منذ الآن سيطرح السؤال: هل سيتمكن عبد الإله بنكيران من تشكيل الحكومة؟ وإذا تمكن، فمن هي الأحزاب التي ستشاركه الحكومة؟ بلغة الأرقام يلزم بنكيران 198 صوتا في البرلمان للحصول على الأغلبية، وبلغة الأرقام دائما حصل حزب العدالة والتنمية على 125 مقعدا، أي يلزمه 73 مقعدا، ولذلك سيلجأ مبدئيا إلى حليفه الاستراتيجي، حزب التقدم والاشتراكية، والذي حصل على 12 مقعدا فقط، إذا لم يقرر نبيل بنعبد الله العودة إلى صفوف المعارصة، حيث لم يبوؤه المغاربة رتبا متقدمة، بل إن النتيجة التي حصل عليها تعد عقابا له. بعد التقدم والاشتراكية، يأتي دور الحركة الشعبية التي شاركت « البيجيدي » الحكومة طيلة خمس سنوات، وحصلت في هذه الانتخابات على 27 مقعدا فقط، واحتلت الرتبة الخامسة، وعلى الرغم من ذلك، سيضطر بنكيران للبحث عن حزب آخر لاستكمال 34 مقعدا الضرورية للحصول على الأغلبية. إما أن يتوجه للأحرار، وهنا قد يوافق صلاح الدين مزوار على العودة إلى الحكومة، على الرغم من الجفاء الذي يربطه ببنكيران، وقد يرفض ويعود إلى المعارضة، وتضيع على بنكيران 37 مقعدا التي حصل عليها الأحرار والتي تكفيه لتشكيل الحكومة، وفي هذه الحالة سيضظر إلى دق أبواب حزب الاستقلال الذي حصل على 46 صوتا. إذا رفض الأحرار واصطف إلى جانب الأصالة والمعاصرة، وقر الاستقلال المشاركة سيشكل بنكيران الحكومة. إذا رفض الأحرار ورفض الاستقلال سيصعب على بنكيران تشكيل الحكومة. في جميع الأحوال لن يكون تشكيل الحكومة سهلا هذه المرة، خاصة إذا ضغط كل حزب للحصول على أكبر وأهم المقاعد الحكومية.