأة بذلك أو رفضت، وكأن العلاقة الجنسية ليست تفاعلا وتجاوبا وانسجاما ورغبة من طرفين، وكأنها عملية حيوانية من حق الرجل وحده دون المرأة… » واعتبر أبو حفص في تدوينة على « فيسبوك » أن « مثل هذه الثقافة ليست بدعا على مجتمعات ذكورية متخلفة، لكن المصيبة والكارثة حين تمنح غطاء الدين، وتصير دينا وشرعا وجب الامتثال له، حين يرى الفقهاء بناء على مرويات حديثية على أنه إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجىء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح، وعلى أن المرأة لا تؤدى حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، وعلى أنه لو سألها نفسها وهي على ظهر بعير لم تمنعه… ». وتابع رفيقي: « حينها تصير استجابة المرأة لزوجها وهي غير راضية ولا راغبة أمر دينيا وامتثالا وطاعة لله ورسوله، تكريسا لكون الرجل وحده من يرغب ومن يشتهي ومن تتحرك هرموناته الحيوانية، والمرأة ليست إلا وعاء يحتوي ويستقبل… ». وأوضح أبو حفص أنه « في مقابل هذا لو رغبت المرأة واشتهت فليس على زوجها أي مسؤولية في الاستجابة ولا إثم في الامتناع…. « ، قبل أن يختم تدوينته بالحرف: « وهذا والله لهو عين الاغتصاب، لكنه اغتصاب مقنن للأسف بالفقه والتراث، ولا عقوبة قانونية عليه، وفوق ذلك يحظى بقدر لابأس به من القبول الاجتماعي.. ».