وصفت مصادر من التجمع الوطني للأحرار مشاركة صلاح الدين مزوار، رئيس الحزب، إلى جانب عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية ورئيس الحكومة، في ندوة واحدة نوعا من الهرولة من حزب في المعارضة تجاه الحزب الحاكم، وأردفت قائلة إن الموضوع لا يتعلق بمناظرة بين طرفين ولكن من العيب حجز مقعد جنب حزب يرفض الجلوس إلى المعارضة، خصوصا وأن اللقاء تزامن مع ندوة الديمقراطية والأمن التي تم تنظيمها بمراكش والتي قاطعها العدالة والتنمية في آخر لحظة بعد أن أعطى موافقته فقط لمشاركة فريق الأصالة والمعارصة بمجلس النواب في اللجنة التنظيمية. واستغرب التجمعيون الذين عبروا عن استيائهم من مشاركة مزوار في الندوة التي نظمها مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان، الذي يترأسه محمد أوجار، إلى جانب بنكيران الذي "بهدله" شر البهدلة من خلال تسريب وثيقة، مازال دخانها يتصاعد. وقدرت المصادر التجمعية مقاطعة فريق العدالة والتنمية للندوة التي تم تنظيمها بمراكش نظرا لموقفه المبدئي من حزب الأصالة والمعاصرة، في حين استاؤوا من هرولة مزوار نحو بنكيران وكأنه يستجدي شيئا ضائعا. ويذكر أن مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان نظم ندوة حول القوانين التنظيمية لتنزيل الدستور، والتي شارك فيها بنكيران ومزوار ولشكر وبنعبد الله، الشريك المفضل لدى بنكيران في التحالف الحكومي والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ولم تستطع الندوة تحقيق أغراضها خصوصا بعد أن طبعها بنكيران بقفشاته المعروفة وبدل الانكباب على تحديد مواقف محددة ودقيقة وعلمية لطبيعة تنزيل الدستور تم الحديث عن "قال لي الملك"، وهي العبارة التي يرددها بنكيران كل وقت وحين. وكانت كلمة مزوار في أحد اجتماعات حزبه بينت لغة الغزل التي استعملها تجاه بنكيران، حيث إن المعارضة كما فهمها وكما سبق أن عبر عنها الحزب منذ افتتاح البرلمان٬ "لا تعني العناد المجاني٬ ولا الرفض الممنهج٬ ولا إغلاق الأبواب والنوافذ وصم الآذان". وأضاف مزوار أن المعارضة تعني قياس العمل الحكومي بمنظور مدى خدمته للديمقراطية والحرية والتنمية والعدالة الاجتماعية٬ والتزامه بروح ونص الدستور فيما يخص الحقوق والواجبات وتحصين التنوع٬ الثقافي واللغوي والأثني٬ على قاعدة المساواة بين الأفراد٬ بين الجنسين٬ بين الفئات الاجتماعية وبين الجهات".