في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع التعرف على ممتلكات الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالشؤون العامة والحكامة، محمد الوفا اليوم الاثنين، كما وعد بذلك في تصريح لموقعنا، اختار البرلماني عن حزب الاستقلال، عبد الله البقالي، أن ينأى بنفسه عن تبادل التصريحات مع زميله السابق في الحزب، حيث أكد أنه لن يرد الصاع صاعات للوزير الوفا، ولن يجاريه في صيغة المواجهة التي اقترحها، ولن يبادله بالبحث في الذمة والعرض، بالرغم من أن الكثير من أصدقائه اقترحوا عليه ذلك".
وكشف عبد الله البقالي، الذي اختار صفحته الخاصة على موقع "الفايسبوك" للرد على الهجومات التي شنها عليه الوزير "المنشق"، أنه لن يخوض في ذمة وعرض محمد الوفا رغم أن هناك ما يسعف في هذا الصدد، ولن يهين نفسه بالاحتماء في المعجم الرديء، ولن يمس بكرامة الزوجة المحترمة والأبناء الأجلاء، ولا بعرض رب الأسرة محمد الوفا".
وأوضح النائب عبد الله البقالي قائلا :" أومن بأن الحقل السياسي ينتظر من الفاعلين السمو بالنقاش العام ، ومن دواعي الشفقة أن يتحول النقاش بين هؤلاء الفاعلين إلى مجرد منازلة الديكة ، و احترام الرأي العام يفرض أن نحرص جميعا على تجويد الخطاب ، لذلك فالخلاف الآن بين مدرستين مختلفين ، مدرسة تناقش الأفكار و تقترح البدائل بمسؤولية و نضج ، و مدرسة تكابد من أجل تبخيس النقاش ".
وتأسف النائب الاستقلالي بشدة عما وصل إليه مع وزير قال أنه "يفترض أنه أشرف على التربية و الآن يحمل هم الحكامة "، مشيرا إلى أن "الخلاف الآن هو حول أحقية سلطة المراقبة في ممارسة مهمتها الأساسية و وجود من يزرع الشوك في هذا الحقل ، و هذا ما لا يمكن أن نسمح به ، لأن الذين سبقونا دفعوا تكلفته غاليا ، لذلك لن نتراجع و لن نخاف إلا من الخالق سبحانه"، قبل أن يختم رده " و حسبي الله ونعم الوكيل".
وتعود تفاصيل المواجهة بين الوزير محمد الوفا، والنائب البرلماني، عبد الله البقالي، والتي من المنتظر أن تعرف تطورات مثيرة في غضون الأيام القليلة المقبلة، إلى إحدى اجتماعات لجنة التعليم بالبرلمان، حينما شكك عبد الله البقالي في الإجراءات التي تم إتباعها في صفقة برنامج "مسار"، المثير للجدل، على عهد الوزير محمد الوفا، الشيء الذي أثار حفيظة الوزير الحالي المؤتمن على الحكامة، ليخرج ببيان حقيقة شديد اللهجة، سلط فيه الضوء على حقيقة صفقة برنامج "مسار"، وهاجم فيه النائب عبد الله البقالي، مشككا في مردوديته الصحافية، على رأس جريدة "العلم"، وفي ممتلكاته الخاصة، حينما قال الوفا "غبت عن المغرب مدة 12 سنة، وحينما عدت وجدت النائب البقالي، الذي تركته بأجر شهري لايتعدى 3000 درهم، في مستوى عيش عال"، وهو التصريح الذي أشعل الحرب بين زميلين، فرقت بينهما، براغماتية السياسية المغربية.