سرق إلياس العماري، الرجل القوي داخل حزب الأصالة والمعاصرة، الأنظار أثناء تشييع جثمان أحد قيادات حركة 20 فبراير بطنجة، أيمن المرزوقي، إذ كان يتقدم مشيعي الجنازة حيث ووري الفقيد الثرى بمقبرة المجاهدين. حضور العماري فاجأ الجميع، إذ لم يكن أحد ينتظر حضوره لتشييع جثمان المرزوقي، إذ كان متوقعا حضور شباب الحركة بطنجة، إلى جانب قيادات محلية وجمعيات حقوقية، لكن العماري شوهد وهو يتبادل أطراف الحديث مع أعضاء الحركة بطنجة، بجوار مسجد محمد الخامس حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة على الفقيد. ولم يكن العماري وحده الذي حضر مراسيم الجنازة، بل حتى الناشط اليساري والقيادي البارز في الحزب الاشتراكي الموحد، محمد الساسي، بالإضافة إلى أمين عام الحزب، نبيلة منيب، ورئيس جمعية هيئة المحامين بالمغرب السابق، عبدالسلام البقيوي، فضلا عن أقرباء الراحل ويتقدمهم أحمد المرزوقي، المعتقل السابق في سجن تزمامارت. الإسلاميون كانوا حاضرين في مراسيم التشييع، إذ حضر رموز جماعة العدل والإحسان، الذين طالما نسقوا مع الناشط الحقوقي أيمن المرزوقي في مختلف المسيرات والوقفات الاحتجاجية التي كان يدعو إليها شباب الحركة في طنجة. وفاة المرزوقي، 51 عاما، وإن كانت وفق الطب الشرعي عادية، إلا أنها جرت في ظروف غامضة حيث توفي الرجل يومان قبل أن يعثر عليه داخل المنزل ميتا. وكانت زوجة الفقيد سافرت برفقة أبنائها خارج المدينة، وظلت تتصل بزوجها دون أن يجيب، قبل أن تنتقل أخته إلى المنزل بعدما أخبرتها الزوجة أن شقيقها لا يجيب عن الهاتف. وعثرت شقيقة الهالك على أخيها وهو جثة هامدة داخل شقته، قبل أن تنتقل عناصر الشرطة إلى البيت وتقوم بنقل الفقيد إلى المشرحة، حيث تأكد أن الرجل أصيب بسكتة قلبية. المرزوقي، هو أستاذا للفلسفة بثانوية زينب النفزاوية بطنجة، ويعتبر من القياديين اليساريين البارزين الذين أسسوا تنسيقية حركة 20 فبراير في طنجة، التي كانت تضم قوى يسارية وإسلامية وحقوقية وجمعوية. ويعد الفقيد المرزوقي، أحد القيادات البارزة داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، بجامعة «ظهر المهراز» بفاس، وكان من المؤسسين الفعليين للتيار القاعدي الذي استطاع سنوات الثمانينيات أن يستقطب فكر ووجدان جموع غفيرة من الطلبة، وهو ما كان سبب اعتقاله لمرات عديدة، وخاصة في أحداث 1984، وتمت محاكمته ب 30 عاما غيابيا