تعرض المرشح الرئاسي الفرنسي الأوفر حظاً إيمانويل ماكرون لعاصفة من الانتقادات من منافسيه في اليمين بسبب تصريحاته التي أدان فيها الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر، لكنه رفض التراجع عنها اليوم الخميس 16 فبراير/شباط. وخلال زيارة للجزائر الثلاثاء الماضي قال ماكرون – وهو مرشح مستقل – إن تاريخ فرنسا في الجزائر كان « جريمة ضد الإنسانية ». وتابع قائلاً: « كان الأمر وحشياً حقاً وهو جزء من الماضي يجب أن نواجهه حتى نعتذر أيضاً لمن تضرروا ». وعاش الجزائريون تحت الحكم الفرنسي لمدة 132 عاماً حتى انتصروا في حرب استقلال دموية في 1962. وتقول الحكومة الجزائرية إن 1.5 مليون جزائري قتلوا في الصراع. وقالت مارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف، الخميس، التي من المرجح أن يواجهها ماكرون في جولة الإعادة: « هل هناك ما هو أسوأ – عندما تريد أن تكون رئيساً – من الذهاب للخارج واتهام البلاد التي تريد قيادتها بارتكاب جريمة ضد الإنسانية؟ ». ورفض ماكرون التراجع عن تصريحاته، وقال في بيان مصور: « يجب أن تكون لدينا الشجاعة لتسمية الأشياء بمسمياتها.. هل نحن معاقبون بالعيش للأبد تحت ظلال تلك التجربة المؤلمة لبلدينا؟ ». ورداً على تصريحات ماكرون قال فرانسوا فيون، مرشح المحافظين للرئاسة، في خطاب بأحد مؤتمراته الانتخابية: « هذا الاستياء من تاريخنا.. هذا الندم المستمر.. ليس لائقاً بمرشح لرئاسة الجمهورية ».