أبرز وزراء وصناع قرار أفارقة خلال اللقاء الإفريقي الذي تنظمه حاليا وزارة الداخلية تحت شعار » تبادل التجارب الناجحة لخدمة التنمية البشرية المستدامة بإفريقيا »، الانعكاسات الايجابية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. المتدخلون في ورشة تفاعلية، عشية أمس الخميس ، حول « الحكامة الرشيدة في خدمة التنمية البشرية »، اعتبروا أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمغرب خارطة طريق ونموذج اجتماعي يستدعيان الاستلهام منهما لتقديم الدعم بشكل مستدام للطبقات الفقيرة بالقارة السمراء، مؤكدين أن المملكة وضعت سياسات عمومية حققت نتائج ملموسة لها وقع إيجابي على المواطنين. وبالنسبة للوزير المالي للتضامن والعمل الاجتماعي حمادو كانتي، فإن بلاده تعمل على تعزيز تنمية الأنشطة المدرة للدخل وتقليص الفوارق في مجال الولوج للخدمات الاجتماعية الأساسية، حيث وضعت سياسات مستهدفة ضمنها خفض الضرائب على الإنتاج بالنسبة للطبقات الفقيرة. وأشار كانتي إلى أن على صناع القرار بمالي قرروا الاستعانة والاستفادة من التجربة المغربية في مجال التنمية البشرية، داعيا إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الحكامة الجيدة وخلق المشاريع ومواكبة النسيج الجمعوي والتعاونيات. ومن جهته، سجل وزير الدولة، وزير العدل والشؤون الإسلامية والإدارات العمومية وحقوق الإنسان بجزر القمر فهمي سعيد إبراهيم أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في المغرب نجحت في تكريس وتعزيز مسؤولية المواطن في اتخاذ القرار والمبادرة والمشاركة في المجهودات لمحاربة الفقر والإقصاء والتهميش على المستوى المحلي. وشدد إبراهيم على ضرورة أن تستفيد بلاده من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمغرب، التي تمثل – حسبه – برنامجا يرتكز على المقاربة التشاركية المجتمعية الهادفة إلى تقليص الإقصاء الاجتماعي في المناطق القروية والحضرية، مضيفا أن بلاده بصدد وضع برنامج يروم تشجيع التنمية والاستثمار البشري عبر مساعدة وتقديم الدعم للأشخاص في وضعية صعبة. وذكر مستشار المدير العام للصندوق الوطني للتأمين الصحي والضمان الاجتماعي بيير موسافو بالاتفاق/الإطار للتعاون الموقع بين المغرب والغابون في مجال تنمية الاستثمار البشرية، مؤكدا على أن النقط الرئيسية لهذا الاتفاق ترتكز حول تبادل التجارب بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية واستراتيجية الاستثمار في الموارد البشرية بالغابون. وحسب موسافو، فإن هذه الاستراتيجية تعتبر إطارا اجتماعي جديدا يتمحور حول توزيع شبكات الحماية الاقتصادية وتطوير وتنمية الأنشطة المدرة للدخل. وبهذه المناسبة، أشادت مجموعة من الشخصيات الإفريقية بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وبالمبادرات الفعالة خصوصا في قطاعي الصيد في أعالي البحار ومشاريع الطاقات المتجددة، التي أطلقها المغرب. وتعتبر هذه الورشة إحدى الجلسات الثلاث التي تعقد في إطار هذا اللقاء الإفريقي، ويتعلق الأمر بورشتي « مقاربات محاربة الفقر والهشاشة »، و »الشباب، قوى التنمية البشرية ». ويشكل هذا اللقاء الإفريقي الذي ينظم تخليدا للذكرى ال12 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مناسبة للعديد من الخبراء والباحثين وأصحاب القرار والأكاديميين من مجموعة من البلدان الإفريقية الشقيقة لتبادل وتقاسم الأفكار، وكذا لفتح نقاش معمق والانفتاح على التجارب والخبرات الإفريقية ونتائجها وبحث التصورات الكفيلة من أجل الاستفادة من النماذج الناجحة . ويروم هذا الملتقى التعريف بمنجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تعمل في إطار التوجيهات الملكية السامية والرؤية الإفريقية لجلالة الملك الرامية إلى تعزيز التعاون التضامني والفعال خاصة فيما يتعلق بدعم التنمية البشرية وتطوير المهارات الإنسانية وإشراك المجتمع المدني في نقل المعرفة وتبادل الخبرات .