الأمور داخل البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية ليست على خير والمؤشرات في هذا السياق كثيرة وكلها تؤكد بما لا يدع أي مجال للشك أن البيجيدي قبل تشريعيات سابع أكتوبر ليس هو نفسه بعد إعفاء بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة وتعيين سعد الدين العثماني خلفا له لإنهاء حالة « البولكاج » التي استمرت لأزيد من ستة أشهر. وفي هذا السياق، اعتبر المحلل السياسي، عبد الصمد بلكبير، أن الأزمة داخل حزب العدالة والتنمية باتت معروفة ومكشوفة، مشيرا في اتصال هاتفي مع « فبراير. كوم » أن تناقضات البيجيدي ليست جديدة أو غريبة، وإنما « المشكل كيف كانت تعالج وكيف أصبحت تعالج »، وفق تعبيره. وأوضح بلكبير أنه في السابق استطاع حزب العدالة التنمية أن يعالج تناقضاته بالحوار وذلك بالإعتماد على خلفيته الإيديولوجية وعدد من الآليات الديمقراطية، غير أنه في الآونة الأخيرة ما يلاحظ هو أن الأمور اتخذت مسارا آخرا وبالتالي التناقضات لم تعد خفية ولم تعد تعالج بالطريقة المعروفة »، على حد قوله. وكشف المحلل السياسي ذاته أن « المتربصين بحزب العدالة والتنمية من الخارج كان هدفهم هو بنكيران وليس البيجيدي، وهذا يدل في حد ذاته أن قيادات العدالة والتنمية ليست لها وجهات نظر متطابقة وخصوصا من الناحية التكتيكية »، موضحا هذه النقطة بالحرف: « كاين بنكيران والحكم داير منو موقف سلبي واضحة وكان غيرو لي قبل حلول التي هي معروفة »، وفق تعبيره. وحول مصير الأزمة الداخلية التي يعيش على إيقاعها الحزب الذي يقود الحكومة بعد إعفاء بنكيران، قال بلكبير أن تناقضات البيجيدي من المستحيل أن تستمر كما هي ولا بد أن تحسم لصالح أحد الطرفين، مضيقا: « وطبعا ممكن يكون هاد الشي قبل المؤتمر أو خلال المؤتمر أو بعد المؤتمر ». وزاد بلكبير خلال حديث مع « فبراير. كوم » أنه بات من الواضح أن الدولة تدعم تيار « العثماني » داخل العدالة والتنمية بالرغم من أنها تعرف جيدا أن هذا الأخير « لا شرعية له من الناحية التنظيمية »، مشيرا أن جميع الديمقراطيين في المغرب، من بينهم هو، متضامنين مع بنكيران على خلفية ما أسماه ب « الإنقلاب الدستوري » الذي تعرض له. وتوجه بلكبير بنداء إلى ديمقراطيي المغرب لدعم بنكيران لكي تجدد ولايته حتى يتمكن من إنقاذ حزبه من المؤامرة التي بات معرضا لها، بحسب تعبيره.