خروج جديد ومثير للقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، عبد الحكيم بنشماس، خلال ترأسه للجمع العام التأسيسي للهيئة الجهوية للمنتخبين بفاس، مؤخرا، حيث فجر قنبلة من العيار الثقيل تعود إلى مرحلة ما قبل الانتخابات السابقة لأوانها في 25 نونبر 2011، وهو يعلن بأن «حزب الجرار» أخلى الساحة لحزب العدالة التنمية حتى لا يتلاعب بمستقبل المغرب غداة هبوب رياح الربيع العربي. وقال بنشماس إن «حزب الأصالة والمعاصرة كان في استطاعته أن يكتسح نتائج الانتخابات التشريعية التي أعقبت دستور فاتح يوليوز، وأن حصوله على المرتبة الأولى كان متوقعا بشكل كبير، لكننا أخذنا حينها قرارا سياسيا يقضي بتقليص حضورنا في الساحة السياسية». وأضاف القيادي ورئيس برلمان «البام» وهو يخاطب أعضاء حزبه بحضور عدد من أعضاء المكتب السياسي، «سأكشف لكم سرا بحكم أنني كنت على اطلاع بما راج في المطبخ الداخلي لحزب الأصالة والمعاصرة خلال فترة انطلاق الحراك المغربي، بأن القرار السياسي الذي اتخذناه، فرضته مصلحة البلد، لأن حزب الإسلاميين كان يتلاعب باستقرار المغرب، ومارس أخطر عملية من «الشانطاج» و»الابتزاز السياسي»، ضد الدولة المغربية، عبر التهديد بالنزول إلى الشارع». وكشف بنشماس عن الخطة التي اتبعها أعضاء «المطبخ الداخلي» لحزب الأصالة و المعاصرة، لأجرأة هذا القرار السياسي وترجمته على أرض الواقع، حددها في تجديد الثقة في 7 برلمانيين فقط، من أصل 56 برلمانيا كانوا أعضاء بالفريق بالبرلمان، والذين يتوفرون على حظوظ كبيرة للحفاظ على مقاعدهم، فهموا رسالة الحزب ومغزاها السياسي في تلك الظرفية، فما كان على أعضاء فريقنا البرلماني السابق، سوى أن يتواروا إلى الوراء ويعلنون انضباطهم للقرار الذي اتخذه حزبهم خدمة لمصلحة الوطن»، يقول بنشماس. وهاجم بنشماس، في خطاب ناري حزب العدالة والتنمية، والحكومة التي يقودها بنكيران، بقوله إن «البيجيدي مارس واحدة من أخطر عمليات النصب على الشعب المغربي، وذلك من خلال تراميه وسطوه على شعارات ومطالب واحتجاجات شباب حركة 20 فبراير، وركوبه على الحراك المغربي لتحقيق مصالحه والوصول إلى الحكومة، مشددا على أن رموز حزب الأصالة والمعاصرة لم تنج من مخطط التشويه الذي قاده إخوان بنكيران، لكن هذه الرموز عادت بقوة إلى الواجهة لخدمة بلدها وحمايته من المتلاعبين بأمن البلاد ومستقبل العباد»، يضيف بنشماس. وفي تعليقه على السر الذي كشفه غريمه السياسي بنشماس، رد القيادي المثير للجدل في حزب العدالة والتنمية، عبد العزيز أفتاتي في اتصال هاتفي أجرته معه «أخبار اليوم» أن «اتهامنا بابتزاز الدولة، يكشف بشكل واضح بأن «البام» كان جزءا مما نسميه بالدولة العميقة، لأنه كان يتحكم في مفاصلها وتفاصيلها»، مشددا على أن ما قاله بنشماس، يعكس كلام فلول البام داخل الدولة، لذلك، فإننا في حزب العدالة والتنمية، كنا ومازلنا نؤكد بأن حزب الأصالة والمعاصرة، هو صنيعة الدولة ومنتوجها السياسي الآيل للزوال، لأنه حزب تم إنزاله بمظلة الدولة ولم يأت نتيجة بذور نمت وترعرعت في التربة السياسية للمغرب». وأوضح أفتاتي، أن حزبه لم يصل إلى الحكومة على ظهر الدبابات وصوت المدافع، كما يصوره خصومه السياسيون، وإنما «قدمنا خدمة كبيرة لوطننا، من خلال مساهمتنا في تنشيط الحراك السياسي بالمغرب والذي أفضى إلى نموذج في الإصلاح والتغيير في إطار الحفاظ على الاستقرار، وها نحن اليوم نواصل تدبيرنا للشأن العام الحكومي بمقاربة تشاركية لبناء مغرب المستقبل»، يقول أفتاتي.