كادت الخيمة تنهار فوق رؤوس قياديات وقياديي حزب الجرار في قرية "باب برد" الواقعة على بعد سبعين كلمتر تقريبا من مدينة شفشاون. فجرأة مزارعي الكيف، في قول ما يخجل منه الكثيرون، وهم يواجهون عدسات الكاميرات، الوطنية منها والدولية، وهم يوجهون الرسائل، بما فيها تلك التي تحدثت عن أسماء وعن تجاوزات بعض الأجهزة، جعل الخيمة التي لم تسع كل الحاضرين، مهددة بالانهيار في أي لحظة. "فبراير.كوم" التقطت تلك العبارات الدالة، التي قالها بصوت منخفض أحد مزارعي الكيف وهو شاب في الثلاثين من عمره، وهو يغادر الخيمة:" دابا يشبرونا الجدارمية... بالحق خوينا المزيودة.. الا بغاو يشبرونا غير يشبرونا دابا"!! تحدثوا عن الابتزاز، عن تلفيق التهم، عن الشخص الذي طرق باب شابة جميلة، وقال لوالدها وهو يطلب يدها:" زوجها لي أولا نبلغ بيك الجدارمية نقول لهم كتزرع الحشيش"!! وكان للبوح سطوته، وللشكايات التي وقعت بأسماء أصحابها، سلطتها.. تراهم وقد أسقطوا قناع الخوف، ويرفضون منطق الدولة، التي تعلم بوجود مزارع الكيف ومساحاتها، وتتسامح معها، في نفس الوقت الذي تحاربها، وتجعل من زارعيه، متهمين مبحوث عنهم، لدرجة تحدث جميعهم عن القرية التي تحولت إلى سجن كبير، بعد أن بات أغلبهم يدسون رؤوسهم خلف الجبال، منفيين ومنبوذين، خوفا من الاعتقال! شهادة هذا الشاب واحدة من الشهادات الكثيرة التي صورتها "فبراير.كوم" في اللقاء الذي نظمه فريقي حزب الأصالة والمعاصرة في قرية باب برد. وفيه يتحدث من وجهة نظره عن العشبة التي فتح عينه عليها بمسقط رأسه. إنه لا يفهم، كيف تحارب الدولة المغربية "الكيف"، مع العلم، أن مخدر "القرقوبي" الذي يهرب من الجزائر إلى المغرب، ويخرب عقول المغاربة، أولى بالمحاربة. وتأخذه الحماسة، فيعلن أنه يدخن الكيف، وهذا لا يزعجه في شيء، مذكرا أن مدخني الكيف، لا يرتكبون الجرائم، حينما لا يعثرون على حصتهم أو جرعتهم من النبتة السحرية، عكس مستهلكي "القرقوبي" أو الكوكايين.. وحسب منطقه دائما يضيف في رسالة وجهها إلى أعلى سلطة في البلاد وإلى رئيس الحكومة:" هاذ الأرض خلقها ربي باش تنبت الكيف.. وحنا كنزرع البطاطا وكتطلع ليك الكيف"