استطاعت الممثلة منى فتو كسب ود وتعاطف فئات عريضة من الجمهور بفضل أدائها الراقي للأدوار السينمائية التي تشارك فيها على الشاشة الصغيرة. وكسائر المشاهير تعرضت فتو، التي ترغب في أن تكون ملكة، للأقاويل والإشاعات، خصوصا بعد طلاقها من المخرج سعد الشرايبي، الذي تقول بأنها تزوجت به عن حب. لكن أجمل شيء في حياة الفنانة هو ابنها، الذي يبلغ الآن 14 سنة، والذي يمضي وقته بين زيارتها وزيارة والده. هكذا فتحت قلبها في حوار مع مجلة "hola". أنت اليوم أكثر استقرارا من أي وقت مضى، كيف تفسرين ذلك؟
هذا الاستقرار هو ثمرة عملي لسنوات طويلة، وحصيلة لحياتي الخاصة، واعتقاداتي الشخصية، وجميع الأشياء التي وهبتها ومنحتها لي الحياة، بما في ذلك ابني الذي يظل أجمل شيء حدث في حياتي، والذي يمنحني الأمل في المستقبل، كما أن هذا الاستقرار يعود ربما كذلك لسني، فأنا في الأربعين. أربعين سنة، السن الجميل؟ إنه سن الحكمة، والاستقرار، وتحقيق الذات. إنه السن الذي نستطيع خلاله، أخيرا، معرفة الأشياء التي لا نريدها. وهذا هو الأهم.
ما هي إذن الأمور التي لا تريدينها؟ لا أريد أن أعيش حياة سطحية، مليئة بالمظاهر، والقيل والقال، وأفكار الآخر. لا أريد أن أعيش حياة بدون حب.
أنت مطلقة، كيف عشت هذه التجربة؟
أردت أن يتم الأمر بكل بساطة في صمت وبكامل السرية، لكن الجانبين لم يكونا ينظران إلى الأمور بنفس الطريقة. لذلك جاء الطلاق مؤلما. لكن اليوم، انتهى الغضب وتم ترتيب كل شيء. كل ما يهمنا الآن هو الاستقرار النفسي لطفلنا.
تكلم الناس كثيرا عن طلاقك، هل كان لذلك أي تأثير عليك؟
كتبت عدة مقالات وكثرت الأقاويل حول ما كان قد قاله زوجي سعد، وحول ما كنت قد قلته أو لم أقله. كان هناك خلط كبير فيما قيل، وما لم يقل. ومن كل ذلك لم يحتفظ الناس سوى بالأشياء السلبية، وهو ما أذكى الخلافات وجعل العلاقة التي كانت تتدهور أكثر ألما، لكنني أعتقد أن الطلاق ليس شيئا سيئا في حد ذاته. عندما ينتهي الحب فمن الأفضل إنهاء العلاقة بدل الاستمرار فيها لمسايرة النفاق الاجتماعي.
هل هي إذن نهاية علاقة بسبب عدم تلاؤم بين طباع الشخصيات؟
كان لدى كل منا شخصية قوية، وبدون شك كان هناك نوع من غياب التفاهم، لكن الأزواج يمكن أن تكون لهم طباع مختلفة، والاستمرار في العيش تحت سقف واحد. لكن بدون حب، يصعب الأمر كثيرا.
ما هو تعريفكم لهذا الحب الذي تتكلمين عنه؟
يمكنني مقارنته بالنفس السماوي. إنه تركيبة كيميائية تجمع بين شخصين لا يمكننا أبدا تفسيرها.
هل استمرار الحب يعتمد على رغبة الطرفين؟
لأجل استمرار لهيب الشعلة واستمرار الحب ينبغي بذل الجهد، لكن ذلك لا يعني بأنك ستظفر بالحب. في بعض الأحيان نكون مغرمين، ونصبح غير قادرين على تحمل العيش مع الشخص الذي نتقاسم معه حياتنا.
