لا يهتم كثيرا المغاربة البسطاء بجنرالات الجزائر، علما أنهم محط أنظار العالم والمتخصصين والمعنيين من قادة المؤسسة العسكرية الصماء كما هو الشأن بالنسبة في المغرب، وهو نفس الاهتمام الذي يحظى بها جنرالات المغرب عن قادة الجارة الشرقية المشاكسة. أول وأهم هؤلاء القادة العسكريين الجزائريين، الجنرال خالد نزار الذي رأى النور سنة 1937 واحتل هرم السلطة في الجيش الجزائري مع مطلع العقد التاسع من القرن الماضي : الجنرال خالد نزار هو أحد أبرز رجال السلطة الذين ظهروا بقوة، خلال الفترة الممتدة ما بين 1990 و1994، كان حينها وزيرا للدفاع، وساهم بشكل كبير في التصدي لهجمات الجماعات المسلحة التي ظهرت مع مطلع العقد التاسع من القرن الماضي. ». ويكمن السر في الدور السياسي الذي لعبه الجنرال خالد نزار لمصلحة بلاده في التجربة التي اكتسبها أثناء تواجده بالمدرسة الحربية الفرنسية « سان مكسان »، خلال 3 سنوات، من 1955 حتى 1958، قبل أن يفر وينظم لجيش التحرير الجزائري، إذ بقي في تونس يدرب الثوار إلى حين حصول بلاده على الاستقلال. وثاني هؤلاء الجنرالات الجنرال محمد العماري الذي ولد في نفس السنة التي ازداد فيها خالد نزار :1937: الجنرال محمد العماري تلقى العماري تكوينا عسكرية في الاتحاد السوفياتي، وبالضبط بأكاديمية موسكو العسكرية، ثم التحق بعدها بالثورة التحريرية الجزائرية عام 1961. وفي عام 1992، أصبح محمد العماري قائدا للقوات البرية، واستمر في المنصب سنة واحدة، قبل أن يتم تعيينه قائدا لأركان الجيش الجزائري في العام الموالي، حيث ساهم خلال تلك الحقبة في تقديم الكثير لبلاده على المستوى العسكري، سيما أن ذلك تزامن مع « العشرية الحمراء »، التي شهدت مقتل عدد كبير من الجزائريين على يد الجماعات المسلحة، قبل أن يغمض عينيه إلى الأبد سنة 2002. الجنرال محمد لمين مدين (توفيق): الجنرال توفيق ولد محمد لمين مدين، أو الجنرال توفيق كما يطلق عليه، بولاية سطيف شرق الجزائر العاصمة، عام 1939، اشتهر بغموضه، وانضم لجيش التحرير الجزائري سنة 1957، حيث شغل منصب رجل سلطة بوزارة المخابرات والتسليح برئاسة عبد الحفيظ بوالصوف. وامتدت الفترة التي شغل فيها توفيق منصب رئيس المخابرات 15 سنة، بدء من 1990 إلى 2015، ومن الأكيد أن مرحلته جاءت في فترة « العشرية الحمراء »، إلا أنها شهدت أمرا استثنائيا يتمثل في التوقيع على اتفاق الهدنة مع مسلحي ما يعرف ب « الجيش الإسلامي للإنقاذ ». الجنرال العربي بلخير: الجنرال العربي بلخير ولد عام 1938، تلقى تكوينا عسكريا رفقة الجيش الفرنسي، إلا أنه فر منه وانتظر حصول بلاده على الاستقلال، ليحصل على مناصب متنوعة، أبرزها أمين المجلس الأعلى للأمن برتبة مستشار برئاسة الجمهورية بين عامي 1980 و1982. وفي 1986 أصبح مديرا بديوان الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد حتى 1989، حين عجرى تعيينه أمينا عاما لرئاسة الجمهورية، كما حصل الجنرال العربي بلخير، أيضا، على منصب وزير الداخلية والجماعات المحلية سنة 1991، ثم مدير ديوان الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة سنة 2000، قبل أن يصبح سفيرا لدى بلاده في المغرب من عام 2005 إلى غاية وفاته في يناير 2010.