اعتبر عبد الصمد بلكبير، القيادي السابق بحزب الاتحاد الاشتراكي، والمستشار الأول للوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي في عهد حكومة التناوب، وضعية حزب الاتحاد الاشتراكي ب"المأسوف عليها"، و"الغير منسجمة" مع حاجة البلد إليه. وأبرز بلكبير، في تصريح لجريدة الرأي، أن تردي وضعية حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وباقي أحزاب اليسار بالمغرب، يرجع إلى أسباب كثيرة متداخلة فيما بينها، مشيرا إلى أن أزمة الاتحاد الاشتراكي هي جزء من الكل ولا تفسر نفسها بنفسها، وإنما تفسر بمحيطها الإنساني عموما. وأضاف عضو المكتب السياسي السابق لحزب عبد الرحيم بوعبيد، مفسرا الوضعية الحالية لحزب الاتحاد الاشتراكي، قائلا؛ "الوضعية الدولية مختلة على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لصالح شروط التبعية والقوى الاستعمارية"، وبالتالي يضيف بلكبير، "استقواء الطبقات والفئات داخل البنيات التنظيمية الحزبية والنقابية تكون مرتبطة بتلك القوة المجتمعية". وزاد بلكبير؛ "الشرط العام على الصعيد الإقليمي والدولي ليس إيجابي، بحيث يتميز بوضعية مفترقة عالقة غير مستقرة، وعودته إلى عهده السابق رهين بتعدل موازين القوى في العالم وفي منطقة المشرق العربي، لأن الأحداث بالمشرق تنعكس بشكل كبير على المغرب"، يورد بلكبير. ومضى القيادي السابق بالاتحاد الاشتراكي، يفسر الوضعية الحالية لحزب الوردة بالقول؛ "إن القوات الاستعمارية لم تعد تتوسل بالآليات القديمة في المواجهة عن طريق الحرب المعلنة والمباشرة، وإنما أصبحت تعتمد الحرب الناعمة التي ينتج عنها هلاك القوة الذاتية للبنيات عن طريق تشجيع تناقضاته". وفي هذا الصدد، قال بلكبير "إن هذا النمط حصل مع هيئات حزبية ونقابية مغربية، من بينها حزب الاتحاد الاشتراكي، وذلك عن طريق اختراقه بالأفكار والأشخاص، حسب بلكبير، وشبه الاختراق الذي تعرض له حزب الاتحاد الاشتراكي، بالاختراق الذي حصل في بريطانيا عن طريق طوني بلير، وفي فرنسا عن طريق نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند، في إشارة ضمنية إلى الطريقة «المريبة» التي وصل بها ادريس لشكر إلى قيادة الحزب. وحول دور القيادات التاريخية داخل حزب الاتحاد الاشتراكي في هذه اللحظة، قال بلكبير "للأسف الشيوخ والكهول بحزب الاتحاد الاشتراكي يئسوا لكنهم لم يسقطوا الراية بعد"، وأضاف "الضمير الحقيقي لحزب الاتحاد الاشتراكي هم الشيوخ والكهول المناضلين داخل الحزب، خصوصا بالرباط والدار البيضاء وفاس". وحمل عضو المكتب السياسي السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي، جزءا من الوضعية المتردية التي يمر منها حزب الوردة، إلى الشبيبة الاتحادية التي لم تعد لديها معلومات حول الحزب ولا يسمع لها حسا ولا ركزا، حسب تعبيره، داعيا شبيبة الحزب إلى التخلص من الأوهام الإديولوجية والسياسية التي قيدت وعطلت حركتها ودورها الاستراتيجي داخل الحزب.