رغم دخولها الى الاليزي كارلا بروني السيدة الأولى لفرنسا تبقى وفية للأغنية الرومانسية ارتباط كارلا بروني ساركوزي بالأغنية والكلمة الرقيقة يصل الى مستوى القضية بالنسبة لها،تحملها في دمها مهما بلغت من الدرجات في سلالم السلطة.وخبر دخولها في تجربة فنية أخرى باطلاق ألبوم لها خلال العشرية الأخيرة من شهر يوليوز،جاء ليؤكد مثل هذا الاستنتاج.فالسيدة الأولى لفرنسا أعدت ألبوما جديدا لم يكشف بعد عن عنوانه،من الواضح أنه سيتغنى بالحب كموضوعة أساسية في محتوياته. "" وكتبت أغاني هذا الألبوم قبل سنتين،و95 في المائة منها خطت كلماتها،قبل لقائها بالرئيس ساركوزي،الا هذا لا يمنع من أن تتحرك الألسن لإعطاء تفسيرات لهذه الأغنية أوتلك،وسوف لن يتردد الكثيرون باحالة مضامينها على زوجها نيكولا ساركوزي.وتعي السيدة الأولى لفرنسا،كما أشارت في مناسبة سالفة،صعوبة التوفيق بين مهمتها كسيدة أولى للبلد،وعلاقتها الخاصة بالفن والكتابة الرومانسية. وكانت كارلا بروني دخلت تجربة الغناء بعد مشوار مهني في عرض الأزياء،واستطاعت في ظرف وجيز أن تكون لها بصمتها على الأغنية الفرنسية،حيث تتميز بأداء مرهف لكمات شاعرية بقلم له حساسيته الخاصة،مما يعطي لقطعها انسجاما متميزا بين الكلمة والصوت،اضافة الى اللحن،إذ تبدع كذلك بأناملها الرقيقة معزوفاتها على أوتار القيتار. وتزوجت كلارا من الرئيس الفرنسي بعد ثلاثة أشهر من لقائهما،الذي مهد له عشاء عادي عند أحد أصدقاء نيكولا ساركوزي.ولكلارا طفل واحد من علاقة سابقة لها بفيلسوف فرنسي،فيما شريك حياتها أب لثلاثة أبناء،اثنان منهما من زواجها الأول والثالث مع سيسيليا.وكانت علاقتهما عرضة لموجة صحفية انخرطت فيها الصحف والمجلات الجادة كذلك،خصوصا بعد أن تعمد الاثنان اطلاع العموم على ارتباطهما اثر زيارة قاما بها الى حديقة الألعاب المعروفة بباريس "ديزني لاند". وكان الرئيس الفرنسي دخل في مناوشات مع الصحافة الفرنسية،ودخلت معه على الخط رفيقة حياته كلارا بروني،اثر نشرها على صفحات لموند رسالة مفتوحة عنونتها ب "كفى من الوشاية الكاذبة"،في رد صريح ومباشر على مراسلة تلقتها من الصحافي ورئيس تحرير موقع الابسرفاتور على الانترنيت،اعتذر فيها لزوجة الرئيس بعد نشر الموقع لخبر،قبل أيام قليلة من زواجها من ساركوزي،يفيد أن سيد الاليزي قد أرسل "ميساجا" الى زوجته السابقة سيسيليا،وعدها فيه "بالغاء كل شيء ان عادت اليه". "أتأسف أني لم أقس حينها الى أي حد يمكن أن يسبب لكن(بضم الكاف) المنشور جرحا"،كتب ايري روتيي في الثاني عشر من الشهر الجاري،بنبل اعلامي،معتقدا أن المبادرة التي سلك ستحافظ على طابعها الخاص.لكن وان بدا أن كلارا بروني تقبلت "المصالحة" مع صحيفة لنوفيل ابسرفاتور،عندما أقرت بسحب الدعوة التي رفعها زوجها ضد المجلة المذكورة،فانها وجدتها،في نفس الان،طريقة مثلى لرد الصفعة بأكثر منها،وانبرت في اعطاء دروس صحفية في الاخلاق المهنية،للمجلة المذكورة ومعها رئيس تحريرها. "قضية الايسميس طويت،زوجي سحب الدعوة ضد نوفيل ابسرفاتور بعد توصلي بطلب سماح من ايري روتيي" قالت السيدة الاولى لفرنسا."لقد خانت لنوفيل ابسرفتور ميثاق الشرف..."،تضيف زوجة الرئيس،كما أعابت،بنوع من الاستصغار للجهة المعنية،غياب لغة التحري لديها،وفي نفس السياق توضح حزم نيكولا ساركوزي مع هذا النوع من الكتابات،"في الحقيقة روتيي لم يتصور أن زوجي سيرفع دعوة ضد المجلة...وشعر أنه حر يكتب كل ماسمعه أو تبادر الى ذهنه". وفي المقابل ترفض كلارا أن يقال عن زوجها أن له عداء ضد حرية الصحافة،وتعطي مثالا بموقفه من الرسومات الكاريكاتورية التي أساءت للرسول(ص)."كذب زوجي لا يهاجم حرية الصحافة التي يدافع عنها بقوة،ونتدكر في هذا الصدد،قضية الرسومات الكاريكاتورية للرسول على شارل ايبدو(الصحيفة الفرنسية التي أعادت نشر الرسومات)"،في رد على ما نشره رئيس تحرير المجلة،حيث سبق أن أشار الى أن "العنف وضخامة رد فعل السلطة يبين أن ساركوزي بحث عن ذريعة لترهيب كل الصحافيين،عن طريق لنوفيل ابسرفاتور". وانجلت حقيقة،وقتها،مفادها ان السيدة الاولى لفرنسا،كامرأة قبل كل شيء،شعرت بكونها اصيبت في كبريائها،وجر الصحافيين الى المحاكم و"تسخسيخ" القضاء تقليد غريب على المجتمعات الديمقراطية،وسوف يزيد في تأزيم شعبية زوجها،علما أن دعوة الرئيس الفرنسي اعتبرت سابقة في الجمهورية الفرنسية،بل أن هناك من ظل يتحدث عن حرب فتحت بين نيكولا ساركوزي و الصحافيين،وكانت العودة الى الصحافة لمقارعة الحجة بالحجة،ومحاولة هذه الجهة او تلك اقناع الرأي العام بصدقية افكاره،سبيل لطي قضية بعيدا عن اعين القضاة.