هذا ما نشره ياسين مخلي رئيس نادي قضاة المغرب عن الأسباب التي منعته من الصويت في انتخابات المجلس الأعلى للقضاة الاخيرة.
لقد اخترت قبل 3 سنوات من الآن عدم التصويت في انتخابات المجلس الأعلى للقضاء ، وكانت مبرراتي آنذاك تتأسس بشكل كبير على عدم استطاعة المجلس في ضمان المساواة بين القضاة في تدبير وضعياتهم الفردية، وكذا عدم توفر أعضاء المجلس المنتخبين على القدرة لترجمة آمال وتطلعات القضاة .وبعد صدور نتائج انتخابات المجلس الأخيرة اتصلت بأحد أعضائه الذي طاله نفس المجلس وعزل بسبب تسريب نتائجه قبل مصادقة الجناب الشريف عليها ، والذي أكد لي أن خيار المقاطعة ليس بالخيار الصائب، لأنه وبكل تأكيد يفسح المجال لنجاح أعضاء غير قادرين على الدفاع على استقلال السلطة القضائية .
ظلت هذه الكلمات منذ ذلك الوقت وهي تلازم ذهني ، كما لازمته الرحلة التي قررت تنظيمها رفقة بعض الزملاء يوم انتخاب أعضاء المجلس الى منطقة تنغير وبومالن داداس للاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة ، بدل قطع مسافة تزيد عن ثلاثمائة كيلومترا ذهابا و ايابا لممارسة حق التصويت بالمدينة الحمراء ، فحتى صناديق الاقتراع أبت الا أن تبتعد عنا لتعرب لنا عن أسفها و تصيح بصوت مرتفع أنها لا تضمن لنا شيئا.
اليوم تأكد لي أن الرحلة الى بومالن داداس رفقة الأستاذ سعيد فطينة و طارق الحسناوي و أنس وقا، كانت أفضل من السفر عبر منعرجات تيشكة الخطيرة لوضع ورقة لن تساهم في تغيير واقع السلطة القضائية و القضاة .
و بعد الاعلان و نشر نتائج أشغال المجلس خلال دورته، الأخيرة اثم تنقيل زميلي الأستاذ سعيد فطينة من المحكمة الابتدائية بوزان الى محكمة الاستئناف بالحسيمة بعيدا عن زوجته التي تعمل في الرباط و ابنته الصغيرة ، بعدما قضى ست سنوات من العمل بالمحكمة الابتدائية بزاكورة .مثال الأستاذ سعيد فطينة ليس بالوحيد و الأوحد بل و الى جانبه يوجد العديد من الزملاء كالأستاذ الشرقي ،طهار و ابعوز و تباتي .... ، و على نقيض ذلك هناك من لم يتم تنقيله قط منذ بدء مساره القضائي .
لكل هذه الأسباب فقد كنت محقا في مقاطعة انتخابات المجلس الأعلى للقضاء، لأنني أرفض أن أكون مجرد ورقة للتصويت تنتهي وتموت بانتهاء الفرز، فاخترت الحياة