بعد اتصالنا لأكثر من مرة بأسرة الطفلة « هبة » -القاطنة بمكناس- التي توفيت بسبب « العنف المدرسي » كما يصرح بذلك والدي الطفلة، فتح الأب والأم قلبهما لفبراير ليحكيا معاناة فقدانهما لطفلتهما الوحيدة. أجابنا الأب بعد خروجه من تحقيق دام لساعات بمخفر الشرطة، من 14:00 إلى 22:00 ليلا، قال أنه كان تحقيقا ثقيلا تتخلله مرارة الفقدان، فالأسرة اضطرت أن تروي قصة بداية نهاية طفلتهما. بداية النهاية في أحد الأيام، يقول والد هبة، دخلت ابنتي في حال لم نشهدها عليه من قبل، كانت حزينة ولم تكلم أحدا، قبل أن تبادر جدتها وتسألها « مالك أبنتي »، فكان السؤال بداية لإنفجار دموع هبة التي لم تتوقف، « المعلمة ضحكات عليا التلاميذ وضرباتني بالتيو لراسي، وصرفقاتني، وضرباتني فإيدي » تقول الطفلة دون توقف عن البكاء. بعد ذلك نامت الطفلة على مضض، واستيقظت صباحا وهي تعلن رفضها الذهاب للمدرسة، لولا تدخل والديها ومسايرتهما لها إلى أن قبلت الذهاب، مصحوبة بأمها التي طلبت من المدرسة عدم تعنيف ابنتها من جديد، قبل أن تجيبها ب « أسلوب غير لائق » كما وصفته الأم « بقات المعلمة كتلوح بإيديها في اتجاه التلاميذ وكتقولي هاد الحباسة ما غيخرج منهم حتى حاجة لا محامي لا وزير، وهذا ماشي وقت تجي فيه »، تضيف الأم. وأكدت أم هبة، أن المدرسة، سيدة متقدمة في السن، ولا تصلح أن تكون معلمة، « لقيتها قلبها عامر وفايضة بالمشاكل، وبقات تقولي حتا أنا عندي اليتامى… » قبل أن تضيف « هادي معلمة لي تقول لبنيتة كتعرفي غير تلبسي وتقادي شعرك فالصالون؟ ». رحلة مع الأطباء قال والد هبة أنه بعدما ظهرت على ابنته آثار التهابات على مستوى العين، أخذها إلى الطبيب، الذي عاين حالتها وبدأت تتماثل للشفاء، غير أنها عادت لتتألم من جديد خاصة بالمنطقة التي تلقت فيها الضربة، « ثم أخذناها من جديد إلى مستشفى محمد الخامس والذي أكد على ضرورة إخضاعها لجهاز الكشف بالأشعة، كما وصف لنا مجموعة من الأدوية إلى أن وافتها المنية يوم السبت الماضي ». وأكد الزوج أن الراحلة « لم تكن تعاني من أي مرض أو تعفن على مستوى العين باستثناء ضعف البصر، غير أنها كانت تزور الطبيب بانتظام »، مشيرا إلى أن « تعفن عينيها جاء بعد تعرضها للضرب من طرف المعلمة، ولدي جميع الشواهد الطبية التي تثبت ذلك ». آخر عبارات أم هبة كانت رد على من يشكك في رواية أسرة هبة » بنتي ماتت بإيموغاجي بسبب الضربة ديال المعلمة، وهادوك باغين يحمقوني..إلى ما خداش ليا المخزن حقي، غادي ناخدو بيدي، ونبينا عليه السلام ». وتجدر الإشارة إلى أن المعلمة المتهمة، كانت تتواجد بمخفر الشرطة بعد استدعائها للتحقيق معها، في نفس الوقت الذي كانت أسرة هبة تقوم فيه بمحضرها، كما أن نتائج التشريح الطبي الذي طلب والد هبة ستظهر خلال الساعات المقبلة لتعزز رواية أسرة هبة أو تفنذها.