يدور الحديث في في كواليس قصر مرداية عن إمكانية ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، للانتخابات الرئاسية لسنة 2019، مدعوما من عدد من مناصريه الذين يخوضون مسبقا حملة من أجل « الولاية الخامسة ». ويخشى الحزائريون من هذه الخطوة التي قد تظهر البلد في صورة سيئة أمام العالم خاصة وأن الرئيس بوتفليقة لم يعد يحضر اللقاءات الرسمية وظل غائبا وغير قادر على الكلام. وقال محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، فيما يخص السيناريوهات المتوقعة بالنسبة للانتخابات المقررة في الجزائر 2019 انها « تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، لأن هناك تقارير تدفع في اتجاه دعم ترشح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة ». وأضاف الزاهراوي « أن وضع البيت الداخلي الجزائري يبقى غامضا وضبابيا » وأرجع أستاذ العلاقات الدولية السبب لعاملين ، الأول « مرتبط بصعوبة إيجاد شخصية تحظى بإجماع وقبول المؤسسة العسكرية وتنتمي إلى جبهة التحرير الوطني ، لأن منذ الاستقلال وحاكم الجزائر يكون من جبهة التحرير ». وبالنسبة للعامل الثاني يشير نفس المتحدث إلى انه مرتبط « بالوضع الداخلي في الجزائر الذي يبقى محتقنا ويستلزم ظهور شخصية لها كاريزما وتحظى بإجماع واحترام الجميع ». وأكد الزهراوي « أن إعادة ترشيح وانتخاب عبد العزيز بوتفليقة ، بالرغم من كونه مريض ومقعد، لولاية رابعة يؤشر على وجود تخبط في إيجاد شخصية لها قبول وسط الجميع « ، مضيفا، أن » إعادة ترشيحه وانتخابه سابقا أعطت صورة سوريالية بحكم مرضه وعدم قدرته على تسيير شؤون البلاد ». وبخصوص السيناريوهات المحتملة قال الزهراوي ان هناك ثلاثة احتمالات ، الأول هو « إعادة ترشيح الرئيس الحالي ، لكن له تكلفة غالية لأن البلاد تعرف احتقانا سياسيا واقتصاديا »، والثاني حسب الزهراوي دائما « هو ترشيح أحمد قايد صالح ، رئيس الأركان ونائب وزير الدفاع ، باعتباره من الجيل الأول الذي ساهم في بناء النظام العسكري الحالي ، ولكن ترشيحه له تبعات، وهو خروج المؤسسة العسكرية إلى الواجهة مباشرة مع الشعب، إضافة إلى أن هذا الترشيح ليس له إجماع وسط مختلف الفرقاء السياسيين وحتى داخل جبهة التحرير هناك أصوات معارضة ». والخيار الثالث يضيف الزهراوي « هو ترشيح السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الحالي،ولكنه احتمال ضعيف ولكن يبقى قائم لأن السعيد استطاع أن يطبع العلاقات مع المؤسسة العسكرية، ولكن ما يعقد مهمة ترشيحه هو ذكر اسمه ضمن ملفات فساد في الجزائر ». من جهته قال ادريس الكنبوري ، الباحث والمفكر « الملاحظ أن شقيق الرئيس بوتفليقة سجل حضوره في مواقف سياسية عدة خلال الفترات الماضية، خلفت تعليقات كثيرة في الصحف ودوائر القرار في الجزائر، حول ما دوافع سعيد بوتفليقة وراء هذا الحضور المكثف المقصود في المحطات السياسية، وهل يحضر لخطة سياسية، وهل هناك توافق بينه وبين شقيقه لتهيئة مرحلة ما بعد غيابه، بل قيل إن شقيق بوتفليقة هو الذي يقود دفة الأمور في البلاد في مرحلة مرض الرئيس ». واستدرك الكنبوري « ولكن ترتيبات ما بعد غياب بوتفليقة لن تكون مسالة عائلية في الجزائر، ولذلك من المرجح أن هذه الخرجات السياسية والإعلامية لسعيد بوتفليقة وراءها دعم من المؤسسة العسكرية، التي تمسك في يدها بمفاتيح السياسة في البلاد »، مردفا « والدعم الذي يلقاه اليوم من بعض الأحزاب السياسية المؤثرة قد يكون بتنسيق مع جهات نافذة في الجيش، على الرغم من أن طرفا في المؤسسة العسكرية لا يرتاح لشقيق بوتفليقة ». وبخصوص توريث الحكم لشقيق الرئيس الحال قال الكنبوري« في اعتقادي، إذا حصل وأن تمت تولية شقيق بوتقليقة بعد وفاة هذا الأخيرة فهذا سيعني أن البدائل لم تعدد متعددة أمام المؤسسة العسكرية، وأن مرحلة بوتليقة كانت إيجابية بالنسبة لها، نظرا للتوافق الذي حصل بين الطرفين منذ عام 1999″،مشيرا الى ان « بوتفليقة هو الذي وضع قانون الوئام المدني الذي أنهى العشرية السوداء في البلاد وبالتالي خلص الجيش من مستنع العنف ».