قال إن الملك فاعل أساسي في مجال الدستور ولا حرج في قول ذلك حميد المهدوي - قال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية إن "الدستور المغربي ليس مقدسا ويمكن مراجعته"، أضاف بنكيران، صباح يوم السبت 2 فبراير الجاري، خلال مداخلة له في الرباط، قدمها ضمن ندوة علمية، نظمها "مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان"، أن الدستور اليوم، وعلى خلاف ما كان يُعتقد سابقا بوجود ضمانات ما لإستمرار الدولة، يشكل الضمانة والوثيقة التأسيسية والتأمينية، قبل أن يعود ليقول: "جلالة الملك فاعل أساسي في مجال الدستور وهاذ الكلام مانبقاوش نتحرجوا من قولو". وفي السياق ذاته، عاد بنكيران من جديد لبعث رسالة كان قد روج له بشكل واسع بداية قيادته للحكومة؛ عندما قال:" لا يوجد اليوم، مع الدستور الحالي، مبررا لكي يخاف الإنسان حين يريد أن يدلي برأي ولو كان هذا الرأي سيزعج طرفا من الأطراف، لأن التحدي الذي نعيشه اليوم هو تحدي عام، حيث إذا نجح الدستور ونجحنا في تطبيقه فسننجح جميعا وإذا خسرنا فسنخسر جميعا". المعارضة حظها كان سيئا مرة أخرى مع لسان بنكيران الذي انتقدها على الطريقة التي تتناول بها تقييمها لتنزيله لمضامين الدستور؛ حيث اعتبر كل انتقادات المعارضة له في هذا الباب هي فقط "من أجل إكتساب مواقع"، قبل أن يضيف ضمن نفس الندوة التي نظمت تحت عنوان: "خلوة علمية حول تنزيل الدستور والقوانين التنظيمية"، قائلا: "البعض انتقدوا أننا لم ننزل سوى قانونا تنظيميا واحدا، وأننا إذا استمرينا بهذه الوثيرة فسنحتاج إلى دهر من الزمن، هذا كلام لا يستقيم، لأن القوانين ليست مسألة رياضية، فأن تُنزل هذه السنة قانونا ليس معناه أنك ستنزل كل سنة قانونا، بل يمكن في سنة واحدة أن تزل 10 أو 15 قانونا، أوما تجي تسالي المرحلة حتى تكون ساليتي كلشي". يشار إلى أن بنكيران خلق كعادته جوا من الدعابة والمرح داخل الندوة في أكثر من مناسبة، واحدة حين كان بصدد تعداد ما أصابت فيه المعارضة قبل أن يقول و"حتى رئيس الحكومة يقدر يصيب في بعض الأوقات"، فيما كانت المناسبة الثانية عندما استدار جهته مزوار حين كان الأخير حائرا بين أن ينطق عبارة "خُلوة" أم "خَلوة"، ليرد عليه بنكيران بسجيته المعهودة، "كل حاجة أوقتها" ما جعل القاعة تنفجرا ضحكا. وحري بالإشارة أيضا أن الندوة أطرها وزير حقوق الإنسان السابق محمد أوجار وساهم فيها كل من ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي، ونبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم وصلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار.