أوضح أحمد عصيد الناشط الحقوقي والأمازيغي ل"فبراير.كوم" بخصوص معجم اللغة العربية المغربية أو الدارجة الذي أعلن عنه نورالدين عيوش مدير مؤسسة زاكورة للتربية، أن ذلك المعجم مهم لأنه سيحفظ عددا من الكلمات والتراث اللساني في الدارجة، ويمكن أن يستفيد منه الباحثين، وخاصة إذا تم الاعتماد على المعجم القديم الخاص بالدارجة، الذي يسير في طريقه إلى الزوال، وخاصة المعجم الأمازيغي الكبير الموجود في الدارجة، لأنه يتماشى مع تصحيح الدارجة في التعليم. وأضاف عصيد أن التعريب ساهم في ضياع المعجم الأمازيغي الكبير المهتم بالدارجة، معتبرا أن الاهتمام بالدارجة على المستوى العلمي شيء لم يعتده المغاربة، لأنهم بطبيعتهم يحتقرون ما هو يومي ويدخل في حياتهم اليومية، ولا يعطونه أهمية، مشيرا في الوقت نفسه أن معجم الدارجة، كان قد تم وضعه في الفترة الاستعمارية، وكان الفرنسيون هم من أعطوا أولوية لذلك.
وأردف عصيد قائلا أن النخبة الثقافية بالمغرب بقي لديها نوع من عدم الاهتمام سواء بالدارجة أو بالأمازيغية، باعتبارهم أن ذلك يدخل في الخطاب اليومي الذين يتعاملون معه بنوع من التعالي والاستهانة، ولذلك يضيف عصيد أن هذ المعجم الذي أعلن عنه عيوش يمكن أن يغير نظرة المغاربة إلى لغتهم المغربية التي تجمع بين الأمازيغية والعربية لقرون طويلة، سواء من حيث الجانب المورفولوجي أو من حيث من حيث قواعد النحو والصرف والتركيب أو المعجم.
وبخصوص الصراع الذي يمكن أن يخلقه هذا المعجم بين اللغتين العربية والأمازيغية، قال عصيد "نحن لا نفكر نهائيا بهذا المنطق الذي يفكر به المدافعون عن العربية، والذين يعتبرون أي نهضة بأي لغة تشكل خطرا على العربية، ونحن نتمنى النهضة والازدهار لكل اللغات".
وأفاد عصيد أن اللغة الأمازيغية إذا تم وضع قانون تنظيمي خاص بها واستخدمت كلغة رسمية كما نص على ذلك دستور 2011، فإن اللغة ستقوم بوظائفها في البلاد، وكذلك العربية والدارجة، إذ أن الخطاب الأمازيغي يرى أن التعددية والتنوع هو واقع، والتدبير العقلاني بخصوصه هو المطلوب.
وتأسف عصيد أن الأشخاص المدافعين عن اللغة العربية يعتبرون اللغات الأخرى معادية، متسائلا في الوقت نفسه أن اللغة التي لا يمكن أن تنتشر إلا على حساب لغة أخرى هل هي لغة؟
واستغرب عصيد "مقترح قانون الذي تقدم به البيجيدي في البرلمان والمتعلق ب"حماية اللغة العربية، هؤلاء الناس مافهمينش أن كلمة حماية تستعمل دوليا للغات المهددة بالانقراض، وإذا كانت العربية مهددة بالانقراض غادي نستعملو كلمة حماية"، مضيفا أنه إذا كانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية منذ 50 أو 55 سنة مضت وعندها ميزاينة خاصة بها وتستعمل في مختلف المجالات والإدارة وتم تعريب التعليم لصالحها فهذا معناه أننا نعيش وضعية غريبة يورد عصيد.
واعتبر عصيد أن "سلوك رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران من خلال مقترح قانون حماية اللغة العربية، تحركه أيد في الخليج وفي قطر وبنكيران واعد الخليجيين أنه غادي تهلا في العربية".