قالت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إن الدعوى التي رفعها زوجها ضد صحيفة «لونوفيل أوبسرفاتور» ليست ضد مؤسسة صحفية طبعا، بل هي ضد «وسائل التضليل الجديدة». وأضافت أن المجلة المذكورة وقعت بذلك دخولها عالم صحافة النميمة. وأكدت أن السياسة تبعث على أفعال بدائية بينما تبعث الصورة والفن على أفعال أكثر حساسية ونعومة وتحضرا - لكن، لديك ألبوم يجب أن تكمليه... < نعم، أنا منغمسة في العمل حاليا، وأنا متمسكة جدا بهذا الألبوم، وقد التزمت مع نفسي بأن أخرجه إلى الوجود. - هل هناك جولة غنائية؟ < لم أبرمج أية جولة، تماما مثل الألبومين السابقين، بل كانت هناك بعض السهرات التي أحييتها في باريس. - وماذا عن ترويج الألبوم؟ < سأحاول التركيز على العمل حتى يصدر هذا الألبوم في أفضل حلة ممكنة، هذا كل ما أستطيع فعله. وأنا أعي أن استقبال هذا الألبوم لن يكون بمنأى عن الظروف الراهنة وعن وضعي الجديد. - ألم تمنعك حياتك الخاصة من الكتابة والتلحين على النحو الذي كنت تريدينه؟ < على العكس، هذا أثار حماسي، وذلك بلا شك لأنني أعيش حالة حب. هذا يعطي الحرارة لما أكتبه كما يعطيني المادة التي أكتب عنها. هناك أغان كانت وليدة لحظة، وهناك أغان احتاجت إلى جهد أكبر. عندما نكون مغرمين فإن الأغاني غالبا ما تكون وليدة اللحظة، ليس بالضرورة في ما تحكيه ولكن في الإحساس الذي تحمله. - هل سيكون هذا الألبوم مربحا؟ < لا أعرف ما إذا كان هذا الألبوم سيلاقي نجاحا، لكنني أعرف أنني لن أراكم الامتيازات، فحياتي ملأى بها منذ زمن. أن تكون المرأة زوجة الرئيس هو امتياز كبير، حيث يتكفل الآخرون بتدبير حياتك والجميع يهتم بك. أنا أنتمي إلى أسرة مرموقة، وقد سبق لي أن شغلت وظيفتين مرموقتين، ونجح ألبومي الأول نجاحا مدويا، ومن الطبيعي أن تتقاضى دار الإنتاج الخاصة بي ومدير أعمالي ومنتجي الخاص أجورهم. بالنسبة إلى الباقي، فقد كنت دائما أشعر بأنني محظوظة، كما شعرت دائما بأنني معنية بالمتاعب التي جنبني القدر إياها. سوف أتبرع بجميع عائدات هذا الألبوم، لا أعرف بعد لأية قضية سأتبرع، لكن هناك خيارات كثيرة، لأن المعاناة موجودة في كل مكان. أنا أعمل منذ كنت في سن الثامنة عشرة وأحب أن أكسب عيشي بمجهودي رغم أنني لم أعان أبدا الحاجة، غير أنني لا أحب أن أراكم الامتيازات. - هل ستعلقين نشاطك كمغنية بعد صدور الألبوم القادم؟ < لن أحرم نفسي من كتابة الأغاني والتلحين غير أنني وإلى غاية انتهاء ولاية زوجي، فإنني بالتأكيد لن أسجل أي ألبوم جديد، أما بعد ذلك، فسأفكر في الأمر. - هل تقيمين الآن في قصر الإيليزيه؟ < شقة قصر الإيليزيه هي مكان إنساني دافئ، هي بمثابة صدفة تضمنا. غير أن الرئيس يحب أن يأتي إلى بيتي وأنا أيضا أحب أن أكون في بيته، لذا فنحن سنحافظ على حياتنا كما هي، سنكون هنا وهناك في الوقت نفسه. - هل تشعرين في قصر الإيليزيه بثقل الجمهورية؟ < إنه مكان ساحر، مشيد وسط حديقة رائعة، على بعد خطوات من «ليطوال»، وبه عدد من الأشخاص اللطفاء والمحترفين الذين يهتمون بي. إذا كان هذا هو ثقل الجمهورية، فهذا ليس شيئا لا يحتمل. إنه ثقل يخفف أعباء الحياة. أشعر أحيانا بالذنب، لأنه إذا كان نيكولا بحاجة إلى أن يكون محاطا بالناس بهذا الشكل لكي يعمل بشكل أفضل، فالأمر ليس كذلك بالنسبة إلي. - هل ستصبحين فرنسية بموجب زواجك؟ < نعم، كما كانت جدتي لأمي، روني بلانش التي ولدت في سانت إيتيان. سأغير جواز سفري، لكني لن أغير هويتي. وعموما، فأنا أوربية، وأومن بأوربا. لقد ولدت في منطقة بيمونت، أنحدر من الشمال، قرب جنوب بلدكم، نحن نتقاسم نفس السلسلة الجبلية. اللغة الفرنسية هي لغة شعر وموسيقى أحببتها منذ طفولتي، وشعرائي المفضلين هم شعراء فرنسيون رغم أنني أحب أيضا بافيس وليوباردي ودانتي وباسوا وباسوليني وييتس وديكينسون وأودن ونيرودا وجوته وشكسبير، وأحب كثيرا بودلير وريمبو وفيرلين وإلوار وشار وأراكون ونيرفال، فنيرفال هو الجمال الجنوني. - هل هناك وجوه سياسية تنال إعجابك؟ < لست متضلعة في هذا الموضوع لكي أقول لك أشياء غير تلك الحقائق المسلم بها، أنا معجبة مثلا بشارل دوغول بسبب مجهوداته زمن الحرب، وفرانسوا ميتيران لإلغائه عقوبة الإعدام، ووينستون تشرتشل لشجاعته وروحه المرحة، وكينيدي... أحب أيضا نيلسون مانديلا بسبب معاناته من أجل الآخرين، وأنا معجبة أيضا بنيكولا. - عندما كنت تلميذة صغيرة في المدرسة بإيطاليا هل كانوا يقولون لك إن نابوليون كان مستبدا ومتوحشا؟ < كلا، لقد قالوا لي إنه إيطالي أخطأ بلده... - هل سيكون سفرك الرسمي الأول في اتجاه لندن؟ < بلا شك. - هل ستقابلين الملكة؟ < سيكون أمرا رائعا. - هل أنت متخوفة من البروتوكول ومن المراسيم الملكية؟ < أنا أخاف دائما من الأشياء التي لا أعرفها، لكنني أيضا فضولية لمعرفة التقاليد الملكية. تأسرني الأشياء الجديدة سواء تعلقت بالبروتوكول أو غيره، أشعر بالفضول لمعرفة أناس جدد ولعيش تجارب جديدة، أحب مراكمة الذكريات، وهذه هي الطريقة التي أعتمدها لأكتب الأغاني. - لقد عبرت أثناء حياتك المهنية عن بعض الآراء، آخرها رأيك في ما يتعلق بفحص الحمض النووي الريبوزي (أ.دي.إن) بالنسبة إلى المهاجرين، والذي جعلهم يصنفونك في اليسار، هل ستغيرين آراءك لتتبني آراء زوجك؟ < لم أغير رأيي في ما يتعلق بفحص الحمض النووي، لكن يمكنني أن أتحدث في الأمر مع نيكولا الذي يحب الحوار والمعارضة، نيكولا ليس رجلا متصلبا. وهذه ليست الفكرة التي كانت لدي عن رئيس الجمهورية، كنت أتصوره عبارة عن كتلة من المسلمات التي لا يمكن مناقشتها. - ألا يشبه الصورة التي كنت تحملينها عنه قبل لقائه؟ < الحقيقة أنني لم أكن قد كونت فكرة معينة عنه كرجل، لكني كنت أشعر ببساطة بشحنة من الشجاعة والطاقة التي تنبعث منه، لقد اكتشفت مرونة تفكيره التي جاءت ربما من كونه واثقا من هويته ومن قيمه، لهذا فهو مرن قادر على تغيير آرائه، فكلما قلت معرفتنا بهويتنا كنا دغمائيين أكثر ومتشددين. فما كنت لأتزوج رجلا لا يسمح لي بالتفكير بحرية، والحديث بحرية وبأن أكون أنا. إنه لا يترك لي فقط الحرية لكي أتصرف كما أريد، لكنه أيضا يشجعني. ورغم أنني عاطفية، أقول أشياء أحسها أكثر مما أفكر فيها، فإنه يعيرني اهتماما كبيرا. وكامرأة، فهذا الاهتمام هو أكثر شيء جذبني نحوه، لأنه، في المكانة التي هو فيها، كان من الممكن أن يكون غير ما هو عليه. إنه رجل نشيط لا يمكنه إلا أن يتقدم إلى الأمام، الحياة معه تأخذك دائما إلى مكان ما، وهي بالتأكيد ستكون أفضل بعد انتهاء فترة ولايته، إنه رجل فريد من نوعه. - ماذا تقصدين؟ < إنه يخطئ مثل كل البشر لكنه يمتلك شجاعة الاعتراف. - يحب أن يكون ملفتا للانتباه؟ < بلا شك، لكن ما هو مؤكد هو أن ذلك ليس اعتباطيا. إنها مسألة يتقاسمها مع فرانسوا ميتيران، وهو معاد للفساد، وهو ما يتشارك فيه مع بيير مينديس فرانس. - رغم أن للظروف الاقتصادية وأزمة القدرة الشرائية دورا كبيرا في تدني شعبية الرئيس، فإن المحللين يقولون أن وجودك إلى جانبه ساهم في تكوين هذا الرأي السلبي عن الرئيس. كيف تردين؟ < لا أعتقد أن سعادة رجل ما تؤثر سلبا على فعالية أدائه. أتمنى أن أكون سببا في سعادة نيكولا، أعتقد أن استعراض هذه السعادة أمام الناس هو ما يؤثر على صورته. لقد أعطينا معا، وأنا نادمة على ذلك، صورة حياة، تقريبا، عادية تتضمن بعض المتع. هي لم تكن غير ساعات من العطلة لكنها دامت أسابيع وشهورا بسبب الصور. الناس يعتبرون أن عمل الرئيس يجب أن يدوم أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين، ورغم أنني أؤكد أن هذا ما يحدث، فإنه في حاجة ماسة إلى فسحة ولو صغيرة جدا من العيش العادي مثلنا جميعا. ما يدهشني، أنا التي أرى الأمور عن قرب، هو التقابل بين وقت الفراغ القليل المتاح له وبين الضغط الفضائحي الذي يثيره ذلك. لهذا فإن بعض الجرائد «الجادة» أصبحت تخلط بيني وبين القدرة الشرائية. - شخصيتك ومسارك وصورتك ليست شيئا بلا دلالة، ولا يمكن ألا يهتم بك الرأي العام... < أنا أفهم أن الناس يهتمون بي وقلقون حول من أكون، خاصة مع البورتريهات الغريبة والمريعة أحيانا التي يرسمونها عني، لكني أريد أن أطمئن الفرنسيين، أنا أبلغ من العمر أربعين سنة وأنا امرأة عادية، جدية، واعية، بسيطة رغم أنني أتمتع بامتيازات، ومخلصة. أنا أم لطفل صغير، وأكتب أغاني. وأنا زوجة لرئيسهم منذ حوالي أسبوعين. لو قدر لي أن أعيش مرة أخرى فإنني سأعيش حياتي كما عشتها وعلى نفس النحو. وكما تقول الأغنية «لست نادمة على شيء». لقد أحببت كوني عارضة أزياء، وأحببت كوني مغنية، إنها مهنة ممتعة، إنها لمسة حنان في حين أن مهنة زوجي هي مثل اللكمة. أنا فخورة بعملي بوجودي، كما أنني فخورة بزواجي من نيكولا، وفخورة أيضا بكوني سيدة فرنسا الأولى، وسأفعل أقصى ما يمكن فعله لأكون عند حسن الظن. عن «ليكسبريس»