تحولت مدينة بني ملال والدواوير المحيطة بها إلى ما يشبه خيمة عزاء، بعد تضارب الأنباء حول مصير العشرات من شباب المنطقة، إثرغرق قارب قبالة السواحل الإيطالية، بداية الأسبوع الماضي. وتعيش المدينة حالة طوارئ، حيث تعيش عائلات وأقارب المفقودين حالة من القلق والترقب، » ماعندنا عواشر ما عندنا رمضان بحال الناس » هكذا تحدثت أمهات الضحايا لكاميرا « فبراير ». حالة انتظار مميت، قلق وترقب لأخبار قد تأتي أو لا تأتي لقطع الشك باليقين، « بغينا ولادنا حيين أو ميتين »، بهذه العبارات المليئة بالحسرة والألم، وجهت أسر وعائلات المفقودين في القارب الذي غرق قبالة السواحل الإيطالية، والذي يضم مغاربة، خصوصا من منطقة بني ملال وسوق السبت، الفقيه بن صالح وقصبة تادلة، المعروفة ب » الحريك »، وجهوا نداء للسلطات المحلية لإنهاء هذه المحنة. يقول أحد من التقتهم « فبراير »، » الأمر هنا صار عاديا، سنويا نفقد عشرات الشباب، نودعم قبل أن يركبوا قوارب الموت والشك في وصولهم الى » جنة الفردوس » يكبر، خصوصا أن طريق الرحلة يمر عبر الحدود التونسية/ الليبية، حيث تنشط شبكات الاتجار بالبشر، ويؤكد نفس المتحدث، » عندما تنقطع أخبار « الحراكة » تعلن حالة الطوارئ وسط العائلات، حيث الجميع يتبادل الأخبار أولا بأول، ويتابع نفس المصدر، » ساكنة المنطقة فقدت الثقة في الإعلام الرسمي، الكل يتوجه للقنوات الأجنبية، الإيطالية والإسبانية على وجه الخصوص، يضيف متحدثنا، » الأسر تلجأ للواتساب والفايسبوك للبحث عن مصير أبنائها، لأنها فقدت الثقة في الإعلام الرسمي، خصوصا بعد أن توالت حوادث غرق القوارب التي تضم شباب المنطقة سنتي 1997 و2001، وهذه السنة دون أن تتحرك السلطات لإيجاد حل جذري للأزمة التي تدفع شبابا في عمر الزهور للمغامرة بأرواحهم ».