رزقت بولد من خلال زواجك بالمخرج سعد الشرايبي، أي نوع من الأمهات أنت؟
في البدء، كنت ما يسمونه «الأم الدجاجة». لكي أسعد الجميع، توقفت عن ذلك اليوم (ضاحكة). اليوم الذي رزقت فيه بابني، أحسست بأنني حققت ذاتي. كان ذلك الإحساس قويا لدرجة تفوق هذا الشعور على جميع الأشياء التي أحسست بها خلال نجاحاتي المهنية، والجوائز التي حصدتها، وحتى الحب، لكنني كنت أما تبرز بطريقة غير صحيحة حبها الكبير لابنها. كنت أحاول حمايته أكثر من اللازم، وكنت أقلق عليه كثيرا. ومع مرور الزمن وحصولي على الطلاق تغيرت أشياء كثيرة. كان علي أن أقبل بحضانة مشتركة طلب ابني الحصول عليها شخصيا. ومنذ كان سنه سبعة أعوام تعلمت كيف أحبه دون أن أخنقه. أحترم حياته الخاصة، واستقلال شخصيته وحريته الضامنة للتوازن في حياتنا. أرى ابني أسبوعا بعد مرور كل أسبوعين.... ماذا تحبين له أن يكون؟
صريح، وعادل، وسعيد.
ما هي أسعد اللحظات التي مررت بها خلال حياتك كلها؟
كانت حياتي دائما تغمرها بعض اللحظات السعيدة، لكنني على علم جيد بأنها لا تعدو كونها لحظات عابرة، ويمكنني القول إنني الآن أكثر طمأنينة من أي وقت مضى. وأظن أن هذا الوضع أفضل من لحظات سعادة تمر بسرعة. ما عدا ذلك فأنا أشعر بالسعادة كلما أقع في حب أحدهم. تلك هي اللحظات القوية المليئة بالسعادة، لكن الحياة مليئة كذلك باللحظات الصغيرة التي تملأها السعادة، مثل الضحك مع الأصدقاء. أو مع ابني عندما نلعب سويا في بعض الأحيان... تلك هي اللحظات السعيدة الصغيرة والضرورية للوجود.
ما هي آخر مرة ذرفت فيها عيناك الدموع، وما هو السبب؟
كان ذلك بعد فشل علاقة غرامية، وكما قال خليل جبران «ما يجعلك سعيدا، يجعلك تعيسا».
ما هو أغلى شيء تملكينه؟ كرامتي. لقد تربيت في أحضان أب، فارق الحياة اليوم، علمنا أن نحافظ على كرامتنا مهما حدث. وأمي كذلك كانت امرأة جد فخورة. كانت دائما تحب ترديد المثل العربي الذي يقول «قليل من الكرامة يمكن أن يجعلك تعيش سنة». أظن أن الكرامة يمكن أن تساعدنا في تجاوز كل العقبات.
أين ترعرعت؟
في مدينة الرباط. في أحضان أسرة تضم أختا وأخوين. كنت الطفلة البكر. كانت عائلتي تريد ولد في محلي. سنة بعد ولادتي جاء للوجود.
أي نوع من البنات كنت في السابق؟
كنت فتاة صغيرة لا تجلب المشاكل، ولم تكن تقع طريحة الفراش بسبب المرض. كما كنت أحصل على نقط جيدة في المدرسة، وبما أنني كنت أحسن التصرف، كانت عائلتي تظن بأنني في حاجة إلى اهتمام أقل من الآخرين. لذلك كان علي أن أفرض نفسي. ساهم ذلك الأمر في رسم ملامح شخصيتي. وبدون أدنى شك، فقد أردت أن أصبح ممثلة لهذا السبب بالذات. كنت أريد أن ينتبه الآخرون إلى وجودي، وأن يهتموا بي. ولهذا السبب اخترت هذه المهنة المتعبة.
