إن العيش المشترك داخل الدولة الحديثة في إطار احترام حقوق الإنسان الأساسية يفضي بالضرورة إلى تأسيس أرضية تستوعب الحريات والاختلاف ، وهذا ما يفتقر إليه جوهر الإسلام السياسي . إن أعماق الخلاف بين الإسلامويين والآخر يكمن في البنية الإقصائية للفكر الإسلاموي في حد ذاته ، حيث يصبح معه أي حوار مفترض مستقبلي هو معدوم نهائيا . إن مسألة إنفتاح الإسلامي على الآخر واحترامه للثقافات المختلفة تبقى مجرد شعارات للتسويق الإعلامي تفندها وتضحدها كل الممارسات اليومية الإقصائية للإسلامويين . لكي يبقى الموضوع مرتبطا بالواقع المأزوم للمرأة في العالم العربي الإسلامي ، سنحاول مقاربة تكريس إيديولوجيا الإسلام السياسي لدونية المرأة والتشريع لها إنطلاقا من منظومة إقصائية جامدة . أمر مؤسف حقا - وإن كان مفهوما – أن نسمع في القرن الواحد والعشرين من يأتي بتشريعات وأقوال مكانها الحقيقي هي متاحف الآثارات القديمة والأفلام السينمائية التاريخية . أما التبريرات التي يسوقونها على تكريم الدولة الإسلامية للمرأة فهي أوهام فادحة ومنطق ثيولوجي صدئ ، في حين يعاملونها باحتقار واستعباد ، ولا يكفون عن النظر إليها فقط كموضوع جنسي لا أقل ولا أكثر . هي في نظرهم قاصرة دائما ، ومستعدة للخيانة في أي وقت ، بل هي أصلا سبب خروج آدم من الجنة وشقائه كما يحكي ذلك بعض الإسلامويين بثقة زائدة . من البديهي أن علمانية الدولة مسألة ملحة لتضمن للمواطنين الحقوق العادلة بدون تعصب لدين أو فكر معين. أما أن تضع الدولة نفسها بجانب طرف على حساب طرف آخر ، فذلك ليس من مقومات الدولة الحديثة وإنما يجعلها دولة ديكتاتورية قروسطوية . لا يساورني شك أن عجلة التاريخ ستأتي بحقوق المرأة شيئا فشيئا إلى العالم الإسلامي ، ويمكننا ملاحظة ذلك بشكل كبير في كل الأقطار بدون استثناء من المغرب إلى السعودية أو غيرها ... ولكن ، تبقى من واجبات الدولة أن ترفع غطاء الجهل عن شعوبها عن طريق مؤسساتها وآلياتها . إن القوانين التي تتغير لصالح المرأة باستمرار دليل صارخ على تدليس الإسلامويين وتؤكد مصداقية حركية فكر التاريخ البشري . يتعامل الإسلامويين مع المرأة كشيء منفعل ، وليس كشخص فاعل . شيء بلا شعور أو رغبة أو عقل ، وإنما لحم لمتعة الذكور وتلبية رغباتهم . أما كل تلك الشعارات التي يرفعونها فهي أكاذيب لا يصدقها حتى المجانين . لذلك ، ارتأيت هنا أن أطرح بعض الأسئلة والفرضيات المرتبطة بها دون التعرض للإجابات ، ربما يتمكن بعض فقهائهم الظلاميين من توليد أجوبة مقنعة ولو نسبيا ، بدل اللجوء كالعادة إلى تعابير مهلهلة تقول لنا أن أسئلتنا قديمة ، وهذا مضحك ، لأن ذلك يؤكد طروحاتنا التي تكررت منذ زمن بعيد ولم يستطع أن يجد لها الإسلامويين إجابات واضحة رغم قدمها ، أي أنهم عاجزون كليا عن الخوض فيها لهشاشة منطقهم وتناقضاته ، إذ يلجؤون أمامها إلى الدعوات فقط والطلاسيم أو التضييق عن الفكر المخالف لهم بالإرهاب . فإن كانت هذه الأسئلة قديمة جدا ، فلماذا لم يجدوا لها جوابا إلى حد الساعة ، ويحيلون بعضها على الحكمة الإلهية . من جهة أخرى ، أتمنى أن يتمكن بعضهم من استعمال العقل في محاولة الوصول إلى الحقيقة بدل الغيبيات والخرافات أحيانا . هذه بعض أسئلتي : * لماذا إعتبار دم الحيض نجاسة روحية تمنع الصلاة والصوم وحتى قراءة القرآن عند البعض ؟ - تعليق : إن الإله الذي خلق الجسد لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يعتبر دم الحيض مانعا من أداء الصلاة والصوم وغيرها من بعض الشعائر الدينية ، وكأن المرأة في هذه الوضعية ستؤدي الإله بنجاستها إذا توجهت إليه بالصلاة أو حتى قراءة القرآن التي يحرمها الكثيرون على المرأة الحائض بدعوى عدم طهارتها . ربما فكرت - وهذه فكرة شخصية – أن الإله يخفف عنها من أعباء العبادات والشعائر لما تعانيه في تلك الفترة ، لكن هذه الفكرة سرعان ما تلاشت من ذهني ، لأنه كان من الطبيعي أن يكون اختياريا كما في حالة السفر أو المرض . فطالما