يوم يختلف المغربي مع أخيه وأمه وأبيه وأصحابه وبنيه، يوم يقف المغربي في صف فريق أحمر يناصره أو إلى جانب فريق أخضر يواليه، يوم تنقسم القلوب فلا أحد يخفي عشقه أو يواريه، فاعلم أنه يوم لقاء الديربي بين الرجاء والوداد، لقاء ليس هناك في كرة القدم المغربية ما يضاهيه. هو لقاء الديربي بين وداد الأمة ورجاء الشعب، يبدأ من المدرجات حيث تبدع أنامل الأنصار أروع اللوحات وينتقل إلى البساط الأخضر حيث تضع أقدام اللاعبين أجمل اللمسات وتبرع أيادي الحراس في التصديات وتحسم صافرات الحكام في القرارات، وينتهي إلى حكاية يرويها الأجداد للأحفاد في كل الليلات. هو الديربي 112 بين الرجاء والوداد أوشك على الانطلاق فازداد في قلوب المنتظرين الاشتياق، هو الديربي الثاني عربيا وإفريقيا والمصنف بين أحسن 12 ديربيا في العالم على الإطلاق. بمناسبة الديربي ال112 موقع رياضة.ما يسلط الأضواء على الديربي المغربي منذ أن خرج من أحشاء مدينة الدارالبيضاء وإلى أن أصبح سيرة الألسن في كل الأرجاء. بداية الحكاية لكل حكاية بداية، وبداية حكاية الديربي ابتدأت خريف سنة 1957 في ملعب فيليب بالدارالبيضاء ضمن فعاليات أول بطولة مغربية بعد الاستقلال عام 1956، مصطبغة بلون أخضر رجاوي عقب الانتصار 1-0 على الوداد بهدف اللاعب محمد لعشير الملقب "الوجدي" الذي هزم حارس الوداد محمد رفقي من خلال تسديدة أرسلها على بعد 35 مترا. ولعل ما ميز أول مباراة ديربي إشراف وداديين سابقين على قيادة الرجاء إلى أول انتصار في الديربي، ويتعلق الأمر بالمرحومين قاسم قاسمي والأب جيكو، أما الأول فكان لاعبا ثم مدربا للوداد قبل أن يصير مدربا للرجاء، وأما الثاني فكان أحد مؤسسي الوداد سنة 1937 وأبرز مدربيه إلى أن أصبح أحد كبار مدربي الرجاء بعد تأسيسه عام 1949. هكذا، ومع خروج مارد الديربي من مصباح الكرة المغربية تحققت للمغاربة أمنية الاستمتاع بتنافس رياضي غاية في الإثارة والندية، تنافس رياضي شق مع توالي الأعوام طريقه إلى العالمية. أرقام ناطقة حينما يحتدم التنافس بين فريقين إلى أن يصبح تنافسا أزليا لا مناص من الاحتكام إلى الأرقام كي نميز القوي من الأقل قوة، وبإلقاء نظرة على قيم الفريقين في بورصة الديربي نسجل تقاربا بين الفريقين مع تفوق طفيف للنسور الخضر. ومن بين 111 مباراة جمعت الفريقين البيضاويين ضمن منافسات البطولة الوطنية حتى الموسم الجاري، انتصر الرجاء في 33 مباراة وفاز الوداد في 26 لقاء واقتسم الفريقان نقاط المباراة 52 مرة. يقولون عن الأهداف إنها ملح المباريات وكيف لا تكون كذلك إن تعلق الأمر بالديربيات، فالديربي بين النسور الخضراء والقلعة الحمراء عرف تسجيل 176 هدفا خلال 111 لقاءً، أحرز الرجاء منها 92 هدفا ووقع الوداد 84 هدفا. هذا، والتقى الفريقان في 12 مناسبة برسم منافسات كأس العرش، ذلك أنهما تقاسما بالتساوي عدد الانتصارات بمجموع 5 انتصارات لكل فريق وتعادلا مرتين. وسجل الفريق الأحمر 14 هدفا وأحرز الفريق الأخضر 16 هدفا. بالأحمر والأخضر ككل أقطاب كرة القدم المتنافرة في العالم، ثمة مجال للانجذاب، وكذلك هو حال قطبي الكرة المغربية اللذين لم يمنعهما التنافر من الانجذاب الذي أسفر عن مسيرين أداروا كلا الفريقين ومدربين جلسوا على كلتا الدكتين ولاعبين بللوا