ما هي الأمور الصعبة في مهنة التمثيل؟
التمثيل مهنة المخاطر المتعددة، وهي مهنة خالية كذلك من الضمانات. ينبغي على الممثل أن يحارب. عندما تكونين ممثلة، تحصلين نوعا ما على بعض الامتيازات، خصوصا إذا كنت شابة وجميلة، لكننا نظل عرضة للتحرش. يجب علينا معرفة ما نريد، والإصرار على تحقيق أهدافنا دون إظهار ذلك، كما أن التمثيل مهنة تقل فيها فرص العمل، واقتراحات الأدوار الهامة.
ماذا تفعلين خلال الوقت الميت بين فترات التصوير، إن كان بمقدورنا تسميتها كذلك؟ مررت بلحظات عصيبة خلال إحدى الفترات لأنني كنت أتوقع الكثير من هذه المهنة في المغرب. كنت أتصور أنني سأشارك في العديد من الأفلام. فقدت جميع تلك الأفكار الخاطئة، وتعلمت أنه ينبغي فعل شيء آخر في انتظار ظهور دور جيد. فالأدوار السيئة دائما موجودة. يمكنني أن أشتغل طول الوقت إن قبلت بتلك الأدوار، لكنني أريد دائما اختيار أدواري. خارج أوقات التمثيل، أهتم بنفسي، وأمارس الرياضة، وأقوم بالرقص، وأسافر، وأقوم برؤية أصدقائي، وأطالع، كما أذهب لرؤية عروض اللوحات الفنية... وفوق كل شيء أهتم بابني.
ما الذي يجلبه لك الرقص؟
أنا أمارس الرقص الشرقي. تلك الممارسة تحررني كثيرا، ويمكنني الرقص من استعادة الثقة في نفسي، وفي جسدي، ومن التعبير عن نفسي، وتحريرها.
ما هو الدور الذي تحلمين بتقمصه؟
توقفت عن الحلم بالدور المثالي بالنسبة إلي، لأنني سأقوم بتقمصه. لطالما رغبت في تقمص دور تاريخي. كما أن أحد الأدوار التي جعلتني أحلم بالسينما هو دور كليوباترا. الممثلة إليزابيث تايلور أتقنت ذلك الدور. إنها مدهشة، وتلهمني كثيرا. حلمي في تجسيد دور تاريخي سيتحقق من خلال الشخصية التاريخية المغربية، زينب، وردة أعمارت، المستلهمة من كتاب زكية داوود، والذي ستتولى إخراجه فريدة بورقية. إنها أول مرة يتم فيها التطرق لمثل هذه المواضيع بالمغرب. الأمر المثير في هذه الشخصية التي تنتمي إلى القرن الحادي عشر هو أنه يمكنها أن تعيش اليوم بيننا.
إنها امرأة متسلطة وفي الآن نفسه عاشقة، أي من الخصلتين أقرب أكثر منك؟
الاثنتان معا. في بعض الأحيان أقول مع نفسي إنني في حياة أخرى سأرغب في أن أكون ملكة (ضاحكة). إنها امرأة تعجبني كثيرا. كانت جميلة، وذكية، وسابقة لزمانها، كما كانت كذلك مخططة بارعة، حيث كانت تقدم المشورة ليوسف بن تاشفين الذي كانت زوجته الرابعة.
هل لديك أية شخصيات نموذجية في حياتك؟
أولا أمي، وبعض الأصدقاء والفنانين... وبعض أقاربي. وفي كل شخص، هناك دائما شيء يروق لي. أنا على ثقة تامة بأنهم هم من جعلوني ما أنا عليه اليوم، وهم من ساهموا في استقراري. ليست لدي نماذج محددة لأنني لا أحبذ فكرة جعل الأشخاص مثاليين. كل واحد منا لديه نقط ضعفه. يمكنني أن أعجب ببعض الطباع، كما أحب الاستماع للآخرين، ومحاولة فهم التعقيد الإنساني. هذا هو ما يساعدني على تطوير شخصيتي والمضي إلى الأمام.
