رغم إجراءه لأول مرة دون جمهور، لقاء الوداد الرياضي والرجاء يكتسي أهمية بالغة كل موسم ومهما كانت ظروف الناديين. الجميع يترقب وينتظر على أحر من الجمر انطلاق مباراة الديربي البيضاوي ال118 المبرمج اليوم الأحد ابتداء من الساعة الثامنة . سواء كنت من مناصري الغريمين البيضاوين أو لم تكن، فإنه من المستبعد جدا أن تفلت متابعة لقاء الوداد الرياضي والرجاء الذي يكتسي أهمية بالغة كل موسم ومهما كانت ظروف الناديين. الديربي الذي تم تصنيفه سابقا في قائمة أبرز 10 ديربيات عالميا ، وفي آخر تصنيف لسنة 2015 صنف في المرتبة 26 عالميا. تراجع طبيعي نظرا لتواضع المستوى الفني لمواجهات الديربي خلال السنوات الإخيرة، لكن ما شهدناه في ديربي ذهاب الموسم الحالي يبعث أملا بأن يكون ديربي اليوم بنفس المستوى. هو صراع أزلي وقديم يجمع بين ناديين يقتسمان هواء مدينة الدارالبيضاء، بدأت فصوله لأول مرة سنة 1957 حيث فاز الرجاء على الوداد بهدف دون رد، ليعود الوداد ويرد في ثاني المواجهات بالفوز بثلاثية نظيفة.لتستمر حكاية صراع الجيران حتى يومنا هذا مع حصيلة مواجهات ترجح كفة « الأخضر » على « الأحمر ». في البطولة الوطنية لعب الرجاء و الوداد 117 مباراة ، انتصر الرجاء في 35 مباراة و انتصر الوداد في 28 مقابلة في حين تعادلا في 54 مباراة وفي كأس العرش تواجها الغريمان في 13 مباراة برسم كأس العرش، انتصر الوداد في 5 مباريات و انتصر الرجاء في 6 مباريات في حين تعادلا في مبارتين. وفي الإجمال نجد أن مجموع المباريات يبلغ 130 مباراة ، تفوق الرجاء في 41 لقاء ، و الوداد في 33 مباراة ، و خيم التعادل على 56 مباراة في تاريخ الديربي مع تسجيل الرجاء في مجموع مباريات الديربي 118 هدفا مقابل 106 للوداد الرياضي. نظل مع لغة الأرقام ، ونشير للهداف التاريخي للديربي البيضاوي سعيد غاندي لاعب الرجاء، برصيد 7 أهداف. في حين يتقاسم كل من الحارس الودادي المعتزل نادر لمياغري وعبد اللطيف جريندو قائد دفاع الرجاء السابق الرقم القياسي في المشاركة بالديربي الذي يبلغ 19 مباراة. وكباقي أعرق الديربيات العالمية، فمن الضروري والطبيعي جدا أن تظل أحداث ووقائع تاريخية راسخة عرفها ديربي البيضاء وتروى دائما وأبدا لغاية أيامنا هاته أبرزها: الديربي الأول رغم أن كثيرون يهملونه ولا يصنفونه من أبرز أحداث اديربي « كازابلانكا »، اللقاء الذي جرى كما ذكرنا في سنة 1957 انتهى بفوز الرجاء بقيادة « الأب جيكو » الذي عرف كيف يتفوق على ناديه السابق الوداد القوي خلال تلك الفترة. الأب جيكو الذي سئل قبل المواجهة عن أي الناديين يفضل وأجاب » الوداد وداد القلب والرجاء رجاء العقل« انسحاب 1978 مغادرة الرجاء للميدان سنة 1978 لا يزال راسخا في أذهان المشجعين، إذ قرر لاعبو النادي الأخضر الانسحاب في الشوط الأول بعد إحساسهم بالتعرض لظلم تحكيمي طرد على إثره حارس الرجاء واحتسبت ضربة جزاء لصالح الوداد، كان يعتزم تنفيذها المرحوم « بيتشو » الذي سبق له حمل قميص الرجاء. 5-1 ومن أبرز ذكريات الرجاء هي النتيجة الأكبر في تاريخ الديربي، حيث تفوق الرجاء في مباراة ربع نهائي كأس العرس لموسم 1996-1997 بنتيجة خمسة أهداف نظير هدف وحيد. تسونامي 2006 تسونامي 2006 هو هدف هشام اللويسي خلال الديربي رقم 100 بالبطولة المسجل في آخر أنفاس اللقاء والمتوج للوداد بلقب البطولة بسيناريو خيالي بعدما كان الرجاء متوفقا بهدف وحيد ظل صامدا لغاية الدقيقة السابعة والتسعين ليسدد المدافع « هشام اللويسي » اليميني كرة قوية من مسافة بعيدة بيسراه سكنت شباك « إسماعيل كوحا » حارس الرجاء ويستمر صراع « الإخوة الأعداء »… لا تزال حكاية الديربي مستمرة وستزال كذلك. حكاية صراع يكتسي طاعا خاصا لدى جميع المغاربة، حيث يستأثر متابعة وانتباه الجميع خلال 90 دقيقة نشهد خلالها إبداعات جماهيرية خيالية وجد إبداعية فقط، أما المستوى الفني فإنه ظل غائبا عن الديربي « البيضاوي » في السنوات الأخيرة. لكن نأمل أن يتكرر نفس مستوى ديربي ذهاب الموسم الحالي ونستمتع بما يجري، خصوصا أن الجميع سيحرم ولأول مرة في تاريخ الديربي باحتفالية المدرجات.