رأينا مرضى ومسافرين يصومون ويصلون بالرغم من أن الله يحب أن تؤتى رخصه مثلما يحب أن تؤتى شعائره ، لكنه من المستحيل رؤية إمرأة حائض تصلي وتصوم إذا ما رغبت في ذلك ، بل ، إن قراءة القرآن شفاء روحي يخفف من الآلام ، فلماذا لا يسمح الإله بقراءة كلماته من طرف الحائض للتخفيف من آلامها إن كان المقصود هو التخفيف . حيث يبقى الإحتمال الوحيد هو عدم رغبة الإله في شعائر امرأة يعتبرها في نجاسة حيضها . وهذه ثقافة كانت شائعة قبل الإسلام بكثير ، بل بأقصى التطرف أحيانا في بعض الثقافات والتي تعتبر حيض المرأة نجاسة ، كما أن الآية القرآنية التي تقول بأن القرآن لا يمسه إلا المطهرون قد خلقت التباسا كبيرا عند المفسرين والمحدثين على حد سواء ، هل سوف نعتبره أمرا متعلقا بالطهارة الجسدية ، وهو ما تكون الحكمة منه النظافة للرجل والمرأة من إفرازات الممارسة الجنسية ، لكن دماء الحيض ليست حالة اختيارية للمرأة وليس بإمكانها إيقافها وقتما شاءت واغتسالها للذهاب إلى الصلاة ، بل يكون إلزاما عليها انتظار أن تنتهي العادة الشهرية كي تستأنف علاقتها مع الإله . أما تفسير أن القرآن ممنوع تلاوته من طرف المشركين فهذا أمر خرافي ، لأنه من غير المعقول ممارسة دعوة المشركين إلى الإسلام دونما السماح لهم بلمس القرآن وتدبره وقراءته بعمق ؟؟؟ طبعا ، إلا إذا سلمنا بالوسيلة الشهيرة للدعوة أي الغزو والسيف . هذه القطيعة مع الإله بسبب نجاسة دم الحيض هو ما لا يمكن استيعابه بدون الرجوع للروافد والمنابع الفكرية في مختلف الديانات والحضارات السابقة التي شكلت الإيديولوجيا الإسلاموية . * هل الجنة تحت أقدام العازبات والتي لم تلدن ؟ تعليق : يتحدث الكثيرون عن حديث الجنة تحت أقدام الأمهات في سياق حديثهم عن تكريم الإسلام السياسي للمرأة ، وكأنهم لا يتحدثون اللغة العربية . إن قيمة المرأة في الإسلام السياسي هي قيمة الإنتاج الجنسي ومردودية إنتاجها للأطفال ، فلو كان الحديث يخص مكانة المرأة لكان الحديث كالتالي : إن الجنة تحت أقدام النساء . وهذا غير صحيح . فالجحيم كما أوردته كل روايات الإسراء والمعراج يقول أن غالبيته من النساء . أما من جهة ثانية ، فذلك حديث في سياق آخر حول علاقة الأبناء بالآباء . ويمكننا تفصيله لاحقا . إذن ، إن الحديث منسجم مع تصوير الإسلام السياسي لماكيت المرأة المثالية الولودة التي تحترم زوجها حد العبادة والتي لا تصوم النافلة إلا بإذنه، والتي قال الرسول عنها أنه لو كان السجود لغير الله لأمر المرأة بالسجود لزوجها ،ولكنه لم يقل مطلقا حسب علمي سجود الرجل لزوجته بشكل متبادل . * لماذا ينكح الرجل إيماءه ولا تنكح المرأة عبدها ؟ تعليق : لقد جاء الإسلام واضحا في العلاقة الجنسية للرجل ، وهو تحليل أربعة نساء وما ملكت اليمين سواء عشرة أو مئة ألف امرأة ، من حق الرجل الإستمتاع بهن كيفما شاء بدون حسيب أو رقيب . أما المرأة فحتى لو لم تكن متزوجة ولها عبد فلا حق لها في ممارسة الجنس معه ، لأنها بكل بساطة عليها أن لا تنساق مع أهواء الدنيا الحيوانية وأن تعمل لآخرتها الباقية وأما الدنيا فهي فانية . إنه خطاب لا رأس ولا رجلين له . خطاب متناقض تماما . ما الحكمة أن يكون هي فقط من عليها أن لا تنغمس في ملذات الدنيا من أجل الآخرة ، بينما الرجل يتجول بين أفرشة نسائه . طبعا ، الدنيا للرجال ، كما أن الآخرة للرجال أيضا . ولا مكان للمرأة في دنيا الملذات كما لا مكان لها في آخرة الملذات . يقول البعض أن تحليل ممارسة الجنس واغتصاب الإماء هو فعل طبيعي لأنهن بمثابة نساء العدو . وهذا خطأ نظري يقوم على التدليس . فالأمة لا تأتي فقط من أسرى الحروب ، بل حتى من الولادة . أي أن أبناء الأمة أو العبد فهم إماء وعبيد أيضا . وانطلاقا من أنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، وبمنطق العدالة الإنسانية المتحضرة ، ما ذنب الإماء اللواتي أنجبتهن إماء أخريات أن يغتصبن ويستمتع بهن المسلمون . يقول البعض أن نكاح الإماء كان شائعا وأراد