قد أجازف وأشبه مسيرة ثامن مارس المقبلة بسابقة ذات يوم في سادس مارس، عندما خرج المغاربة والمغربيات يطالبون كوفي عنان بتحرير المحتجزين المدنيين في معسكرات تندوف، وتمت الاستجابة نسبيا، وساهمت شخصيا في تأسيس نجمتهم الخضراء، لست أناقش نبل المقاصد، ولا تماثل الشكل والإمكانيات المتاحة، ولكن يروقني أن ألفت الانتباه لاستجابة الأخوات المناضلات والديمقراطيات لمثل هاته النداءات، لست ضد هذه التعبئة ولا يهمني إن كانت صاعدة من أسفل « القواعد»، أو كانت نازلة من أعلى، ما يهم ألا تكون موسمية ويخفت بريقها بمجرد تلاشي صدى الشعارات، التي لا ينبغي أن تظل فئوية محضة، فمناسبة ثامن مارس تؤشر لانطلاق حركات نضالية نقابية مع شرارة رد الفعل على مجزرة جرت ذات يوم في دولة العم سام، وبذلك فهو يوم علينا أن نتذكر فيه شهيدات حركات التغيير والتحرر، وأنات وجراح ودموع أمهات الشهداء والمختطفين والمفقودين والمجهولي المصير، وتنك الزوجات والأخوات اللائي يخرجن منذ أواسط السبعينات للشوارع رافعات هاماتهن وصور ذويهن، وهن ينظرن إلى السماء، دون أن يعبأن بالكاميرات، وحناجرهن تصدح بمطلب الكشف عن المصائر والحقيقة وعدم النسيان، وهن سيشاركن في المسيرة المقبلة، دعما لمطالب مشروعة غير خصوصية وغير فئوية، لكن مقرونة بمطلب عدم تكرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في شموليتها وكونيتها، دون أن يتجاهلن أنه بمقدور الحكومة أن تشرع للمناصفة، ولكن الدولة وحدها القادرة على شرعنة الحقيقة والإنصاف، فهل من إرادة لتوسيع مربع النضال النسائي على قدر دائرة نور الأمل المنشود؟