دعا الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، إلى تفكيك الشعارات والدعاوي الكبيرة التي تجذب بها « داعش » الشباب وبيان ضلالاتهم وقبح انحرافهم وأنّهم وفق التعبير النبوي مارقون من الدين؛ وذلك بالنظر إلى المقاصد الشرعية الكبرى وهي حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، التي يقفون منها موقف المنتهك والمتعدّي والجاني. وأشار عبادي، الذي ألقى محاضرة في مؤسسة « طابة » بأبوظبي، في موضوع « التجربة المغربية في إعادة الخطاب الديني للمنهج الأصيل »، الى أن ّ هذه التجربة هي قصة عبور من هندسة فكرية إلى إعادة حالة مضطربة إلى نصابها ونظامها وأصالتها، يتجدد فيها خطاب لا ينفصل عن مقاصده وغاياته ومناهجه وبرامج »ه. ولدى تفصيله لما أسماها ب »الهندسة »، أوضح عبادي أنها سداسية الأبعاد، تبدأ بولاية الأمر التي من مهامها أن تكون حاسمة في إحلال السِّلم؛ ثم المجلس العلمي الأعلى الذي تفرع عنه مجالس علمية عديدة، والمعني بالإرشاد والفتوى: فالإرشاد وفق أصول مرعية جرى عليها العمل، والفتيا يقوم عليها المجلس العلمي للإفتاء حصرًا ويرأسه ولي الأمر لضمانة ألا تزيح عن سكّة الأصول المقررة. وأوضح الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن المجالس العلمية تشرف على تكوين مستدام للأئمة وتأهيلهم ضمن إطار خطة ميثاق العلماء. وتشرف هذه المجالس أيضًا على الدروس في المساجد حتى لا يصير حبلها على غاربها. وقد آل الأمر بالمجالس العلمية إلى الإشراف على جميع المعاهد الشرعية، وأنيط بها تجديد القرويين؛ ولها عناية بالنظر في السياق وتضاريسه، فقامت الدراسات السياقية وهي مستمرة، وقد اعتنت بالبعدَين الشرعي والواقعي ». وفي إطار هذه الهندسة الفريدة، يردف عبادي، أنيط بالرابطة المحمّدية للعلماء مهام جسام عبر 21 وحدة بحثية، منها وحدة لمكافحة التطرّف، ووحدات تعالج سلوكيات منحرفة شتى، وأخرى لبناء القدرات، وإعداد جيل متجانس من الباحثين والعلماء وفق دلائل تكوينية. ومن ذلك أيضًا وحدة « باللوح والقلم » التي تعتني بالأطفال وتجمع أبناء الأعيان بأبناء الملاجئ على بساط واحد؛ وقد أفادت هذه الوحدة ببرامجها المدروسة كثيرًا، فلديها 35,000 مقالة كتبها أطفال لأطفال. وفي ذلك حماية للنشء والأجيال من أن يجتالهم أهل الزيغ والضلال والأفكار المريضة والتطرّف ». وحضر هذه المحاضرة العلمية علماء، ومستشارون، وسفراء معتمدون، ودبلوماسيون، وباحثون، وإعلاميون، منهم علي الهاشمي، مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للشؤون الدينية والقضائية، ومستشار الشؤون الدينية لرئيس جمهورية الشيشان آدم شهيدوف، والشيخ أسامة الأزهري مستشار الشؤون الدينية لرئيس جمهورية مصر العربية، وخطيب جامع القرويين د. إدريس الفهري، ود. أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ووفد رفيع المستوى من المجمع الصوفي العام بالسودان.