الإسلام السياسي أن يقطعه حسب مراحل . وهذا تدليس ، لأن الإسلام الذي حرم عبادة الأصنام بشكل قاطع لم يعتمد التدرج لأنها مسألة ذات أهمية كبرى ، بينما لم يعتبر عبودية الإنسان أمرا بأهمية كبرى . كما أن تحريم الأشياء بتدرج كان في حياة الرسول ، أما بعد موته ، فكيف يستطيع أن يقول أحدهم اليوم بتحريم نكاح الإماء أو العبودية بصفة عامة في الإسلام السياسي . لذلك كان على الإماء أن يتحملن الإغتصاب والمذلة والإستغلال الجنسي من طرف الإسلامويين لقرون طويلة حتى أنهى الفكر الحضاري مسألة ملكية العبيد والإماء ، وهذا موضوع آخر . يهمنا الآن لماذا يعتبر الإسلام السياسي إغتصاب الإماء لتلبية نزوات الرجال شيئا مشروعا ، بينما لا يعتبر نكاح النساء ولو حتى مع عبد واحد فقط - وإن لم يكن متزوجات - أن هذا النكاح شرعي . إنه ببساطة ، لأن المرأة عندما تمارس الجنس فهي تقترف فضيحة ، بينما بالنسبة للذكر فالجنس مدعاة للمفخرة ، ولا داعي للإشارة هنا لإحدى المجنونات وهي محامية مصرية التي دعت مؤخرا للجهاد في العالم العربي من طرف المسلمين باغتصاب الإسرائيليات . * إذا كان الزواج بأربعة نساء يحد من الخيانة ، فكيف نحد من خيانة الزوجات لأزواجهم ؟؟؟ تعليق : يقارن بعض المدلسين بوقاحة وباستغباء للشعب أن الزواج بأربعة هو حصانة للمجتمع من الخيانة ، وهذا فقط لوحده دليل كافي على احتقارهم للمرأة ورغباتها الجنسية وبينة واضحة على خطابهم الذكوري . فهم ينظرون وكأن الخيانة مصدرها الأساسي هي الأزواج فقط ، بينما في كل المجتمعات الغربية والشرقية و المغرب نموذجا ، ظاهرة الخيانة الزوجية تشمل النساء والرجال معا ، وأسبابها متعددة . إن المحاكم المغربية وتقارير المنظمات توضح بشكل كافي أن الظاهرة تشمل الجنسين معا . فلماذا مقاربة الإسلامويين تستند فقط على تلبية رغبة الرجل الجنسية المتعددة بتزويجه بأربعة ونكاحه لما ملكت يمينه ، في حين لا تراعي رغبة المرأة الجنسية المتعددة ؟ فهل سيقبل الإسلامويين للحد من خيانة الزوجات لأزواجهم بتمتيعهن بالزواج بأربعة ؟ فإن كانوا يجدونه غير منطقي ، فإننا نقول لهم أننا لا نجد تبريركم الذكوري منطقيا مليون مرة . فلماذا تعالجون خيانة الأزواج بالنكاح العلني بأربعة ، بينما تعالجون خيانة الزوجات لأزواجهم بالقمع والتخويف من نار جهنم وعذاب القبور ؟ أليس من الشروط الأساسية للعدل بين الجنسين أن تكون المقاربة عادلة ؟ الغريب أن بعضهم يتهم المرأة بالرغبة الجنسية المفرطة وأن حياتها تتركز فقط في الجنس ، بينما هي آخر من يفكرون في رغبته الجنسية . * ما الحكمة من تخصيص الزواج بأربعة للرجال فقط إذا كانت نفس توصيفات الأسباب تنطبق على الجنسين ؟ تعليق : يقول البعض بتبريرات واهية ، ونجيبهم فقط أن يأخدوا كل أسبابهم ويضعونها بشكل عكسي يكون فيها الرجل مسؤولا . يقولون أنه في عدم الولادة يحق للرجل الزواج لإنجاب الأبناء بدل تشتيت العائلة ، إنهم ينظرون دائما بعين من القرون الوسطى على أن المرأة ضعيفة ، فإذا كان الرجل لا ينجب أولادا ، فلماذا لا تتزوج المرأة برجل آخر حتى لا يتم تشتيت العائلة ؟ ويعيش رجلين وامرأة ، بنفس الطريقة التي يريدون بها أن تعيش أربعة نساء ورجل واحد . الأمر سيان بالنسبة لنا . سوف يقولون أن المرأة ينتابها دم الحيض ، وهذا ما يفسر هوسهم الجنسي ، ويختزلون العلاقة الزوجية في الجنس فقط ولا شيء خارج الجنس ، فإن كان الرجل أيضا لا يشبع الرغبة الجنسية لزوجته ، يحق لها مع هذا المنطق المريض أن تتزوج شخصا آخر ، لكنهم لا يفكرون طبعا إلا في الرجل لأنه مركز العلاقة بينما المرأة في نظرهم تابعا ، أما بالنسبة لحجة اختلاط الأنساب فنقول لهم دائما إن دي . ن . آي كفيلة بالمعرفة . * هل زواج شيخ في الخمسين سنة من فتاة تبلغ التسع سنوات أمر منطقي أم هي البيدوفيليا ؟ - تعليق : سيقول البعض كما قرأت عند بعض البيدوفليين محاولا تبرير الشخصية السوية للشيخ ، أن البيدوفيليا مرض ولا يمكن لصاحبه أن يتزوج من نساء أو يمارس حياته الجنسية بشكل طبيعي مع أخريات ، لأن في نظر هذا المحلل الذي لا يفهم في التحليل شيئا ، أن البيدوفيلي شخص لا يمارس الجنس إلا مع الأطفال ، وهذا خطأ قاتل . لأن الكثيرين من البيدوفليين يمارسون الجنس مع الأطفال ومتزوجون أيضا ، فزواج الشخص أو ممارسته الجنس مع نساء لا يعني أنه بريء من البيدوفيليا ، وأنه متعافى منها . ثانيا ، هل ليس هذا الزواج راجع بالأساس إلى الرغبة الحيوانية لهذا الرجل المتوحش في اغتصاب البنت ولا علاقة له بالحب وأخلاق الزواج والتفاهم والمفاهيم الإنسانية لعلاقة الرجل بالزوجة ... ثم ، إن البنت في عمر لا يسمح لها مطلقا باختيار شريك حياتها ، وهذا اعتداء سافر على الأطفال . بل قد نفهم - وهذا غير منطقي أيضا وغير مقبول – أن يتزوج شخص في العشرين أو أكثر من ذلك بقليل من طفلة صغيرة ، أو زواج الأطفال فيما بينهم ، لكن زواج شيخ في الخمسين من العمر أو أكثر ببنت في العاشرة أو أقل . فعذرا ، لأننا لن نقبله إلا تحت إسم البيدوفيليا * لماذا ممارسة الطلاق في تشريع الإسلام السياسي من نصيب الرجل وليس المرأة ؟ تعليق : طبيعي جدا أن يكون الطلاق من نصيب الرجل يمارسه ببساطة وبدون تشاور مع الزوجة ، في بنية سياسية ذكورية . لا أريد أن أدخل في تفاصيل الطلاق والتطليق والخلع ... لا أحد ينكر أن إرادة الطلاق بالنسبة للمرأة تكتسيها صعوبات كثيرة بل تكون شبه مستحيلة في نظام الإسلام السياسي ، فحتى لو لم ترغب الزوجة في معاشرة زوجها وإنهاء العلاقة فهي مجبرة في نظام الإسلام السياسي أن تأتي بمبررات مادية معقدة إذا ما رفض الزوج تطليقها وليست كما هو الحال للرجل - ولحسن حظ المرأة المغربية أن هذه المسألة أصبحت تعرف بعض المرونة رغم الشوائب الكثيرة التي لا زالت تنتقص من حقوق المرأة - . فمشاعر المرأة وعواطفها اتجاه زوجها لا معنى لها ، وعليها الرضوخ لرغباته الجنسية . أما الرجل فبإمكانه تطليقها وقتما شاء . يقول بعض فقهاء الظلام أن الرجل له شروط كثيرة أيضا للتطليق كأن لا يكون غاضبا عند تطليقه . وهذا شرط مضحك . فالمرأة رغم مشاعرها اتجاه الزوج ، لا يهم هنا . بينما يكفي أن يقتنع الزوج بعدم رغبته فيها حتى يطلقها بسهولة . فإن كان الإسلام السياسي يحترم إرادة الرجل الحرة في العيش مع زوجته أو تطليقها ، فلماذا لا يحترم إرادة المرأة الحرة في رغبتها في تطليق زوجها بنفس السهولة . * أليست شهادة المرأة الغير كاملة إهانة لكرامتها وحقوقها المساوية للرجل ؟ تعليق : يقول الإسلام السياسي أن شهادة المرأة في العقود ومختلف المعاملات والنوازل هي بمثابة النصف ، أليس هذا قمة الإحتقار للمرأة وانتقاصا منها ؟ بل إن العديد من العقود والشهادات لا تكتمل فيها الشهادة إلا بحضور رجل ولو حضرت مليون امرأة فهن بلا فائدة حتى يأتي معهن رجل للتمكن من إتمام الشهادة . ولعل الآية : واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى واضحة في باب الشهادة ، حيث تؤكد سبب إعتماد امرأتين بدل رجل . وقد أفهم بعض الشيء من خلال الآية هذا المنطق الذي يتبناه نظام طالبان ومن يدور في فلكه ، حيث يمنعون النساء من قيادة السيارات أو من أن تصبحن طبيبات أو مهندسات ، فحسب تفسير الآية ، ربما قد تنسى المرأة التي تسوق السيارة أن الضوء الأحمر هو للوقوف ، فحتى لو أخذت رخصة السياقة واجتازت الإمتحان بتفوق - بهذا المنطق طبعا - فهي دائما معرضة للنسيان ومادامت السيارة بمقود واحد وليس بمقودين ، حتى إن نست سائقة السيارة قوانين المرور ذكرتها من تركب معها في المقود الآخر فإن المرأة محرم عليها السياقة لوحدها . الأمر ذاته ينطبق على الطبيبة والمهندسة وغيرها ... أليس هذا منطق سوريالي ؟ هل المرأة التي درست عشرات ومئات الكتب العلمية المعقدة لممارسة الجراحة الطبية أو الهندسة الفضائية سوف نقول لها : عفوا ، لن نقبل شهادتك لأنك عرضة للنسيان . الأحرى ، إن نسيان تلك المعادلات والمعلومات الدقيقة أقرب إلى الحقيقة من نسيانها لشهادة تشهد من خلالها أن رجلا باع لفلان أو تزوج فلانة . إنه من العبث أن نقول أن طبيبتين هما بمثابة طبيب واحد داخل العمليات الجراحية ، حتى إن نست طبيبة ذكرت إحداهما الأخرى . هذا فكر لا أساس له ، وينبغي إعادة بناء المنظومة الفكرية بشكل يتلائم مع التطور الحضاري والإنساني . فهل يريد الإسلام السياسي أن يواصل مقولته أن شهادة امرأتين تساوي شهادة رجل واحد في الطب والبرلمان و..و..و ... أيضا ؟ * لماذا نصيب المرأة أقل من الرجل في الإرث ؟ تعليق : ما معنى أن تأخد البنت من نصيب والدها نصف ما يأخذ أخوها ؟ يقولون لأن الرجل ينفق على المرأة ، وهذا تبرير لا معنى له . فإن لم تتزوج هذه البنت ؟ لماذا يكون نصيبها نصفا ؟ وإن تزوجت برجل أفقر منها وهي من يصرف على البيت ؟ ما ذنبها أيضا أن تأخد نصفا ؟ إن العدالة بين الجنسين تقتضي توزيع الميراث بالتساوي أيضا وليس الشعارات فقط والوعود بالجنة . ولكن من الطرائف والتدليس الذي يقوم به البعض هو أنه يقول أن تلك الحالات قليلة جدا في الميراث ، بينما في حالات كثيرة فثمة تساوي في الإرث . أولا نقول ، حتى في هذه الحالات القليلة لماذا هذا التفريق ؟ وثانيا ، فهذه لا تشمل فقط الأبناء فقط ، بل حتى الزوجة في نصيب زوجها حيث لا تأخد سوى نصف نصيبه في الحالة المماثلة ، وتشمل حالات كثيرة يمكن مناقشتها في موضوع الإرث ... * لماذا لا يضع الإسلام السياسي حجابا على شعر الرجل وصدره ؟ تعليق : لا نفهم كيف من المفروض على المرأة أن تخنق نفسها في الصيف الحار والشمس الحارقة بملاءات السرير ، بينما الرجل يتلذذ بحريته الجسدية ، لماذا تدفع المرأة ضريبة هوس الرجل الجنسي بجسدها ، فإن كانت المرأة تتجول بشعرها العاري ، بينما الرجل يتلصص عليها ، فما ذنبها ؟ رغم أنني لا زلت لا أفهم علاقة الشعر بالهوس الجنسي ، حيث ما ينطبق على جمال الشعر ينطبق على جمال العينين أيضا والشفتين ، وبالتالي حسب هذا المنطق الجنسي المريض فحتى عيني المرأة هما عورة . إن كان الرجل سوف يبيع الله ودينه في أول رؤية لشعر المرأة العاري أو جسدها ، فلا أعرف حقا أي جنة يحلم بالذهاب إليها هذا الرجل ؟ إن الإسلام السياسي عموما لا يهتم بروح المرأة ، بل يختزلها في جسد عليها أن تغطيه في الصيف والشتاء حتى لا تفتن الرجال الورعين الأتقياء . إنه منطق ذكوري بامتياز . فهذا الرجل الإسلاموي الذي يتزوج بأربعة نساء وينكح ما شاء من الإماء لا يزال جائعا لممارسة الجنس مع أية امرأة تعبر أمامه بشعر عاري ، بينما المرأة التي من المفروض أن تطيع كل رغبات زوجها الجنسية ، فمن المفروض عليها أن تلتحف ملاءات السرير حتى تصبح مثل مومياء سوداء . لكن ، لماذا لا يغطي الرجل شعره أمام المرأة ؟ لماذا صدر المسلم عاريا ليس عورة ؟ إن بيولوجيا وسيكولوجيا الإسلامويين وعلومهم تؤكد طبعا أنه لا يمكن للنساء أن يفكرن مطلقا في الجنس عند رؤيتهن لصدر رجل عاري وشعره وعينيه . طبيعي فعلوم الإسلامويين تؤكد الشيء ونقيضه في نفس الوقت ، فالمرأة هي أكثر هوسا بالجنس من الرجل ، بينما المرأة هي من لا يهتم برؤية الرجل . ولا داعي للتذكير باختلاف عورة النساء أيضا ، فعورة الإماء ليست هي عورة النساء الأحرار . وهذا حقا غريب جدا ، حيث تجمع عليه كل المذاهب وإن اختلفت في تفاصيله . فالمذهب الحنفي مثلا يقول أن الأمة كالرجل في العورة مع ظهرها وبطنها وجنبها ، أما المذهب المالكي فعورة الأمة السوأتان مع الإليتين ، فكيف الحديث عن فتنة الرجال وآفاتها بينما السماح باغتصاب الإماء من طرف الرجال المسلمين ، بل التشريع لأن تبقى الإماء بلا حجاب أمر يستدعي حقا السؤال عن أخلاق الإسلامويين ويعيد كل محاولة لتوضيح كرامة المرأة في الإسلام السياسي إلى ما تحت الصفر . * لماذا يسمح الإسلام السياسي للرجل بضرب زوجته ؟ تعليق: ألم يكن من الأجدى إن كان ثمة احترام للمرأة بأن يمتنع الزوج عن العنف الجسدي ضد زوجته ، فكيف سترد الزوجة هذا الإرهاب المنزلي ضدها ، وأية كرامة لها بعض أن يضربها زوجها ، وأية مشاعر حب وأخلاق متبادلة في ظل هذا المنزل المشحون بالإرهاب والضرب . هذه الكرامة لا يمكن فهمها إلا من طرف الإسلامويين فقط ، أما الفكر الحضاري وأي امراة تحترم نفسها فلن تقبل بأن يضربها زوجها إلا إذا كانت مازوشية طبعا . لا أظن بأن إمراة متعلمة في القرن الواحد والعشرين سوف تسمح لزوجها بضربها كي تذهب إلى الجنة . أما القول بأن الإسلام السياسي وضع تدرجا وشروطا للضرب ، فلا أظن أن النساء اللواتي يرهبهن أزواجهن سيقلن شكرا لهذا الفكر . إن الضرب يبقى ضربا وإرهابا ، إلا بطبيعة الحال إذا كان الزوجان يلعبان مع بعضهما ، ولا أظن الآية في سياقها وشروحها تتحدث عن اللعب بين الزوجين . * لماذا يراقب الرجل زوجته ويتتبعها كأنها ستخونه في أول سفر ولو كان للكعبة ، بينما لا يحق للمرأة ملاحقة زوجها ؟ تعليق : تطالعنا الأحاديث بضرورة مرافقة الرجل لزوجته أو تكليف أحد بملاحقتها كلما خرجت في سفر ، بل حتى ولو كانت ذاهبة للحج فلا يحق لها السفر لوحدها ، إن انعدام الثقة بين الأزواج دليل واضح على هشاشة العلاقة الزوجية . بهذا المنطق يفكر ويعيش الإسلامويين ، انعدام الثقة مع زوجاتهم وسجنهن في البيوت كأنهن أسرى . هل تقبل امرأة متعلمة اليوم حقا من زوجها أن يطاردها ويلاحقها ويشك في كل حركاتها ؟ وكأن هذه المرأة التي تعيش في مجتمعات الإسلام السياسي بمجرد أن تسافر من بيتها لوحدها ، سترتمي فوق سرير أول رجل تلقاه في رحلتها . وهذا يبين بوضوح تعامل الإسلامويين الدوني مع المرأة . وإن كان الأمر يتعلق بالإحتياطات ، فلماذا لا تسافر المرأة مع الرجل لغرض الإحتياطات أيضا ؟ فلماذا يحق له السفر وحده بينما قدرها أن يكون كظلها . أليس لأن مجتمع الإسلام السياسي يفكر بالعقلية الذكورية . * لماذا كلما تعالت المطالبة بحقوق المرأة يتم توصيفها بالدعارة من طرف الإسلام السياسي ؟ تعليق : يعجز الإسلامويون أن يتصوروا المرأة طبيبة أو رئيسة دولة أو قاضية ... ، وهذا راجع لاحتقارهم لقدرات المرأة وإرادتها من جهة ، ولطبيعة الإسلام السياسي الذكوري من جهة أخرى ، فهم يربطون خروجها مباشرة إلى العمل بالدعارة ، أليس من حق المرأة أن تكون رئيسة دولة ؟ أليس من حقها - وقادرة أيضا - أن تكون وزيرا أولا ؟ أليس وجودها ضروري في كل المجالات الحيوية والأساسية ؟ لماذا لا يوقفون مخيلاتهم المريضة بالجنس حول المرأة ويقولون بشكل واضح أنهم ضد أن تكون في المناصب العليا ، لأن الإسلام السياسي يرفض ذلك . أما تحججهم بأن مكانها المثالي والطبيعي هو المنزل . فنقول نعم ، إنه بالنسبة للإسلامويين والإرهابيين هو كذلك ، لكن بالنسبة للمرأة والمجتمع هو ليس كذلك . إن تبعية المرأة للرجل اقتصاديا ليس قدر المرأة الأبدي . أما أحاديث لا يفلح قوم ولوا أمورهم إمرأة ، والأقاويل التي على شاكلته فإنها لا تصلح للقرن الواحد والعشرين ولا علاقة لها بتكريم المرأة لا من قريب ولا من بعيد ، بل هي تساهم في تكريس تخلفها وتبعيتها .. * ما مكانة المرأة في كتب الأحاديث التي يفتخر بها أصحاب الإسلام السياسي كمراجع ؟ صبت أحاديث الإسلام السياسي في تكريس دونية المرأة واحتقارها وإهانتها ، سواء من القدماء أو المحدثين ، من أصح كتاب - البخاري - كما يزعمون إلى التنظيرات الطالبانية المعاصرة . فتارة توضع جنبا إلى جنب مع الكلب الأسود والحمار ، وتارة هي مخادعة شريرة تساعد الشيطان على تضليل الرجل ، تارة هي سبب مصائب وشرور العالم منذ أن ساهمت في إخراج آدم من الفردوس المفقود ، تارة هي أكثر حطب جهنم ... بينما الرجل فهو المخلوق السوي الذي عليه ترويض المرأة وإخضاعها ، إنه للحكمة الإلهية هو المختار لأن يكون قواما على المرأة ، حيث من غضب عنها زوجها ستلعنها الملائكة ، في الوقت الذي من غضبت عنه زوجته لا إشارة لذلك كالعادة ... ثمة مئات الأسئلة التي تكشف إدعاءات الإسلام السياسي عن تكريمه للمرأة ، وإن كان البعض إبتكر نظرية جديدة للقول أن الرسول لم يتزوج عائشة وهي بنت تسع سنوات ، فأعتقد أنهم