لم تقم لها جنازة تليق بمقام سيدة أعطت الكثير.. إمرأة لم تكن لتمر في شوارع الدارالبيضاء، دون أن تثير انتباه المارة.. سيدة سمعت الشتائم وقاومت الاعتداءات ووقفت في وجه بعض المشردين الذين حاولوا استباحة جسدها.. إنها ماريس والكنهورست، حاضنة الكلاب والقطط التي فارقت الحياة أمس وسط حزن الجيران، الذين شاهدوا كيف تم حجز الكلاب الذين كانت تأويهم وترعاهم. ولأنه لم تقم لها جنازة تليق بمقامها وبإنسانيتها وهي تطارد بؤس التصرفات العنيفة لبعض العدائيين الذين يصادفونها، فقد اختار مغاربة أن يشعلوا الشموع أمام بيتها وأن يضعوا الورود، وداعا وكرامانا لإمرأة واجهت البشاعة والعنف وإهمال القطط والكلام البذيء بخطوات إنسانية أكثر من رائعة.. يكفي مشهد بناتها وأبنائها من القطط الذين وقفوا أمام بيتها، اعتقادا منهم أن السيدة التي كانت تطعمهم ستعود للاعتناء بهم.