استقبل المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي أعضائه الجدد (75 عضوا) الوافدين عليه من الحزب الاشتراكي الديمقراطي سابقا والذي قرر الاندماج في حزب رفاق عبد الرحيم بوعبيد، كما أقر المجلس نفسه التحاق ثلاث أعضاء من قيادة الحزب الذي كان يحمل شعار الكف، ويتعلق الأمر ب محمد لحبيب الطالب، ولطيفة اجبابدي وعيسى الورديغي. وهو الأمر الذي كان مفاجئا للمتابعين لمسار اندماج الحزبين الذين كانوا يرشحون وبقوة عضوية الأستاذ عبد الصمد بلكبير ضمن المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي بدل أن يكون عضوا فقط في المجلس الوطني، خاصة وأنه كان ضمن اللجنة السداسية المشكلة من الحزبين المندمجين لتدبير عملية الاندماج. ورغم نفي عدد من أعضاء حزب اليازغي أن تكون تصريحات الاستاذ بلكبير الصحفية المتعلقة بالدور الفاعل للحركة الإسلامية المغربية في دعم الانتقال الديمقراطي، وضرورة توسيع دائرة المتوافقين، وخاصة الحوار الذي أجرته معه يومية>التجديد< وراء إبعاده. فإن عدد ممن اتصلت بهم>التجديد< أكدوا أن إقصاء بلكبير من المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي بعد عملية الاندماج ليس له أي مبرر أو مفسر إلا مواقفه التي أزعجت عددا من قيادي الاتحاد الاشتراكي، هذا مع العلم أنه لم يدع إلى تحالف بين حزب الوردة وحزب العدالة والتنمية، بقدرما دعا فقط إلى تعاون كل القوى الحية وتوافقها لإنجاز الإصلاحات التي من شأنها أن تضمن تقدم المغرب وتطوره سياسيا واقتصاديا واجتماعيا دون إقصاء. ولئن كان من السابق لأوانه الجزم بهذا التفسير أو ذاك حول غياب عبد الصمد بلكبير نائب الامين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي سابقا عن المكتب السياسي الجديد للاتحاد الاشتراكي، فإن الأمر المؤكد أن شعار حرية الاختلاف وتدبير الاختلاف داخل أحزابنا السياسية بشكل عام، وداخل الاحزاب التي تصر على أن تنعت نفسها بالديمقراطية يطرح أكثر من علامة استفهام.