كلا القميصين. وانتقل نحو 23 لاعبا من الوداد إلى الرجاء، وحط 22 لاعبا رحالهم في الوداد قادمين من الرجاء وفي ما يلي أسماء اللاعبين الذين انتقلوا من وإلى الفريقين. من الوداد إلى الرجاء: محمد بكار، وياشين، ومصطفى وجيد، وخليل عزمي، وطارق الجرموني، وياسين الحظ (حراس المرمى)، وعسيلة، وبوزمبو، وعبد العزيز أنيني، ومحمد التيباري، وسعيد زمامة، ومصطفي الغرشي، ومصطفى هيرس، ومصطفي برك، ومحمد سهيل، ومحمد الصحراوي، وهشام مصباح، وجلال جبيل، ويونس بلخضر، ومحسن متولي، وزكرياء الإسماعيلي، وزكرياء الشعباني، وعبد الحق أيت العريف. من الرجاء إلى الوداد: عزيز خربوش، وموسى، وميلازو، وعلي بن ديان، ومحمد المعروفي، وعز الدين عبد الرفيع، وعبد الله الزهر، وبيتشو، وجواد الأندلسي، وجواد الشناوي، وعبد اللطيف بكار، وفناني، وفوزي القدميري، وعقبة نبيل، وزكرياء عبوب، وعادل السراج، ومصطفي بيضوضان، ومحمد أرمومن، ومحسن ياجور، وسعيد فتاح، وهشام العمراني، ويونس الحواصي. وعلى مستوى المدربين، تحفظ صفحات الديربي أسماء 13 مدربا جلسوا على دكتي الفريقين وهم: الأب جيكو، وقاسم قاسمي، وعبد الحق القدميري، وعبد القادر الخميري، وعبد القادر جلال، وعبد الرحمان بلمحجوب، ومصطفى البطاش، وعبد الله السطاتي، والبلغاري طاشكوف، والروماني مولدفان، والأوكراني يوري، والأرجنتيني أوسكار فيلوني المتعاقب على تدريب الرجاء والوداد مرتين، والبرتغالي خوصي روماو الذي دخل تاريخ الكرة المغربية كأول مدرب يحرز لقب البطولة مع قطبي الكرة المغربية، ذلك أنه أحرز اللقب الأول مع الوداد موسم 2005-2006 ونال مع الرجاء نفس اللقب موسم 2008-2009. زوار الشباكين وأبرز الهدافين يسألونك عن زوار الشباكين في ديربي البطولة، قل ثلاثة لاعبين ورابعهم قد يأتي في الديربي المنتظر، هم ثلاثة لاعبين أوفوا لمغازلة الشباك في الديربي بكلا القميصين. هم ثلاثة يجمعهم أيضا أنهم سجلوا في الديربيات للرجاء أولا ثم للوداد ويتقدمهم المرحوم مصطفى شكري الملقب "بيتشو" ثم المرحوم عبد اللطيف بكار ثم مصطفى بيضوضان. أما أبرز الهدافين في تاريخ الديربي فهو سعيد غاندي من الرجاء برصيد 7 أهداف، ويأتي من بعده عميد الفتح الرباطي حاليا محمد بن شريفة بمجموع أربعة أهداف سجلها للوداد. أكثر المشاركين في الديربي يبقى عبد اللطيف جريندو، صخرة دفاع الرجاء سابقا، أكثر اللاعبين حضورا في مبارايات الديربي، ذلك أنه شارك حسب مصادر إعلامية في ما يقارب 16 مباراة ديربي ( في جميع المنافسات)، يليه قلب دفاع الوداد المصاب هشام اللويسي الذي تتحدث بعض الأرقام عن مشاركته في ما يناهز 13 لقاء ديربي. مدرجات مهددة بفقدان رونقها يصرفون الملايين على فريقهم ولا يضنون ويغيب النوم عن جفونهم ولا يشتكون وأياما في مرسمهم يعتكفون، إنهم فتية عشقوا فريقيهما حتى الجنون وكرسوا حياتهم لرسم لوحات تشجيعية تذر السحر في العيون من أجل إعلاء راية الفريق الذي يشجعون. إنهم يبعثون الدفء يوم الديربي في المدرجات ويزينونها بأجمل الفسيفساءات ويخرجونها عن صمتها بالشعارات ويكسرون جمودها بالحركات ويتنافسون فيها أيهم يبدع أجمل التيفوهات. إنهم حتما أعضاء إلترا الوينرز الودادية المسيطرون على المدرج الشمالي لملعب المركب الرياضي محمد الخامس