يبدو أن "لعنة" تقارير المنظمات الحقوقية الدولية، أبت إلا أن تقض مضجع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، فبعد تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" الذي رسم صورة قاتمة لوضعية المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء بالمغرب، صدر اليوم الأربعاء، تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" السنوي لمؤشر حرية الصحافة العالمي لسنة 2014. وهو التقرير الذي كشفَ واقعَ حرية الصحافة بالمغرب وبالعالم العربي خصوصاً والعالم بصفة عامة. وأشار تقرير المنظمة الدولية إلى، أن حرية الصحافة، لم تعرف، أي تحسن عن تصنيف السنة الماضية، حيث لازال يقبع في المرتبة 136 عالميا، متبوعا بليبيا التي جاءت في المرتبة 137. واللافت في الأمر أن "مراسلون بلاحدود" وضعت المغرب في قائمة الدول التي تقوم بتقويض الإعلام تحت ذريعة حماية الأمن الوطني وضرورة المراقبة، حيث أشارت إلى أن قضية الزميل الصحفي علي أنوزلا، مدير موقع "لكم" قد أظهرت أن "السلطات المغربية باتت تخلط بين "الصحافة" و "الإرهاب" مما حكم بهذا البلد بالبقاء في المرتبة136".
وحمل تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" الكثير من الانتقادات للدول العربية، التي لم تعرف حرية الصحافة فيها أي تقدم، بل على العكس تراجع مؤشر حرية الصحافة، في عدد من الدول العربية التي اتخذت حججاً واهية لتقييد الصحافة وحرية التعبير.
و رسم تقرير "مراسلون بلاحدود" صورة سوداء عن حرية الصحافة في دول الخليج، حيث جاء فيه أن الإمارات العربية المتحدة التي احتلت المرتبة (118)، شهدت موجة من الاعتقالات والمحاكمات في حق الفاعلين الإعلاميين بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين. كما تراجعت الكويت 13 مركزاً (91) بسبب حالة التشنج التي تشهدها البلاد والتي تتجلى جزئياً في اعتماد قانون الإعلام الذي يسمح للسلطات بفرض غرامات مالية على الصحفيين بتهمة "انتقاد الأمير أو ولي العهد"، فيما جاءت السعودية (164) في مؤخرة الترتيب.
التقرير خَلُص الى أن الأزمة السورية كانت لها تداعيات على حرية الصحافة بالمنطقة إذ تساهم في تعميق الشقاق بين وسائل الإعلام في لبنان التي جاءت في المرتبة (106)، كما تشجع سلطات الأردن (141) على تضييق الخناق، بينما تؤدي في الوقت ذاته إلى تسريع دوامة العنف التي تعصف بالعراق (153) حيث تتفاقم التوترات الطائفية بين الشيعة والسنة.
سوريا حلت في الترتيب 177 حيث باتت تُعتبر البلد الأخطر على الصحفيين والأكثر تهديداً لحرية الإعلام، حتى أنها أضحت تقف على عتبة "الثلاثي الجهنمي".
وكعادتها استأثرت الدول الأسكندنافية بحصة الأسد، حيث جاءت فنلندا في المرتبة الأولى من حيث حرية الصحافة، متبوعة بهولندا والنرويج، في حين تراجعت الولاياتالمتحدة إلى المرتبة 46 عالمياً وهو ما سيثير انتباه المحللين والمهتمين بالشأن الصحفي. وجاءت في مؤخرة ترتيب المنظمة كل من تركمانستان وكوريا الشمالية وإريتريا