ما تزال قفشات رئيس الحكومة مستمرة حتى الآن، وما تزال جلسة مجلس النواب بمناسبة المساءلة الشهرية تغلي، وماتزال لغة الإشارات بين المكونات السياسية سائرة. وعلى عادته، فضل عبد الإله بنكيران أن يوجه رسالته إلى حزب الأصالة والمعاصرة، حينما قال إن نصيحته للحزب بحله مجرد نصيحة، يمكن الأخذ بها أو ردها، ولذلك كان على محمد بودرة برلماني الأصالة والمعاصرة أن يرد على نصيحة بنكيران بنصيحة أخرى، حينما نبهه من أن هناك اختلاف في الجهات وفي ثقافة الجهات التي لا يمكنها أن تفهم كلامه، خاصة عندما يتحدث بالدرهم تارة وبالسنتيم تارة أخرى، علما أن سكان الشرق يتكلمون ب "الدورو" وفي الشمال يتحدثون بالفرنك، قبل أن يضيف بودرة أن هذه ما هي إلا نصيحة من حزب الأصالة والمعاصرة لرئيس الحكومة، حيث انقلبت القاعة ضحكا، وفهم الجميع أن "البام" رد على نصيحة بنكيران بنصيحة مثلها. أما أقوى اللحظات التي عاشتها الجلسة حتى الآن، فقد كانت حينما انفجرت القاعة ضحكا بعد أن قال عبد الإله بنكيران :"ماطيشة مهمة جدا ولهلا يخطيها علينا"، دون أن يفهم المتتبع سياق ودلالات هذا التصريح، خاصة أنه صدر من رئيس الحكومة في نفس الوقت الذي كانت القاعة ما تزال تغلي ضحكا!