لست ماكرا تجاه السلطة ولا تجاه حلفائي الموضوعيين، لأن الله خير الماكرين، لست ذكيا بالقدر الكافي لأخوض معارك الرياء أو البراء تجاه الجميع ، حاولت مرارا أن أتعايش مع واقعي ببساطة وتواضع، أنطلق من البسيط كي أبلغ الواقعية الإيجابية / المعقدة، كالسهل الممتنع، وما التواضع سوى جسر بيداغوجي لتبليغ رسائل الإعتدال إلى من يهمه الأمر، نسبة إلى العدالة كإنصاف وبمنطق الإصلاح المتدرج لتحقيق الممكن، في ظل ظرفية بنيوية يحكمها القول المأثور « كما تكونوا يولى عليكم »، فالدولة ترهن الوطن لسراب العولمة باسم أن العالم صار قرية صغيرة، وبتحويل المتروبول العالمي المهيمن إلى « شيخ » للقبيلة العالمية، لتظل المقاولة الوطنية والنخبة الموالية مجرد شاعر لتلك القبيلة، يغزل قوافي الخضوع والتبرير التاريخي لواقع التخلف القدري ولا يسع المجتمعات الوطنية، إلا أن تمتثل للجبرية المحتومة، لهذا يصعب علي أن « أنتحر » طبقيا بنفس القدر الذي لا أقوى على الإرتقاء إجتماعيا، فلست من أشباه المثقفين ولا من « اللوبن » بروليتاريا، وعقيدتي لن تسمح لي بتحويل الإنتظارات إلى حطب، ولا استعمال دموع المظلومين لإطفاء حماس الفقراء إلى السلطة، كل ما يهم في هذا الصدد هو تصفية البيئة والمحيط من كل التوترات التي تحول دون تواصل التدبير السلمي للصراع وبمرجعيات تعاقدية والتزامات تبادلية صريحة، قد يتماهى فيه ماهو مطلبي بماهو ثقافي استراتيجية ولكن بمقاربة حقوقية مؤطرة بالزمن الإجتماعي، فرغم التردد والإرتباك الحاصل، سنواصل رأب الصدع، ضمن آجال معقولة، حتى لا يتحول الإستثناء إلى قاعدة، والتكتيك إلى استرتيجية، فكثير منا ينتابه الإحباط ويغريه التيه الذهني، وذلك لأنه تصدق عليه حكمة أمازيغية / سوسية « آري سيكيل إسكني ماني إكششم، تكشمت تزيكرت » وبالعربية « يبحث المخيط / الإبرة عن جسم يدخله، فإذا بالخيط يقتحم خرمه » ، وبيت القصيد هو أنه ينبغي الحذر من مقتضيات حكم الآلهة الإغريقية التي خلفت لنا « أسطورة سيزيف »