لولا الدعم الذي يتلقاه نبيل بنعبد الله وحزبه من عبد الإله بنكيران وحزبه العدالة والتنمية لسقط التقدم والاشتراكية، كيف؟ جزء من الحرب التي وقعت أطوارها بين شباط وبنكيران كان نبيل بنعبد الله حلقة أساسية فيها، وشباط الذي وصل لقيادة الحزب بعد اقتلاع آل الفاسي من الزعامة التاريخية للحزب، حاول الضغط على بنكيران للحصول على مقاعد وزارية مناسبة لحجم المقاعد البرلمانية التي حصل عليها في الانتخابات التشريعية الاخيرة. حصل حزب الاستقلال على ستين برلمانية وستة وزراء، وحصل التقدم والاشتراكية على 23 برلمانيا ولديه أربع وزراء، والفرق في المقاعد البرلمانية يوضح الشرخ الحاصل في تناسبية الحقاىب الوزارية، لكن بنكيران كان له رأي آخر، وأصر على عدم المساس بحقاىب التقدم والاشتراكية، ولذلك طلب يوما من شباط تسليمه بأسماء الوزراء الذين يريد تغييرهم من الحكومة، طبعا وزراء حزب الاستقلال فقط، مثلما دعم حزب الاستقلال التقدم والاشتراكية في الانتخابات الجزئية الأخيرة للحفاظ على فريقه البرلماني من الضياع. ولذلك، يضغط اليوم نبيل بنعبد الله، بكل قوته، لعدم المس بالحقائب الوزارية، في سياق تشكيل الأغلبية الحكومية الجديدة، بل إنه أبلغ رئيس الحكومة بهذا الموضوع. واليوم أيضا ستجتمع لجنة العدل والتشريع بالغرفة الأولى من البرلمان للحسم في بعض نقط النظام الداخلي، ومنها الحد الأدنى المكون للفرق النيابية، والبيجيدي مرة أخرى يضغط لحصر العدد في 15 عضوا فقط، علما أن عددا من الفرق تصر على الرفع من هذا العدد حتى تتشكل أقطاب برلمانية قوية، مثلما كانت تطالب بالرفع من العتبة في الانتخابات التشريعية لتشكيل أقطاب سياسية واضحة، فتخيلوا لو رفع بنكيران وحزبه، الدعم عن بنعبد الله وحزبه؟