من الضروري أن يبتكروا نظرية جديدة أيضا تقول بأن الرسول لم يتزوج ب 13 إمرأة ، وأن يجدوا أدلة تاريخية لم يكتشفها أحد من قبل تقول أن النبي لم يجمع حوالي 10 نساء زوجات في وقت واحد . فإن قالوا إنها الحكمة الإلهية ولا يقاس على الرسول إتفقنا معهم ، ولكن أن يقولوا أن الرسول تزوج تلك النسوة وجمعهن في وقت واحد لظروف زوجاته الإجتماعية أو تكريما للصحابة الذين ماتوا في الحروب ، فهذا تدليس تاريخي لن نقبله منهم . وهنا بعض زوجات النبي ولمحة عنهن والتي تؤكد أن لا علاقة لزوجات النبي بموت أزواجهم دفاعا عن الإسلام : خديجة بنت خويلد : قضى معها الرسول قرابة ربع قرن ولم يتزوج عليها طيلة حياتها لمكانتها الإقتصادية والإجتماعية والمحورية في الدعوة الإسلامية . سودة بنت زمعة : تزوجها الرسول بعد وفاة خديجة مباشرة وكانت زوجة سابقة للسكران بن عمرو ، أسلم زوجها وهاجر إلى الحبشة ، تزوجها بعد موت زوجها لما اقترحتها عليه خولة بنت حكيم بن أمية ، حيث ذكرت للرسول أن يتزوج سودة المرأة الثيب وعائشة البكر ، فوافقها على الزواج بهما . لكنها ستهب الليلة المخصصة لها لعائشة بعدما أراد الرسول تطليقها ، وهو ما أكدته الآية القرآنية من سورة النساء وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ . ماتت بعد وفاة النبي . عائشة بنت أبي بكر : تزوجها الرسول وهي بنت تسع سنوات ، وعلاقة عائلتها بالرسول معروفة في التاريخ . ولقد رفض أبو بكر في البداية تزويجها للنبي بدعوى أنه بمكانة أخيه ، لكن الرسول وضح له أنها حلال عليه شرعا . ماتت بعد الوفاة النبي . صفية بنت حي بن أحطب : أسيرة يهودية غنمها الرسول في غزوة خيبر في السنة 6 من الهجرة ، بعدما قتل زوجها كنانة بن الربيع ، وأباها حي بن أحطب ، وعائلتها . فاختارت الإسلام والزواج بالرسول على السبي . ماتت بعد موت الرسول بسنوات كثيرة . زينب بنت جحش : ابنة عمة النبي ، زوجها الرسول في البداية لعبد تبناه وهو زيد بن حارثة . ولقد طلقها زيد بعدما عرف برغبة الرسول في الزواج منها عندما زاره في بيته ، ولما عاب الناس على الرسول الزواج بزوجة رجل بمثابة ابنه نزلت الآية وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا ، وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا ، مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ، الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ، مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا . ماتت بعد وفاة الرسول . حفصة بنت عمر : ابنة عمر بن الخطاب . ماتت بعد وفاة الرسول . ريحانة بنت زيد بن عمرو : أسيرة من غنائم غزوة بني قريضة ، تزوجها في 6 من الهجرة ، كانت متزوجة من بني النضير و قتل زوجها في المعركة يهوديا . اختارت الإسلام والزواج بالرسول بدل السبي . وبعض الروايات تقول أنها بقيت على دينها وكانت فقط في ملك يمين الرسول ، كما هو حال أمته ماريا القبطية . اختلف في سنة موتها لكنها توفت قبل وفاة الرسول . جويرية بنت الحارث : أسيرة من سبايا بني المصطلق ، قتل زوجها مسافع بن صفوان على يد المسلمين ، سباها في السنة 6 للهجرة وتزوجها وهي بنت 20 سنة والرسول في عامه 60 . ماتت بعد وفاة الرسول . أم سلمة : هند بنت أبي أمية ، كانت جميلة ، خطبها أبو بكر وعمر فردتهما . ماتت بعد وفاة الرسول . أم حبيبة بنت أبي سفيان : كان زوجها عبيد الله بن جحش ، ذهب إلى الحبشة وارتد عن الإسلام إلى المسيحية ،تزوجها الرسول في السنة 7 للهجرة ، ماتت بعد وفاة الرسول . غزية بنت جابر : وهبت نفسها للرسول . والمعروف أن نساء كثيرات وهبن أنفسهن للرسول بشهادة القرآن في الآية : وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ الله غَفُورًا رَّحِيمًا يتضارب في زمن وفاتها ، وهل بقيت مع النبي أم فارقها ... ميمونة بنت الحارث : يقال وهبت نفسها للرسول أيضا وهي من نزلت فيها الآية السابقة الذكر في تحليل أن تهب المرأة نفسها للنبي . تزوجها الرسول