قال عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إن البيان الأخير الصادر عن حزب الأصالة والمعاصرة يعبر عن حقيقة هذه الهيئة السياسية، لأنه هو الذي يعتبر بالفعل حزبا لتركة حزب الدولة الذي يهيمن على مفاصل الدولة، مضيفا أنه حزب سري تم تسريبه بإحكام بالغ إلى أهم مفاصل الدولة وإداراته الحساسة التي تلعب دورا محوريا في تسيير شؤون البلاد. وتأتي تصريحات أفتاتي ردا على البيان الذي أصدره المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة عقب لقاء استثنائي نظمه الحزب بالمحمدية يومي الثالث والرابع من نونبر الجاري، حذر فيه من مزاعم من سماهم "خصوم الديمقراطية وخطابهم الديماغوجي"، ومن سعي "الحزب الأغلبي إلى تحويل حكومة حزب إلى دولة الحزب، وتهديد الاستقرار المؤسساتي والدستوري"، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية دون أن يذكر البيان اسمه نصا. وأفاد أفتاتي بأن حزب الأصالة والمعاصرة هو من "فلول" حزب الدولة التي لا تظهر عيانا للناس، مشيرا إلى أن مقرات الحزب وشعار "الجرار" ليست سوى أشكال ومظاهر خارجية يراها الناس، بينما الحقيقة أنه حزب مُسرَّب بعناية إلى دواليب الدولة للتحكم في المشهد السياسي للبلاد. واستطرد النائب البرلماني عن دائرة وجدة بأن اتهامات حزب الأصالة والمعاصرة للعدالة والتنمية بكونه أحد خصوم الديمقراطية وبأنه يسعى لتحويل حكومة حزب إلى دولة الحزب، ويهدد الاستقرار المؤسساتي والدستوري"، كلها اتهامات تنجم عن تخوف حزب "البام" من الكشف عن حقيقته في السيطرة على مفاصل الدولة"، وفق تعبير المتحدث. وبالتالي، يضيف أفتاتي في تصريحاته لهسبريس، فإن حزب الأصالة والمعاصرة هو كمن يريد أن يدافع عن نفسه بالهجوم عن الآخرين، فينعت العدالة والتنمية بما هو عليه في الواقع للتفلت من المحاسبة، وهذا يدل على تخبطه وحيرته لفقدانه ثقة المغاربة في مشروعه السياسي يوما عن يوم. وزاد أفتاتي بأنه لا يطالب بمطاردة "فلول" حزب الأصالة والمعاصرة، بل يلح على المبادرة إلى معالجة سياسية وتدبيرية لقضية تسريب جيش من "الفلول" إلى مفاصل الدولة، لافتا إلى "أنهم ما يزالون يتحكمون في دواليب ومفاصل الدولة كما يشاءون"، بحسب تعبير القيادي في العدالة والتنمية. واستدل النائب البرلماني على قوله بمثالين اثنين: "كان عندنا نائب في التعليم، وهذا المنصب يتحصل عليه الأساتذة بالترشح به من خلال معايير الكفاءة والمسؤولية، لكن وزيرا لا داعي لذكر اسمه أصر على إقالة هذا النائب، وأيضا كان لدينا في الحزب مدير وكالة حضرية أصر الفلول أنفسهم على الإطاحة به". وعاد أفتاتي ليقول إن "اتهامات الأصالة والمعاصرة ليست سوى ترجمة يائسة لتخوفاتهم من موضوع المسؤوليات والتعيينات القادمة، باعتبار أن هذا الملف سيُدبر بطريقة شفافة تحثُّ الأطر على تحمل مسؤولياتها"، مؤكدا بأنه "لن تكون هناك محاباة في التعيين في مناصب المسؤولية في المستقبل مادام جميع أبناء الشعب سواسية، ولا يجب أن نميز أحدا عن الآخر إلا بكفاءاته وقدرته على العطاء".