في الصورة إدريس شحتان مدير المشعل أثناء اقتياده للسجن يوم الخميس الماضي احتل المغرب المرتبة 127 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تعده منظمة مراسلون بلا حدود ، وقالت المنظمة إن المغرب "واصل سقوطه الذي باشره منذ ثلاثة أعوام " بعد أن كان يحتل الرتبة 122 في 2008. "" وكشف التقرير الذي نشرته منظمة "مراسلون بلاحدود " على موقعها الإلكتروني أمس الثلاثاء أن المغرب تراجع من الرتبة 122 في 2008 إلى الرتبة 127 من بين 175 دولة . وحسب التقرير ذاته فإن "القصر الملكي يلوذ بالتشنّج كلما حاول أحد الصحافيين المس ب "خطوط حمراء" لا يجوز تجاوزها لاجئاً إلى وسائل مختلفة لكمّ أصوات الصحافة" وأشار التقرير السنوي للمنظمة والتي مقرها العاصمة الفرنسية باريس ، إلى أن "سلاح" المال بات "الوسيلة المفضّلة للانتقام من الصحافيين الجريئين. وأصبحت الصحافة المغربية مهددة بغرامات فادحة تفرض على أسر التحرير أكثر منه عقوبات السجن". من جهة أخرى كشف التقرير السنوي أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الفترة من 27 ديسمبر العام الماضي إلى 18 يناير هذا العام، أدى إلى تراجع مكانتها في مؤشر حرية الصحافة من المرتبة 47 إلى 93. و تابع التقرير: "إسرائيل فقدت مكانها على رأس الدول الشرق أوسطية وذلك للمرة الأولى"، مضيفة إنها حلت خلف الكويت التي جاءت في المرتبة الستين ولبنان في المرتبة ال61 فيما حلت دولة الإمارات في المرتبة ال86. وعربيا صنف التقرير سوريا في المرتبة 165، ووصف وضع حرية الصحافة فيها بأنه "بلغ حدا مقلقا رغم تراجع أعمال العنف الجسدية الممارسة ضد الصحفيين، ولكن هذا لم يمنع نير القمع من الاشتداد قاضيا على مساحات الحرية الضئيلة المتبقية لوسائل الإعلام المستقلة والتابعة للمعارضة". كما سجل التقرير "تراجعا جديدا لحرية الصحافة في ليبيا" للعام 2009، وصنفها في المرتبة 156. وفيما نوه بالسماح "لبعض الصحف الأجنبية والعربية بدخول البلاد"، اعتبر أن "إقدام مؤسسة الغد التابعة لنجل معمّر القذافي سيف الإسلام على تأميم منشورتين خاصتين في عام 2007 وإقفال مكاتب قناة الليبية، يندرجان في إطار العوائق الجديدة التي تعترض حرية التعبير في بلد قلّما يرحّب فيها". كما سجل التقرير إحراز تقدم ملحوظ في وضع الصحفيين في العراق، الذي قال إنه حل في المرتبة 145، لكنه أشار إلى "تهديدات الميليشيات والمنظمات الإرهابية قد اختفت ليواجه الصحفيون العراقيون بدلا منها عدائية السلطات أو سياسيين يمنعون وسائل الإعلام من بلوغ بعض المناطق". وصنف التقرير الجزائر في المرتبة 141، وتونس في المرتبة 154، معتبرا أن "الإجراءات القمعية" ما يزال "يمارسها نظام بن علي للتضييق على الصحافة المستقلة"، في حين حل المغرب في المرتبة 127، واصفا بعض مواقف القصر الملكي ب"التشنج" حيال الصحفيين إذا مس أحدهم ما وصفها ب"خطوط حمراء". أما دول الخليج، فرأى التقرير أن التقدم "يبقى بسيطا"، موضحا أن الدولة "تستأثر بالمشهد الإعلامي مع غياب الصحافة المستقلة شبه التام، واحتكار الأسر المالكة للقطاع المرئي والمسموع وطباعة الصحف وتوزيعها، وممارسة الرقابة الذاتية المنهجية". وتصدرت قائمة الدول التي تحمي الحريات الصحفية الدنمارك ثم فنلندا وأيرلندا والنرويج والسويد. وأشار التقرير إلى أن الولاياتالمتحدة قفزت بحسب المؤشر من الدرجة الأربعين إلى الدرجة العشرين خلال العام الماضي. وحلت تركمانستان، بحسب مؤشر حرية الصحافة، في المرتبة ال173 وكوريا الشمالية في المرتبة ال174 وإريتريا في المرتبة ال175، وأشار التقرير إلى أن "حرية الإعلام تتعرض لقمع لدرجة أنها تبدو وكأنها غير موجودة مطلقا" في هذه البلدان. وتنشر المنظمة تقريرا سنويا عن حرية الصحافة بالاستناد إلى بيانات يقدمها مئات الصحفيين وخبراء في الإعلام من جميع أنحاء العالم. الترتيب الكامل لمؤشر الصحافة العالمي لسنة 2009 ( ملف PDF)