محسن الخنوسي بنفس حماس وتعبئة فريقي الوداد والرجاء، شرعت إلترا «الحمر» و»الخضر» في التحضير لمباراة الديربي، لأن مباراة المدرجات التي يتطلع إليها الجمهور تحولت إلى مباراة رفع الستار بين الفريقين، حيث يتبارى قاطنو الفيراج الشمالي مع غريمه التقليدي في الفيراج الجنوبي في إبداع أجمل التيفوات وأبلغ الرسائل النصية التي تزين موقع فريميجة أو المكانة. وإذا كانت إلترا الرجاء تعيش التعددية بوجود أربعة فصائل مناصرة يجمعها اللون الأخضر وتفرقها تفاصيل صغيرة، حيث تتعايش أربع إلترات تحت سقف بيت الرجاء، وهي غرين بويز التي تعتبر الإلترا الأم، و إلترا إيغلز الجناح الثوري وغرين غلادياتور المحاربون الخضر ثم إلترا درب السلطان، فإن مدرجات «الحمر» تدين للحزب الواحد، من خلال فصيل الوينرز بفدائييه الذين لطالما ناضلوا من أجل توحيد صوت المدرجات الشمالية. في نهاية الموسم الرياضي الماضي وخلال احتفالات الرجاويين بلقب البطولة، ظهرت أصوات تنادي بتوحيد إلترات الرجاء ودمجها في فصيل واحد، في ما يشبه التوحد والاندماج استنادا إلى القول المأثور الاتحاد قوة، إلا أن فكر الإلترا العالمي لا يمانع في تعدد الفصائل بل يعكس القول المأثور ويحوله إلى في التعدد قوة. اتفقت فصائل الإلترا الخضراء على اقتسام الأدوار، فأوكلت لغرين بويز مهمة تنشيط مدرجات الملعب خلال ديربي الذهاب، على أن تسند المهمة ذاتها لإيلترا إيغلز في مباراة الإياب، هذا التوافق لا يمنع من مد جسور التعاون بين الفصيلين وتقديم الدعم والمساندة اللوجستيكية على امتداد أيام تحضير التيفو. ويعتبر الغرين بويز (الأولاد الخضر) أول فصيل مغربي للمشجعين إذ يرجع تاريخ ميلاده ليونيو من سنة 2005، مسقط رأسه درب السلطان ومكان إقامته مدرجات المكانة، وهو يسعى منذ نشأته إلى الثورة على الأنماط التشجيعية التقليدية التي حولت المتفرج إلى مجرد مستهلك للفرجة لتحوله إلى صانع لها. دخل الأولاد في معسكر إعدادي لمباراة المدرجات، وسط حالة من التكتم، خوفا من تسرب مضامين التيفو والميساجات إلى الغريم «الوينرز»، بينما تقدمت بعض الفعاليات الرجاوية بأفكار تدعم جهود الإلترا، إذ دعا بعض الرجاويين الجمهور إلى إحضار بالونات كتب عليها رقم ثلاثة على أن تملأ فضاء المركب الرياضي ابتداء من الدقيقة الثالثة استحضارا لروح الفقيد زكريا الزروالي الذي حمل رقم ثلاثة قبل أن يرحل إلى الأبد. وناشد مجموعة من الرجاوين فصيل الغرين بويز بتفادي الميساجات التي تعيد إلى الأذهان قضية لاعب الوداد لمساسي وتدعو إلى تكريس ثقافة التسامح في المدرجات والابتعاد عن الإشارات ذات البعد الفضائحي. في الجهة المقابلة بدأ فدائيو الوداد في وضع خطة المعركة ضد خصم دائم في المدرجات الجنوبية، ولأن موعد الديربي يداهم الوينرز فإنهم أجلوا المعركة ضد المدرب دوكاستيل وقرروا المساندة المطلقة للفريق في مباراة استثنائية، وهم يستلهمون فكرة التيفو من الحمولة التاريخية للوداد كفريق للكفاح والمقاومة. تأسس فصيل الحمر في نوفمبر من سنة 2005، وهي سنة ميلاد الإلترات في المغرب، وظل منذ ذلك التاريخ حاضرا في مدرجات الملاعب المغربية والعربية، بشعاراته بأهازيجه بلافتاته بمواقفه أبرزها الموقف الرجولي في قضية معتقلي مطار قرطاج، وفي بعض الوقفات الاحتجاجية التي تحول المتفرج من مناصر إلى معني بالشأن الودادي. ولأن التيفو وجبة أساسية في مباريات الديربي بالخصوص، فإن الأيام القليلة ستعرف انتقال الفصائل الرجاوية من معسكر الإعدادي الخارجي، إلى مدرجات الملعب لوضع ثوابت التيفو وضبط إخراجه، طبعا تحت عيون الجهاز الأمني التي لا تنام خلال فترة الديربي.