المعروف باسم "فريميجة" وإلترات الغرين بويز والإيغلز والغلادياتور ومجموعة درب السلطان الرجاوية المستوطنة في المدرج الجنوبي لملعب محمد الخامس المعروف باسم "المكانة". منذ أن رأت إلترا الغرين بويز وإلترا وينرز النور سنة 2005 أضفتا على الديربي طعما آخر وزادتاه إثارة على إثارة المنافسة بين اللاعبين في البساط الأخضر كما صدّرتا إلى العالم صورا جميلة عنه. لكن في الديربي ال112 قد يتوقف التنافس بين إلترات الرجاء والوداد، إذ إن إلترا الوينرز الودادية قررت تعليق نشاطها ومقاطعة الديربي بسبب ما اعتبرته تلطيخا لسمعتها بعدما حملت الجامعة جمهور الفريق الأحمر مسؤولية أحداث شغب الكلاسيكو أمام الجيش الملكي، التي راح ضخيتها الشاب خمزة البقالي وكلفت خسائر مالية بلغ قدرها 130 مليون سنتيم. وفي المقابل يشكل الديربي المنتظر مناسبة لإلترات الرجاء لتأكيد وحدة صفها بعد واقعة تقسيم المكانة في لقاء تشيلسي الغاني وفرصة هامة لتحفيز فريقها على مواصلة التنافس على لقب البطولة إلى آخر أنفاس الموسم. إلترا الوداد والرجاء في سطور الغرين بويز أول إلترا رجاوية تأسست يونيو 2005 سابع أحسن إلترا في العالم في موسم 2010-2011 الوينرز ( فدائيو الأمة) الإلترا الودادية الأولى والوحيدة تأسست نونبر 2005 سادس أحسن إلترا في العالم في موسم 2010-2011. إلترا إيغلز ثاني إلترا رجاوية تأسست يوم 6 يونيو 2006 اشتهرت برفع تيفو المدربين البرتغاليين الذي دربوا الرجاء. إلترا غرين غلادياتور بدأت نشاطها في شهر فبراير من عام 2006 ساهمت في إعداد تيفو صوت الشعب. مجموعة درب السلطان مجموعة داعمة لفريق الرجاء البيضاوي يعود تاريخ تأسيسها سنة 1949، وفي عام 2005 ظهرت المجموعة في شكلها الجديد مع بداية ظهور الإلترات، وفي المغرب سنة 2009 انفتحت المجموعة على جميع مناصري الرجاء في المغرب وخارجه. الديربي بصافرات الحكام لعل أهم ما يميز الديربي المغربي عن باقي الديربيات العربية والإفريقية هو إيلاء الثقة في الحكام المغاربة لقيادة هذا اللقاء الهام، ما يجعله محافظا على خصوصيته المغربية على كل الأصعدة. وبالنبش في صفحات الديربي نجد أن 53 حكما حملوا صفارة تحكيم الديربي، واحد منهم فقط إسباني اسمه فرانكو وأدار أول مباراة ديربي في تاريخ الكرة المغربية خريف سنة 1957. ويبرز من بين أكثر الحكام إداراة لمبارايات الديربي الحكم المغربي عبد الكريم الزياني الذي قادها 9 مرات يليه كل من المرحوم سعيد بلقولة وعبد العالي الناصري اللذين حكما 7 ديربيات ثم حميد باحو وعبد الله العاشيري حكمين في خمس لقاءات وسليمان البرهمي حكما في أربع مناسبات. وفي يلي أسماء بعض الحكام الأكثر تحكيما في الديربي: محمد الكزاز: 3 مبارايات خليل الرويسي: 3 مبارايات سعيد الطاهري: مباراتان. ويحمل الديربي بعد المصادفات والمحطات الغريبة لبعض الحكام، من بينها انهزام الرجاء في لقاءات ديربي قادها الحكم خليل الرويسي طوال مشواره التحكيمي، ما جعله نذير شؤم بالنسبة لفريق الرجاء وأنصاره، ومنها أيضا مطالبة الحكم عبد الرحيم العرجون إعفاءه من تحكيم لقاءات الديربي عقب تعرضه إلى محاولة اعتداء من قبل مشجع ودادي خلال ديربي ذهاب ربع نهائي كأس العرش سنة 1998، والذي انتهى بتعادل الوداد 2-2 مع ضيفه الرجاء.