وسط حشود الطبقة الشغيلة في عيدها الأممي اعتلى رئيس الحكومة عبد الإلاه بن كيران منصة درب السلطان وشرع في إلقاء كلمة لم تخل من قفشاتته المعهودة. بدأ بن كيران في مخاطبة الحضور وإذا به يسترجع معهم مجموعة من الوقائع جرت له مع عموم الناس والتي تقدم صورة عن علاقة المغاربة برئيس حكومتهم. وأعطى بنكيران مثالا بشخص جاء يشتكي من زوجته وخلافاته المستمرة معها، فما كان لبنكيران إلا أن سأل الرجل:"أشنو بغيتيني ندير ليك؟ وهل تريدني أن أضع كرسيا وطاولة لأحل لك وزوجتك مشاكلكما كلما وقع فيها جديد؟! فماكان من الرجل إلا أن أجابه:نعم.. دير شي حاجة..
ثم استطرد بن كيران في كلمته ليحكي واقعة جرت له بمعية زوجته، إذ كانا يغادران لتوهما حفلا رسميا، فإذا بأحد المتشردين يحاول تقبيله فتدخل حراس الأمن لإبعاد المتشرد الذي أخذ يصرخ:"وايلي بن كيران را ديالنا اصاحبي ولد الشعب.."
وقد أعطى بن كيران هذين المثالين ليؤكد أن من حواليه يحبونه لأنه شعبي ولأنه:"ولد الشعب" ولم يغير الاستوزار أي شيء من طبعه.
وقد استطاع بن كيران أن يمتص حماسة الطبقة الشغيلة تارة بمجاملتهم وتارات أخرى بقفشاته.
ويبقي السؤال: إلى متى سيلجأ عبد الإلاه بن كيران إلى "قفشاته" و"حسه الكوميدي" لامتصاص الضغط كلما وجد نفسه في مواجهة الاحتقان والاحتجاج؟
وفي المقابل تميز خروج الطبقة الشغيلة هذا اليوم بشعارات قوية منها ما هو مستنبط من الربيع العربي، ومنها ما يضرب في عمق الفساد، إذ تعالت شعارات من قبيل " الضرائب والرشوة..وجيب الشعب راه خوا" أو "علي صوتك يا مقهور وعلي صوتك يا محكور"..