ما هو المجال الذي يشبه كثيرا طباعك الشخصية؟
البحر بدون شك. كنت أقول مع نفسي إن تمكنت من عيش حياة أخرى فسأرغب في أن أكون سمكة (ضاحكة). عندما أحس بأنني لست بخير، يساعدني البحر على التخفيف من آهاتي. لكن ما أحبه أكثر هو السباحة تحت الماء. أحس بأنني ضمن عالمي. ذلك مدهش.
ما هي الفترة اليومية المفضلة لديك؟
إنها اللحظة التي أتمدد فيها فوق أريكتي لأشاهد فيلما جيدا أو لقراءة أحد الكتب الجيدة بعد قضاء يوم استطعت خلاله إنجاز ما كنت قد خططت للقيام به. مثل تلك اللحظات تشعرني بالسعادة.
من أين تحصلين على الطاقة والحيوية؟
من خلال الضحك، وسعادة العيش والأشياء التي أؤمن بها. من طبيعتي أن أكون متفائلة. كما أنني على ثقة تامة بأن الطاقة الإيجابية تجلب الأمور الإيجابية. وأحاول كذلك أن أجعل الأشياء المؤلمة والحزينة أكثر إيجابية. جملتي المفضلة هي «الغد هو يوم آخر». لأن الأيام لا تتشابه مع بعضها البعض. ذلك هو الجانب السحري من الحياة، إنها تفاجئنا طول الوقت.
ما هي الحياة الحقيقية بالنسبة إليك؟
هي التي نكون فيها محاطين بالأشخاص الذين نحبهم، دون الاكتراث بالمكان الذي نوجد به والأشياء التي نملكها.
ما هي الأشياء التي تنقصك اليوم؟
الحب. رجل في حياتي أحبه. أنا لا أبحث الآن عن أي أحد. أنا امرأة رومانسية حتى النخاع، ولن أتخلى عن ذلك. لا أعتقد أن الحب يخضع للحسابات. إنه يسقط من الأعلى. لكنني في بعض الأحيان أقول إن الحب هو بداخلنا، وإذا كان بمقدورنا أن نحب فسنجلب الحب في نهاية المطاف.
ما هو تعريفك لفن العيش؟
إنه القدرة على فعل أشياء كثيرة من خلال وسائل قليلة. كما أنه الرقة، واحترام الآخر.
ما هي الأشياء التي لا تحبين أن يقولها الناس حولك؟
لا أقيم أي اعتبار للأشياء التي يمكن أن تقال عني. أنا شخصية معروفة لدى العموم، وأنا أعي جيدا أن الناس سيتحدثون عني. أحاول أن أتفادى تلك الأقاويل وهذا ما أفعله. أقوم بمجهود شخصي لكي أنجح في ذلك، لكن الشيء الذي يؤلمني كثيرا هو تفكير الأشخاص الذين أحبهم في أشياء حولي عارية من الصحة.
هل أنت هي نفس المرأة التي أردت أن تكوني؟
نعم بالتأكيد. لا أريد أن أغير أي شيء في ذلك. أنا محظوظة لكوني أنعم بصحة جيدة، ولممارستي للمهنة التي أحب، كما أنني كنت محظوظة حين تزوجت عن حب، وحظيت بطفل هو ثمرة لذلك الحب. وسعيدة لأنني محاطة بالأشخاص الذين يحبونني، والذين أحبهم، والذين اخترتهم بنفسي.
هل تؤمنين بالخرافات؟
لا، من الأكيد لا. أنا أؤمن بالخالق. ذلك يكفي بالنسبة إلي.
هل يرافقك ذلك الإيمان في حياتك اليومية؟
أنا أقوم بجميع العبادات، وأحاول أن أفتح قلبي للإيمان من خلال محاولتي تجاوز جميع الأمور السلبية، وجميع الضغائن والأحقاد. أحاول أن أحسن شخصيتي يوميا لكي أكون امرأة صالحة، وأفعل ذلك للتوصل إلى سلم داخلي...
ما هو برجك؟ برج القوس. أصحاب هذا البرج معروفون بالعناد، والتصلب، والوفاء، وحب المغامرة، وتحدي الصعاب...