في 7 للهجرة . ماتت بعد وفاة النبي . زينب بنت خزيمة : هي الوحيدة التي تزوجها الرسول بعد وفاة زوجها في غزوة بدر عبيد الله بن الحارث ، ماتت قبل وفاة الرسول . ماريا القبطية : نصرانية أهداها الملك المقوقس للرسول ، يقال أن النبي كان يطؤها كأمة وليست كزوجة . وهي أم إبراهيم ولد النبي . ويقال أيضا أنها اعتنقت الإسلام وكانت كزوجة للرسول . ماتت بعد وفاة الرسول. من المفروض على منظري الإسلام السياسي إعادة قراءة نظرياتهم ، بدل محاولة تزييف وتغطية التاريخ . فإن حاولوا تغطية السن الحقيقي لعائشة ، فماذا سيقولون هنا ؟ هذا يفرض عليهم بإلحاح طي صفحات الماضي وبداية صفحة جديدة صافية تحترم حقوق الإنسان وتحترم المرأة بمفاهيم حداثية حضارية، بدل الصراخ والإرهاب لإسكات الرأي الآخر وتكميمه حتى لا يصل إلى الناس . أما الحيلة التي يلجؤون إليها بتمييع الجمل والتعابير أو التحجج بتزوير التاريخ وتشويهه من طرف الأعداء ، ومحاولة إقناع أنفسهم أن كل ما هو منافي للعقل لم يكن بتاتا مكونا من مكونات الإسلام السياسي ، وكذا أن الدين لا يمكن أن يعرفه إلا مشعوذ ، فهذه تخييلات فارغة . وإلا كيف سيقتنع شخص عادي بسماحة الإسلام وهو يرى كل هذه التناقضات التي يسوقها منظرو الإسلام السياسي ، حيث شعارهم : لا لإستعمال العقل من طرف الشعب ، واعبدوا الله كما وجدتم عليه أجدادكم ، أو اسمعوا الدين من حفنة الإرهابيين فهم الناطقون باسم الله ... إنهم يريدون من المرأة أن لا تطرح الأسئلة إذا أرادت الذهاب إلى الجنة ، وعليها الإكتفاء فقط بالخنوع والخضوع التام وترديد طلاسيم للإستعانة بها من أسئلة العقل المنطقية الملحة . وأن كل ما يظهر لها ليس عادلا هو عادل ، فالغيبيات وعذاب القبر كفيلة بجعل كل ما هو غير منطقي منطقيا ، بل يجعله عبقريا ومعجزة إلهية في العدالة . سوف يحاول بعض المهرجين التدليس والإجابة على الموضوع ، بالحديث عن الدلائل القاطعة عن وجود الله ، ولا أعرف حقا هل يمتلكون عقلا للنقاش أم مكانهم الطبيعي مستشفى الأمراض العقلية وليس الجامعات . من البديهي أن إثبات وجود الله لا يعني أن الأديان صحيحة ، فالمسألتان لا علاقة بينهما . لأن وجود الله لا يعني بالضرورة وجود الأديان ، كما أن إثبات ضرورة وجود الأديان لا يعني أن الإسلام هو الدين الصحيح ، كما أيضا أن إثبات أن الدين الإسلامي هو الحقيقي لا يعني أنه هو الإسلام السني المعتمد على قرآن معاوية وصحيح البخاري ، فهذه مجالات مختلفة في النقاش . كما أن إثبات أن إسلام معاوية هو الصواب لا يعني في شيء ضرورة تغييب العلمانية في المشهد السياسي . إن إثبات أن الإسلام هو الدين الصائب وليس المسيحية أو البوذية أو الهندوسية أو الطوطمية يستدعي الإرتباط بالموضوع ، وهذا خطأ قاتل يرتكبه المسلمون ، أو لنقل هو نوع من الديماغوجيا السهلة للتأثير في الجماهير ، لكنه يساهم في بناء قصور من الرمال ، قصور لا يمكنها أن تدوم طويلا . إذ سرعان ما تنهار فوق رؤوس أصحابها . كما يقول البعض لماذا أتحدث في الإسلام أصلا . هذا سؤال منطقي ، لكنه تكتسيه السذاجة . فالإسلامويين يجرون الإسلام إلى السياسة ، وقلنا ونقول دائما لهم ، إن الإسلامويين يدنسون الإسلام وهم يسحبونه ليلطخوه في السياسة . إننا لا نهاجم الإسلام السياسي لأننا نعادي الإسلام ، المسافة بعيدة بين الطرفين . إننا نشترك نفس الوطن ونفس الدولة ، والإرهابيون هم من يضطهدنا في السياسة باسم الإسلام ، وليس باسم اليهودية أو المسيحية . إننا ندافع عن أفكارنا فقط ، وعندما يفرضون علينا قوانينهم وتشريعاتهم القديمة والمتآكلة من القرون الوسطى ، علينا أن نوضح لهم أن تلك الأفكار التي في رؤوسهم كلها خرافات وأوهام . إننا نقول لهم بوضوح : العبادات والدين والشعائرالإسلامية مكفولة في دولة الحريات وحقوق الإنسان ، بينما الحريات وحقوق الإنسان مهضومة ومرفوضة في دولة العبادات والشعائر الإسلامية . فمن هو الإقصائي والإرهابي هنا ؟ غريب حقا أمركم . [email protected]