أوضح أحمد عصيد الباحث والناشط الأمازيغي ل"فبراير.كوم" بخصوص الدراسة التي كشفت على أن أغلبية الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و20 سنة، يعانون من غياب التوعية بخصوص الصحة الجنسية والإنجابية،(أوضح) عصيد بأن ذلك تفسير على شعور الشباب بالحاجة الماسة لديهم إلى هذا التكوين وبشعورهم ووعيهم بفقرهم المعرفي، التي تعود المسؤولية فيه أولا وقبل كل شيء للسلطة التربوية في بلادنا، حيث منذ الاستقلال ألغيت من المقررات الدراسية العديد من المواد الهامة المرتبطة بالتكوين العصري والتربية العصرية، فأُلغيت الموسيقى وألغي المسرح والفنون وألغيت التربية الجنسية وغيرها، وبهذا نكون قد صنعنا شعبا فقيرا إلى الثقافة الموسيقية والثقافة الفنية والثقافة الجنسية. وكانت دراسة تحت عنوان "الصحة الجنسية والإنجابية"، تم إنجازها في أوساط الشباب من طرف وزارة الشباب والرياضة بشراكة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان، قد كشفت أن أكثر من 77% من الشباب المتراوح أعمارهم في الغالب بين (15– 20) يعانون من غياب التوعية الصحة الجنسية والإنجابية، أو لم تتوفر لهم الفرصة لتعميق معارفهم في هذا المجال، سواء في دور الشباب والأندية النسوية، كما أثبتت الدراسة نفسها أن حوالي 92 % من الشباب المستجوبين وعددهم 272، عبروا عن رغبتهم في إدماج مفهوم "الصحة الجنسية" في المقررات الدراسية للمؤسسات التعليمية، ودور الشباب والأندية النسوية في مختلف ربوع المملكة.
وفي السياق نفسه، أفاد عصيد قائلا "ينبغي التذكير أنه عندما قررت وزارة التربية الوطنية في عهد وزير التربية الوطنية عبد الله الساعف تنزيل موسوعة للتربية الجنسية على المكتبات المدرسية، قام مجموعة من المتطرفين الدينيين في جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بحملة ودعَمهم في ذلك منظمة التوحيد والإصلاح التابعة لحزب العدالة والتنمية، وقاموا بحملة بأن هناك رغبة في خلق الانسلاب لدى التلاميذ، فاضطر الوزير إلى سحب تلك الموسوعة العلمية الجنسية من المكتبات، مما يبين مدى التخلف الذي نتخبط فيه بسبب هذا النمط السطحي والفلكلوري من التدين الذي يعتنقه البعض.
وأشار عصيد أن غياب الثقافة الجنسية في بلادنا أدَى إلى شعور الشباب بفراغ في تكوينهم من الناحية الجنسية وشيوع الكبت وكل أنواع الهذيان الجنسي وشيوع الكثير من الانحرافات والجهل في مجال التربية الجنسية، الشيء الذي يفضح ويعري واقع المدرسة المغربية التي لا تستجيب لدواعي التربية العصرية كما هي مطلوبة.
و قال عصيد أن المطلوب الآن هو أن يصبح الجنس موضوع كلام علمي في التربية، لأن الذي يحتكر الكلام في الجنس هم الذين يحتكرون الدين، حيث يتم الحديث عن الأعضاء الجنسية فقط في التربية الإسلامية، كما لو أنه ليس من حق أحد أن يناقش الجنس إلا من المرجعية الدينية، مشيرا في الوقت ذاته "أن المرجعية الدينية في حديثها عن الجنس لا علاقة لها بعصرنا، بمعنى أن كل ما حققته العلوم الجديدة حول هذه القضايا لا يمكن للفقيه أن يقدمه للمجتمع لأنه لا يعرفه، فهو تكوَن على الفقه القديم من الكتب القديمة، وهذه لا تستوعب العلوم العصرية، مما يستلزم إدراج مادة التربية الجنسية من منطلق العلوم العصرية في المدارس وكذلك أن تُنشر الموسوعات العلمية الجنسية في المكتبات المدرسية ليطَلع عليها الشباب".