تدفع محطة المؤتمر الوطني العاشر، لحزب الإتحاد الإشتراكي المراقبين والمتابعين للشأن السياسي، للتساءل حول مستقبل حزب بوعبيد بعد هذه المحطة، وأي قيادة للمرحلة المقبلة. يرى عبد الصمد بلكبير، محلل سياسي، أن الإتحاد بعد المؤتمر السابع دخل في طور التحويل الخارجي له من داخله فابتعد تدريجيا عن الإتحاد الإشتراكي الأصلي وهذا ما يمكن وصفه بالانقلاب المدني الذي يتم بدون عنف. هذا النوع من الانقلاب لم يعد يجري على صعيد إدارة الدول فقط، كما لاحظنا في التجربة التونسية والمصرية الأولى، وفي أوروبا الشرقية كلها، ما يسمى بالقوة الناعمة واستعمال الرأي العام والعصيان المدني والإضراب والتظاهر، هذا النمط من الانقلاب المدني الذي عمدت إليه أمريكا بالنسبة للدول، هو نفسه يطبق على باقي الأحزاب سواء التي في السلطة أو في المعارضة والتي يراد لها أن تصبح وديعة. كما جرى هذا في جنوب إفريقيا، حيث قلبوا الوضعية داخل حزب المؤتمر فانقلبت داخل الدولة نفسها، ولاحظنا الأمر في بعض الأحزاب الإشتراكية في أوروبا وبالخصوص حزب العمال البريطاني وحزب الاشتراكي الإسباني، والحزب الإشتراكي الفرنسي، الذي استطاعوا اختراقه ووضعوا فيه قيادة فيها ملامح تجمع وغامضة من الناحية الإديولوجية فقاموا بتسويقها، وجرت حولها الحزب لكن بشكل مدعوم من خارجه ومن طرف مخابرات تلك الدول. واعتبر الأكاديمي أن نفس الأمر وقع للإتحاد الإشتراكي إلا أنه احتاج ا إلى وقت طويل، مبرزا أن أجهزة الدولة في المرحلة الأولى ضربوا اليوسفي في 2002 وأخرجوه من العمل السياسي نهائيا وفي مرحلة ثانية قاموا بإقصاء اليازغي وادريس لشكر نفسه من قام بهذه العملية ثم أتوا بعبد الواحد الراضي كمرحلة انتقالية لتفويت الفرصة على فتح الله ولعلو وهددوا خالد عليوة بالسجن بعد أن صنعوا له ملفا فكان أمام خيارين إما أن يتنازل عن طموحاته في قيادة الحزب أو أنه سيبقى في السجن إلى ما لا يعرف وقته وكل ذلك تمهيدا لرجل اليوم الذي هو لشكر. وبذلك يقول بلكبير « تهناو من شي حاجة سميتها المعارضة، ولا ننسى في هذا السياق طبعا ما وقع للزايدي »، مضيفا، الآن الاتحاد أصبح لا شيء لا حضور ولا وجود له « كايدير لا إله إلا الله فالمغرب ». واعتبر بلكبير أن القيادات العشرة للمكتب السياسي للحزب المعارضة للشكر، كانوا مع لشكر مؤكدا أنهم « استخدموا وبعد ذلك يدعون السيادة ؟ » فمن سيثق فيهم ومن سيتبعهم، وهم أنفسهم مخترقين، ثم الإتحاد معروف أن قيادته أحيانا تصطنع معارضة لكي تشوه المعارضة داخل الحزب، ولكي تعرف مسبقا وقبل المؤتمر، وذلك خوفا من المعارضة الحقيقية داخل الحزب، وهكذا يقضون على المعارضة ويضطرونها للخروج كما وقع للزايدي والساسي وغيرهم. وخلص المتحدث إلى أن الإتحاد انتهى و »علينا أن ننتظر وقتا آخر لشيء جديد »، أما الإتحاد فشأنه شأن الأحزاب الإدارية الأخرى.