إذا فاز الحزب الذي تريده أنت فتلك هي الديموقراطية وإذا فاز الحزب الذي يريده آخرون فهذا هوالاستئصال، لذلك فلنقنع الناخبين الكبار بأن يصوتوا للحزب الأغلبي لكي يكونوا ديموقراطيين خلال لحظة التصويت وإلا سينعتون بالاستئصاليين مدى الولاية التشريعية إلى إشعار آخر . ان هذا المنطق الاريسطي لا يفيد العمل السياسي في شيء، لأن العبث هو ان نراهن على ديموقراطية دون بيئة تحفز على المشاركة السياسية والثقافية الحرة والمستقلة عن الوصاية والحجر ، وبلا ديموقراطيين يتمثلون الديموقراطية فكرا وممارسة، و مادامت العملية اصلا مبنية على تقطيع سياسي مرسوم ومحدد النتائج وعلى برامج محافظة تكرس الشعبوية وبقاء الحال على ما كان ولا تجرؤ على خلخلة بنية النظام السياسي ،ذات الشكل اللبرالي والجوهر تقليداني ، بنية ترسخ احتكار السلط ، تبررها اغلب السياسات الحزبية في الخطاب والممارسة. لذلك فمهمة الأحزاب المحسوبة على الحركة التقدمية دمقرطة مشروعها، بخطيه السياسي المرحلي والفكري المرجعي الاستراتيجي و صفوفها بتكوين منخرطيها بقيم التضحية والنضال وباعادة تحيين تكوين الاطر والقيادات وتجديد النخبة الحزبية ، ضدا على التجاهل والتخلي عن قواعد التحليل العلمي الملموس للواقع الملموس، حيث لا أحد برهن على موت قوانين المادية الجدلية، التي ترتب التناقضات والتراكمات من كمية الى كيفية، وتحسن اعمال نفي النفي، في سياق رد الاعتبار للبعد الاجتماعي والحقوقي والتقدمي في الهوية الحزبية، وبالتالي ليست المهمة هي ترجيح كفة أصولية متفرعة ضد أصولية أم، فتلك حرب أهلية لن يكون فيها نساء ورجال اليسار حطبا لها ، بعلة التملص من وصمة » الاستئصال » !. فمتى سوف تعون بأنه حتى و لو ساند وتوافق اليسار الجذري أو العدمي مع أطروحة » لاهوت التحرير » ، فلن يكفي احتلال المشهد السياسي بكم الأصوات، لكي نشرعن مسار الأنصار ونؤسطر مقام المهاجرين المؤتث بالحقيقة الاعلامية ، فلن نطبع معكم إلا بقدر الشرعية الدستورية النسبية التي يمنحها إياكم معشر المصوتين ..!